الجيش الحر يستهدف كل حواجز النظام بقذائف الهاون بعد توحيد كتائبه بدمشق

قصف الكنائس والجوامع متواصل في العاصمة ودير الزور

TT

اتحدت 4 ألوية و8 كتائب من المعارضة المسلحة في دمشق وريفها أمس، وبدأت أولى عملياتها المشتركة، باستهداف كل الحواجز النظامية في القلمون وريف دمشق وبقذائف الهاون، في حين تعرضت كنيستان في دير الزور والجامع الكبير في برزة بدمشق، لقصف بالدبابات، تلا استهداف الجامع العمري الكبير في درعا قبل يومين للمرة السادسة.

وأكدت مصادر بارزة في الجيش السوري الحر لـ«الشرق الأوسط» أن عناصره استهدفوا كل حواجز القوات النظامية في القلمون وريف دمشق بقذائف الهاون، مشيرة إلى إطلاق 60 قذيفة هاون في وقت متزامن «خلال عملية مشتركة جرى الإعداد لها بعد توحيد الكتائب». وأعلنت المصادر أن 4 ألوية معارضة، و8 كتائب عسكرية في ريف دمشق والقلمون «توحدت أمس ضمن غرفة عمليات مشتركة، وأعلنت تشكيل فرقة المشاة في الغوطة الشرقية، مما فعّل عملياتها في دمشق».

وتشدد القوات النظامية من وجودها في منطقة القلمون التي تشير المعارضة إلى أن النظام يحتفظ في جبالها بترسانته الصاروخية. وبحسب مصادر المعارضة، فإن هذا الاستهداف أمس، يعد الأقوى منذ بدء الثورة السورية. وقد ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر استهدف فرقة الهندسة في القلمون بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع.

في المقابل، ردت القوات النظامية بقصف عنيف على ريف دمشق. وقالت مصادر بارزة في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن القصف لم يهدأ منذ صباح أمس، واستهدف مناطق العتيبة وبرزة والقابون، وأشارت إلى «استخدام الصواريخ والقذائف المدفعية وسلاح الجو في هذا القصف». وأشارت إلى أن رقم الأطفال الذين قتلوا أمس، بلغ 30 طفلا في حصيلة أولية، مشيرة إلى أن معظمهم قضى متأثرا بإصابته أول من أمس في حي جوبر الذي أطلق عليه صاروخ كيماوي. وبالتزامن، أفادت قناة «سكاي نيوز» بمقتل 10 أشخاص على الأقل وجرح العشرات في غارات جوية بالطيران الحربي (سوخوي) استهدفت حيي القابون ودوما في العاصمة دمشق.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تعرض مناطق في مدن وبلدات السبينة ويلدا وحرستا وعربين وأطراف مدينة يبرود، للقصف من قبل القوات النظامية استخدم خلاله الطيران الحربي مما أدى إلى سقوط جرحى وأضرار مادية.

وفي العاصمة دمشق، سقطت عدة قذائف على مخيم اليرموك، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، كما استشهد مواطن على الأقل جراء القصف بالطيران الحربي على حي القابون، في حين لا يزال القصف مستمرا من قبل القوات النظامية على حي جوبر.

في هذا الوقت، أعلن المجلس المحلي في حي برزة في دمشق استهداف جامع برزة الكبير بالقذائف مما أدى إلى احتراقه وتصاعد أعمة الدخان منه. وقال إن الجامع الكبير تم قصفه بالدبابات وتهدم قسم من الطابق الأخير للمسجد واندلعت الحرائق فيه. وجاء هذا الاستهداف بعد قصف الجامع العمري الكبير في درعا قبل يومين، للمرة السادسة.

واتهمت مصادر الجيش الحر النظام السوري بأنه يستهدف المواقع الدينية بهدف خلق فتنة طائفية في البلاد. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن استهداف المواقع الدينية يتنقل من مكان إلى آخر، خصوصا في المناطق التي تتضمن سوريين من طوائف وعرقيات، بهدف زرع الفتنة بينهم، والإيحاء بأن المعارضة طائفية، مشيرة إلى قصف جوامع وكنائس في الرقة وإدلب وحلب ودمشق ودير الزور.

وفي هذا السياق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا بقذائف المدفعية والهاون تعرضت له أحياء الحويقة والصناعة والكنامات والرشدية في دير الزور، في حين تم استهداف كنيسة مريم وكنيسة الأرثوذكس في حي الجبيلة الذي شهد أيضا سقوط صاروخ «غراد» خلف دمار كبيرا، بالتزامن مع تعرض قرية موحسن لقصف بالقنابل الفراغية، وقرية المريعية لقصف براجمات الصواريخ، وقصف مدفعي على قرية الحصان، وقد دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في أحياء المدينة وقراها.

وأفاد ناشطون بقصف الطائرات مدينة الرقة، وهي المدينة الأولى التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة بشكل كامل منذ بداية النزاع في سوريا منتصف مارس (آذار) 2011. وفي درعا، تعرضت بلدة نامر في ريف المدينة لقصف من قبل القوات الحكومية وسط اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومقاتلي الكتائب المعارضة في الطرف الغربي من البلدة.