معرض خاص في تل أبيب لوعد بلفور

تعرض فيه الوثيقة الأصلية للوعد البريطاني لليهود بإقامة وطن لهم في فلسطين

TT

قررت الحكومة الإسرائيلية إقامة معرض خاص في عمارة «دار الاستقلال» في تل أبيب، تعرض فيه وثيقة «وعد بلفور» الأصلية، العائد تاريخها إلى اليوم الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1917. وأعلن أمين عام مجلس الوزراء، تسفي هاؤزير، خلال الأيام الأخيرة أن حكومة إسرائيل حصلت على الموافقة المبدئية لإدارة المكتبة الوطنية البريطانية بشأن السماح بأن تعرض لفترة محدودة في إسرائيل (وتبعا لشروط المكتبة البريطانية) الوثيقة الأصلية لـ«وعد بلفور»، الذي تعتبره الحركة الصهيونية أول إنجاز سياسي ملحوظ لها منذ نشأتها في المؤتمر الصهيوني الأول في بازل في سويسرا عام 1897، كون هذه الوثيقة قد أقرت بشرعية الطموحات الصهيونية لإقامة دولة يهودية واعتمدها مجلس الوزراء البريطاني آنذاك، وفقا لبيان الحكومة الإسرائيلية. وأصبح «وعد بلفور» أساسا لصك الانتداب البريطاني في فلسطين الذي أدى فيما بعد إلى قيام الدولة العبرية.

يشار إلى أن وثيقة «وعد بلفور» الأصلية لم تغادر قط الأراضي البريطانية. ففي حينه أرسلها وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى اللورد البريطاني اليهودي فولتير روتشيلد ثم تبرعت عائلة روتشيلد بالوثيقة إلى المتحف البريطاني الذي أحالها بدوره إلى المكتبة الوطنية البريطانية.

وكانت فكرة عرض وثيقة «وعد بلفور» في إسرائيل قد طرحت في إطار إجراءات التخطيط والترميم تمهيدا لإنشاء متحف جديد في مقر «دار الاستقلال» في تل أبيب. وكلفت عمليات الترميم المبنى، الذي يضم القاعة التي تمت فيها مراسم إعلان قيام إسرائيل في سنة 1948 مبلغ 5 ملايين شيقل (نحو مليون ونصف المليون دولار).

ومن المقرر إنجاز عمليات الترميم وإنشاء المتحف الجديد بعد نحو سنتين لتعرض فيه بصورة دائمة «وثيقة الاستقلال» الأصلية إلى جانب الطاولة الأصلية التي كتب عليها اللورد بلفور وعده المشهور. وسيتم لدى تدشين المتحف عرض الوثيقة الأصلية لـ«وعد بلفور» إلى جانب المراسلات التي سبقت صدوره بين بلفور ورئيس الحركة الصهيونية في تلك الفترة (وأيضا الرئيس الأول لدولة إسرائيل بعد قيامها) حاييم فايتسمان.

وزار أمين عام مجلس الوزراء الإسرائيلي ومدير خطة التراث في ديوان رئاسة الوزراء مؤخرا لندن، حيث التقيا اللورد جيكوب روتشيلد الذي ساعدهما كثيرا في الاتصالات مع المكتبة الوطنية البريطانية، ثم التقى الاثنان مديري المكتبة والمسؤولين عن الوثائق التاريخية فيها وكذلك مدير الأرشيف الوطني البريطاني الذي أطلعهما على المراسلات السياسية المتشعبة التي سبقت صدور «وعد بلفور». وتتجه النية إلى عرض هذه الوثائق التاريخية في معرض تدشين متحف «دار الاستقلال» الجديد.

وفيما يلي نص وعد بلفور: «وزارة الخارجية البريطانية، يوم 2 نوفمبر 1917 - أيها اللورد روتشيلد العزيز، إنه ليشرفني تسليمك، نيابة عن حكومة جلالته، هذا الإعلان المتعاطف مع التطلعات اليهودية الصهيونية» كما تم عرضه على مجلس الوزراء الذي اعتمده: «إن حكومة جلالته تنظر بعين الرضا إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل وهي ستبذل جهودها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يكون من الواضح أنها لن تشتمل على شيء من شأنه النيل من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية في فلسطين أو من الحقوق والمكانة السياسية لليهود في أي بلد آخر». «سأكون شاكرا لك إذا أبلغت إدارة الحركة الصهيونية نص هذا الإعلان.. مع فائق الاحترام، آرثر جيمس بلفور».