أعلنت الحكومة البحرينية أمس أنها ستتخذ الاحتياطات الأمنية كافة لاستضافة سباق «فورميولا1»، في الوقت الذي قللت فيه من النشاط الاحتجاجي الذي تنظمه جمعيات المعارضة السياسية خلال الأسبوع الحالي حتى بدء السباق، ووصفته بالمضخم إعلاميا وأنه عبارة عن أحداث فردية ومحدودة ولا يعكس الواقع الحقيقي للبحرين.
وفي الوقت ذاته، أكد مسؤول في إحدى جمعيات المعارضة السياسية أن النشاط الاحتجاجي الذي تنظمه المعارضة ليس ضد السباق، وإنما الهدف منه استغلال الحضور الدولي والإعلامي لتمارس المعارضة نشاطها السياسي السلمي الذي كفله لها الدستور والقانون في البحرين.
وأكدت سميرة بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام والمتحدثة باسم الحكومة، أمس، أن مملكة البحرين ستوفر الأمن اللازم خلال استضافة سباقات «فورميولا1»، وستتخذ الاحتياطات الكافية مثلما يحدث في كل البلدان الكبرى التي تستضيف مثل هذه الفعاليات الرياضية العالمية.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي الذي عقدته عقب جلسة مجلس الوزراء، إن الوضع الأمني في مملكة البحرين مطمئن جدا، مشيرة إلى وجود مبالغة وتضخيم في الإعلام الخارجي بشأن تأثير الأحداث الأمنية على استضافة سباقات «فورميولا1».
وقالت في ردها على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، إن الذي يحدث في البحرين خلال الفترة الراهنة هو تصعيد إعلامي تقوم به جمعيات المعارضة السياسية، حيث تقدم بيانات ومعلومات إلى وسائل الإعلام عن اعتقالات وعن عنف أمني ومعالجة أمنية للوضع في البحرين، بينما الأحداث التي تقع عبارة عن مناوشات صغيرة وفي بعض القرى يشارك فيها عدد محدود من الأفراد.
وشددت المتحدثة باسم الحكومة البحرينية على أن الشارع لا يشهد حالات احتجاج أو حالات تصعيد كما تصورها المعارضة، «فقط أحداث صغيرة وفردية لا أكثر ولا أقل».
وأوضحت رجب أنه لا يوجد تصعيد للأحداث أو تصاعد للعنف على الأرض في الفترة الأخيرة تزامنا مع قرب انطلاق فعاليات سباق «فورميولا1»، مشيرة إلى أن الأحداث الرياضية العالمية التي تستضيفها البلدان الكبرى يصاحبها اتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لتأمين الحدث، مستشهدة باستضافة لندن دورة الألعاب الأولمبية الصيف الماضي وما صاحبها من احتياطيات أمنية، مؤكدة أن البحرين ستكون على المستوى نفسه وستوفر الأمن خلال الحدث الرياضي الكبير كما توفره بلدان العالم.
وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام أن سباقات «فورميولا1» حدث رياضي عالمي له تأثير إيجابي على الاقتصاد البحريني ويهم كل الشعب البحريني، مشددة على أهمية عدم التداخل بين الأحداث السياسية والرياضية.
ونقلت المتحدثة باسم الحكومة البحرينية ترحيب مجلس الوزراء خلال جلسته باستضافة مملكة البحرين سباقات «فورميولا1»، وتوجيه المجلس بتسهيل جميع الإجراءات اللازمة لإنجاح هذا الحدث الرياضي الهام.
يشار إلى أن جمعيات المعارضة السياسية أعلنت عن فعاليات احتجاجية طوال الأسبوع الحالي تستمر حتى انطلاق سباق «فورميولا1» في 19 أبريل (نيسان) الحالي.
وكان مصدر أمني أكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأجهزة الأمنية في البحرين تعمل على افتراض الأسوأ، وقال: «نجاح أي جهاز أمني في حماية فعالية رياضية أو سياسية هو افتراض الأسوأ»، وشدد على أن الأمن البحريني وضع خطة محكمة لحماية الفعالية الرياضية التي تستضيفها البحرين بشكل سنوي، وأصبت واحدة من أهم محطات الجائزة الكبرى.
من جانب آخر، أكدت المتحدثة باسم الحكومة البحرينية أن اعتماد مجلس النواب الميزانية العامة للدولة في مراحله الأخيرة، ولن يتأخر لعدة أشهر كما يشاع، وسيعلن عن تفاصيلها في حينه.
وحول اعتماد مجلس الوزراء إنشاء لجنة ضبط وترشيد الإنفاق وتعزيز الدخل والإنتاجية في الوزارات والجهات الحكومية، وعلاقة ذلك بالمواطن، أوضحت رجب أن ترشيد الإنفاق يخص فقط مصروفات وإيرادات الوزارات المختلفة وليس له علاقة بالمواطن البحريني، مشيرة إلى أهمية ترشيد الإنفاق ورفع الإنتاجية للنهوض بمملكة البحرين، سيما أن الوضع الاقتصادي العالمي يعاني صعوبات كبيرة.
بدوره، أكد جميل كاظم عضو جمعية «الوفاق» والمتحدث باسم فريق جمعيات المعارضة السياسية في حوار التوافق الوطني، أن نشاط المعارضة يستهدف الحضور الدولي والإعلامي المترافق مع حدث سباق «فورميولا1»، وأن المعارضة تجده فرصة سانحة لها لكي تمارس نشاطها السياسي السلمي من مسيرات واحتجاجات وفق ما كفله لها الدستور والقانون، وقال: «يحضر للبحرين مئات الإعلاميين قبل بدء السباق ويستمر وجودهم بعد السباق، والمعارضة تبحث عن أي مناسبة لإبراز مطالبها وشرح قضيتها».
وشدد على أن المعارضة في جميع نشاطاتها لم تطرح شعارا واحدا ضد «فورميولا1»، وقال إن موقف جمعية «الوفاق» من حيث المبدأ ليس ضد أو مع السباق، ووصف موقف المعارضة بأنه متحضر.