السلطة ترفض زيارة أردوغان لغزة وتطلب إلغاءها

أبو مازن سيزور أنقرة وينقل إليه مباشرة موقف السلطة

TT

رفضت السلطة الفلسطينية زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، المقررة إلى غزة نهاية مايو (أيار) المقبل. وقال مسؤولون فيها إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقيه في أنقرة خلال أيام ويطلب منه إلغاء الزيارة حفاظا على وحدة التمثيل الفلسطيني.

وانتقد عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إعلان أردوغان عن عزمه زيارة القطاع، واعتبرها تعزيزا للانقسام الفلسطيني. وقال الأحمد للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن «أي مسؤول يزور قطاع غزة دون التنسيق مع القيادة الفلسطينية الشرعية فإنه يدعم ويعمق الانقسام بين الضفة وغزة». وبحسب الأحمد فإن الرئيس الفلسطيني سيزور أنقرة خلال أيام وسيبحث مع أردوغان هذه الزيارة. وتابع القول: «آمل أن لا تتم».

ويزور عباس هذه الأيام دولة الكويت التي وصلها أمس، ومن المقرر أن يجري فيها مباحثات مع أمير الكويت، ويفتتح مبنى سفارة دولة فلسطين في الكويت في احتفال رسمي، ويرفع العلم عليها، بعد أكثر من 22 عاما على إغلاقها إثر خلافات حول حرب الخليج. ويبدو أنه سينطلق من هناك إلى أنقرة.

وهاجم الأحمد سعي حماس لاستقبال مسؤولين في محاولة لتحقيق اعتراف بحكمهم للقطاع. وقال: «تهلل حماس لأي فرد يزور غزة ويعتبرون أنهم حققوا اعترافا بالقطاع».

وردت حماس بهجوم على موقف السلطة من الزيارة، وقال المسؤول في الحركة في غزة صلاح البردويل: «هذا شيء محزن، الشرعية الوحيدة الباقية هي شرعية المجلس التشريعي، أما شرعية أبو مازن فهي في مهب الريح.. هو لا يمثلنا من خلال الرئاسة لأن ولايته انتهت، ولا من خلال منظمة التحرير التي لا تمثل الشعب الفلسطيني بل شريحة منه فقط».

وثمة خلاف كبير بين السلطة وحماس في قضية التمثيل الفلسطيني، وترفض السلطة التعامل مع حماس على أنها جهة شرعية حاكمة للقطاع، بينما تطالب حماس العرب بإعادة النظر في التمثيل الفلسطيني باعتبارها هي الجهة المنتخبة.

واشتعلت في مارس (آذار) حرب التمثيل مجددا بعد دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة عربية مصغرة في القاهرة لمناقشة المصالحة. وقالت السلطة إنها لن تحضر قمة عربية تحضرها حماس، إذ أن «الشرعية واحدة ولا تتعدد والتمثيل واحد والرأس واحد». أما حماس فاعتبرت أن فتح تتهرب من المصالحة وأنه لا يمكنها فرض نفسها ممثلا للأبد مستغلة علاقاتها بالنظام العربي.

وجاء ذلك بعد جولات من الحرب على نفس الجبهة، بعدما حظيت حماس بمعاملة خاصة من قبل أنظمة عربية. ولم تخف القيادة والرئاسة الفلسطينية غضبها من ذلك، فهاجمت الرئاسة المصرية في أوقات سابقة بعدما استقبل محمد مرسي، رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، وغمزت من قناة قطر عندما زار الأمير القطري قطاع غزة، وطلبت من الرئيس التونسي عدم فعل ذلك، وشنت هجوما عنيفا على رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب أحمد الذي زار غزة. وتقول الرئاسة الفلسطينية إنه يجب على الأشقاء والأصدقاء كافة المساهمة بتجسيد قرارات الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية موحدة وعاصمتها القدس الشريف.

وكان أردوغان، قد أعلن أول من أمس أنه يعتزم زيارة قطاع غزة نهاية مايو المقبل للمساعدة في رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع بعد زيارته الرسمية للولايات المتحدة منتصف نفس الشهر. ورحبت حماس بزيارة أردوغان ترحيبا شديدا. وقال نائب رئيس الوزراء في حكومة حماس زياد الظاظا، إن الزيارة ستفتح آفاقا جديدة لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.