قائد عسكري إيراني يهدد بتدمير حيفا وتل أبيب.. ونجاد: لا نحتاج قنبلة نووية

الرئيس الإيراني يحاضر بجامعة في بنين ويدافع عن البرنامج النووي

صورة وزعتها الرئاسة الإيرانية للرئيس محمود أحمدي نجاد ونظيره البنيني توماس بوني يايى خلال زيارة أحمدي نجاد إلى عاصمة بنين بورتو نوفو مساء أول من أمس
TT

دافع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أولى محطاته خلال جولته الأفريقية التي بدأها أول من أمس في بنين عن سلمية برنامج بلاده النووي المثير للجدل ونفى سعي طهران إلى القنبلة النووية، معتبرا الطاقة النووية «هبة إلهية» توفر الكهرباء بكلفة متدنية. وفي غضون ذلك هدد مسؤول عسكري إيراني بارز بتدمير حيفا وتل أبيب «بأقل وقت ممكن» إذا تعرضت بلاده إلى ضربة عسكرية بسبب ملفها النووي.

وقال مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد محمد حجازي أمس، إنه «إذ أقدم العدو (إسرائيل) على حماقة بضرب إيران فإننا مستعدون لتدمير حيفا وتل أبيب في أقل وقت ممكن».

وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أن القائد العسكري الإيراني صرح بذلك على هامش مهرجان «باقر العلوم» الطبي في إشارة إلى تصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي حول استعداد البلاد لتدمير حيفا وتل أبيب مضيفا: «أننا مستعدون لتنفيذ هذه التصريحات في وقت ممكن إذا ما ارتكب العدو أي حماقة». وفي ما يتعلق بما اعتبره تهديدات الأعداء القائلة بأن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحا على الطاولة، قال حجازي، إن «الأرضة (النمل الأبيض) قد أكلت دعائم هذه الطاولة وهذا الكلام مؤشر على انفعال العدو». وفي ما يتعلق بالمفاوضات بين إيران ومجموعة (5+1) في كازاخستان حول أزمة الملف النووي الإيراني، قال حجازي، إن «العدو يعرف عدم جدوى لغة التهديد والخيار العسكري ولهذا اتجه نحو المفاوضات».

وفي غضون ذلك، دافع أحمدي نجاد عن «سلمية» برنامج بلاده النووي، ووصف الطاقة النووية، في كلمة ألقاها أمام حشد من طلبة جامعة غالاوي في بنين التي يزورها في إطار جولة أفريقية صباح أمس، بأنها «هبة إلهية» توفر الكهرباء بكلفة متدنية. وقال: «يتهمون إيران وكل الدول التي تسعى إلى الخروج بسرعة من السيطرة الحالية». وأضاف: «أننا لا نحتاج إلى القنبلة الذرية»، متابعا: «في الواقع ليست القنبلة الذرية التي تهدد العالم بل الأخلاق والثقافة الغربية التي تفقد قيمها»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتشتبه الدول الغربية وإسرائيل في سعي طهران إلى الحصول على سلاح ذري تحت غطاء برنامجها النووي المدني. لكن طهران تنفي ذلك وتؤكد أن أهداف برنامجها النووي تتعلق حصرا بالطاقة والطب.

ووصل أحمدي نجاد مساء أول من أمس إلى بنين حيث التقى بنظيره البنيني توماس بوني يايى، وقال خلال اللقاء، إن «تعزيز العلاقات مع الدول الأفريقية من أولويات السياسة الخارجية لبلاده»، واعتبر أن «لدى إيران وبنين علاقات ودية ومتميزة وتقعان في خندق واحد». وتابع قائلا: إن «إيران وبنين تتمتعان بإمكانيات مختلفة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية» وقال: «إن تفعيل هذه الإمكانيات يخدم صالح الشعبين وشعوب المنطقة».

ونقل الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية عن الرئيس البنيني ارتياحه لحضور نظيره الإيراني في بنين وأهمية هذا الحضور في قارة أفريقيا، وقال: «لدى إيران رؤية ودية وعميقة تجاه أفريقيا وتثق الشعوب الأفريقية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية». وأضاف: أن «إيران قوة کبيرة ومؤثرة وتقدر أن تلعب دورا مهما في إصلاح البنى الأحادية وإرساء السلام والأمن».

وغادر الرئيس الإيراني بنين في وقت لاحق من يوم أمس متوجها إلى النيجر وهي أحد أهم المنتجين العالميين لليورانيوم، الذي تحتاجه إيران من أجل برنامجها النووي. وينقل اليورانيوم النيجري عبر موانئ بنين للتصدير لكن وزير الخارجية البنيني شدد على عدم التطرق إلى موضوع اليورانيوم في أثناء زيارة الرئيس الإيراني. وأعلنت السلطات البنينية أن المحادثات الثنائية مع إيران تتعلق بشكل أساسي بالزراعة والتعليم والطاقة. وتم استقبال الرئيس الإيراني في النيجر بالترحاب من قبل الذين يعتبرون أن على هذا البلد الفقير الانفتاح على شراكات جديدة من أجل بيع اليورانيوم. وقال نوهو أرزيكا، أحد كبار ممثلي المجتمع الأهلي النيجيري: «بات علينا أن نأخذ مصالحنا في الاعتبار، ونبيع اليورانيوم الذي نملكه إلى من نشاء، بما في ذلك إيران». والعلاقات بين إيران والبلدان الأفريقية ليست دائما مثالية. فقد أثر خلاف دبلوماسي في 2010 على العلاقات بين إيران ونيجيريا، أكبر البلدان الأفريقية من حيث عدد السكان، والمنتج الأول للنفط في القارة، عندما احتجزت في مرفأ لاغوس سفينة آتية من إيران ومحملة بالأسلحة. وتقول طهران إن الأسلحة التي كانت مصنفة «معدات بناء» كانت مرسلة إلى غامبيا، إلا أن بانجول نفت ذلك. ومن المشبوهين في هذه القضية عضو مفترض في الحرس الثوري الإيراني.

وكان أحمدي نجاد أكد في تصريحات قبل مغادرته مطار مهر آباد بالعاصمة الإيرانية طهران، أن العلاقات مع دول القارة الأفريقية تمثل جزءا من السياسة المبدئية لإيران. ولفت إلى أن زيارته لبنين والنيجر وغانا تأتي بدعوة رسمية من رؤساء تلك الدول وفي إطار مذكرات التفاهم المختلفة الموقعة مع تلك البلدان في مجالات الاقتصاد، الاستثمارات، الطاقة، التجارة، الثقافة، السياحة والصحة والعلاج.