ممثل الأمم المتحدة بعد لقائه السيستاني: إنه قلق أكثر من أي وقت مضى على مستقبل العراق

TT

للسنة الثالثة على التوالي يقفل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني أبواب منزله المتواضع في المدينة القديمة بالنجف أمام كبار القادة والسياسيين العراقيين لا سيما زعامات الخط الأول. ومع اقتراب موعد الانتخابات المحلية (السبت المقبل) والتي تكشف نتائجها شكل وطبيعة الخارطة السياسية في البلاد تحضيرا للانتخابات البرلمانية العام المقبل فإنه لا توجد أي مؤشرات على أن السيستاني سوف يعدل عن رأيه في عدم اللقاء بأي من قادة العراق.

ومع أن المرجعية الشيعية العليا في النجف كثيرا ما تعبر عن رأيها ورؤيتها لما يجري من أوضاع في العراق كل صلاة جمعة من خلال ممثليها في كربلاء فإن ما عبر عنه ممثل الأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر الذي التقى السيستاني أمس يعد الأول من نوعه على صعيد ما تفصح عنه المرجعية من آراء وأفكار ما لم يصدر توضيح منها لما ورد على لسان كوبلر الذي قال في مؤتمر صحافي عقده بالنجف عقب لقائه السيستاني إن المرجع الديني الأعلى أبلغه بأنه «قلق أكثر من أي وقت مضى على العراق»، ونقل عن السيستاني انتقاده لجميع الأطراف السياسية «لعدم تعاونها»، فيما أشار إلى أن الأمم المتحدة ليس لديها «موقف خاص» من إجراء انتخابات مبكرة. وأضاف كوبلر أن «السيد السيستاني أبلغني أنه قلق أكثر من أي وقت مضى لما يجري في البلاد من أزمة سياسية ويشاطرنا الرأي حول هذا الموضوع»، داعيا «كافة السياسيين العراقيين إلى أن يضعوا مصلحة الشعب العراقي قبل أي امتيازات».

ويتزامن قلق السيستاني طبقا لما عبر عنه كوبلر مع دخول العراق في نفق جديد من الأزمات وتبادل الاتهامات في وقت يستعد العراقيون للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية. وفي هذا السياق، أعلن مصدر مقرب من المرجعية لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الكشف عن اسمه أن «المرجعية - والناطقين المباشرين باسمها - تمتنع الآن عن الإدلاء بأي تصريح أو التعبير عن أي موقف مع أو ضد خشية أن يفهم منه غير ما هو عليه». وأضاف أن «هناك توجيها بذلك إلى ما بعد الانتخابات المحلية من أجل أن لا يتم تأويل ما يصدر عنها بهذه الطريقة أو تلك».

لكن الأستاذ في الحوزة العلمية حيدر الغرابي أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المرجعية حاولت أن تنظر طوال السنوات الماضية بعين الرعاية الأبوية للجميع في العملية السياسية انطلاقا من واجبها الديني أو الشرعي وذلك من خلال التعامل مع جميع الأطراف بحيادية مع أنها اتخذت مواقف حازمة حيال الطبقة السياسية». وأضاف الغرابي أن «المرجعية وجدت أن السياسيين يهتمون بمصالحهم الحزبية والفئوية فقط ولا تهمهم مصلحة الشعب ولذلك بدأت بتوضيح ذلك للناس كما أن السياسيين أنفسهم هم المسؤولون عن تصاعد الحس الطائفي بل إنهم وصلوا إلى الانتخابات عن طريق هذا الحس الطائفي الذي رفضته المرجعية منذ البداية».

وفي تطور لافت على صعيد المرجعيات الدينية الشيعية في العراق، حذر المرجع الديني الشيعي محمد اليعقوبي مما سماه «الانحراف» الذي يشهده المذهب الشيعي.