نواكشوط تحتضن اجتماع برلمانيي مجموعة «5+5» المتوسطية

ناقش الهجرة السرية والإرهاب وتهريب الأسلحة وتجارة المخدرات

TT

انطلقت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط أمس أشغال الاجتماع الرابع رفيع المستوى لأعضاء البرلمان في الدول الأعضاء في الحوار في غرب البحر الأبيض المتوسط، المعروفة اختصارا بمجموعة «5+5»، وهو الاجتماع الذي اعتبر أحمدو ولد الشيخ سعد بوه، مدير الاتصال والتوثيق في البرلمان الموريتاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يكتسي أهمية كبيرة، خصوصا أنه يأتي بالتزامن مع الدورة العاشرة لاجتماع وزراء خارجية دول مجموعة (5+5)»، المنعقد حاليا بنواكشوط.

واستقبلت نواكشوط خلال الأيام الماضية وفودا برلمانية من الدول الأعضاء في المجموعة، إضافة إلى الحبيب بن يحيى، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، وفرانسيسكو أموروزو، رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، وسيرجيو أبيازي، الأمين العام للجمعية ذاتها.

وخلال افتتاح أشغال الاجتماع الذي ينعقد في موريتانيا لأول مرة، أكد نائب رئيس الجمعية الوطنية، الغرفة السفلى في البرلمان الموريتاني، العربي ولد جدين، أن «موريتانيا بذلت جهودا كبيرة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، كما لعبت دورا مهما في إيواء اللاجئين الماليين ودعت جميع الأطراف لحل المشكلات التي تواجهها بالطرق السلمية».

وأضاف ولد جدين أن بلاده «مهتمة بحفظ الأمن والاستقرار في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتدرك أهمية التعاون من أجل إرساء قواعد تنمية مستدامة على ضفتي المتوسط، وضرورة تبني منظومة قيمية تقوم على الحكم الرشيد والحوار والتعايش السلمي بين جميع الأطراف على ضفتي البحر الأبيض المتوسط»، معتبرا أن «انعقاد الدورة الرابعة من الاجتماع البرلماني المتوسطي في موريتانيا يؤكد أهمية المقاربات التي تبنتها من أجل تعزيز الحوار والتعايش بين دول البحر المتوسط»، وفق تعبيره.

يشار إلى أن مجموعة «5+5» تأسست سنة 1990 وتضم دول غرب البحر الأبيض المتوسط، وهي خمس دول أوروبية (إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا)، ودول اتحاد المغرب العربي الخمس (موريتانيا والمغرب والجزائر وليبيا وتونس)، وتعمل المجموعة في إطار الاتحاد الأوروبي وتتركز أعمالها على المواضيع المتعلقة بالقضايا المشتركة بين ضفتي المتوسط، على المستوى الاقتصادي والتنموي والأمني، إضافة إلى الاهتمام بمكافحة الهجرة السرية.

وفي هذا السياق، أشار أحمدو ولد الشيخ سعد بوه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الاجتماع البرلماني الذي تحتضنه نواكشوط جاء بناء على دعوة من إسبانيا التي تترأس الاجتماع بالتشارك مع إيطاليا، وذلك لمناقشة بعض المسائل المهمة التي ستدرج في أجندة اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في المجموعة»، المنعقد حاليا بنواكشوط.

وأضاف أن البرلمانيين المجتمعين ناقشوا عدة أمور مشتركة ما بين دول ضفتي المتوسط، من أهمها ضرورة التنسيق الأمني بين هذه الدول للحد من ظاهرة الهجرة السرية، التي يموت فيها الكثير من أبناء الدول الفقيرة الذين يغرر بهم أو يوهمون بحياة أفضل، أو يهمشون في بلدانهم فيذهبون في قوارب الموت إلى أوروبا، إضافة إلى طرق ووسائل محاربة الإرهاب ومكافحة تهريب الأسلحة وتجارة المخدرات ومسائل أخرى كثيرة.

وأشار في سياق الحرب على الإرهاب إلى أن هنالك مساعي لوضع خطة تنسيق تمكن من استباق أي عمل إرهابي يهدد أمن أي واحدة من الدول الأعضاء في المجموعة، مؤكدا أن ذلك يدخل في إطار التنسيق الأمني بين دول ضفتي المتوسط.

وأضاف أن الاجتماع سيصدر «إعلان نواكشوط»، الذي أشار إلى أنه «سيتضمن اتفاقيات بينية تكرس نوعا من التنسيق الأمني، ومساعدات اقتصادية من خلال استغلال ديون الدول الفقيرة على شكل قروض صغيرة تستهدف فئة الشباب في هذه الدول للحد من ظاهرة الهجرة السرية، إضافة إلى بروتوكولات للحد من الجريمة المنظمة والإرهاب والاتجار بالأسلحة».

وفي سياق متصل، من المنتظر أن يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة «5+5» المنعقد حاليا بنواكشوط وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي يؤدي زيارة لموريتانيا يغلب عليها ملف الحرب الدائرة في شمال مالي.