أكبر زلزال يضرب إيران منذ 50 عاما تصل ارتداداته إلى الخليج

عشرات القتلى في إيران وباكستان.. رعب في الخليج وإخلاء الأبراج.. وقطع الدوام الدراسي في الإمارات

موظفون خارج أحد المباني بالدمام عند شعورهم بالزلزال (تصوير: عمران حيدر)
TT

ضرب زلزال جديد جنوب شرقي إيران، بقوة 7.5 درجة، بحسب المركز الإيراني للزلازل، بعد أسبوع على هزة أسفرت عن مقتل 40 شخصا تقريبا في جنوب غربي البلاد.

وأعلن المركز الإيراني للزلازل ان قوة الزلزال كانت 7.7 درجة على مقياس ريختر، مؤكدا «انه أقوى زلزال يضرب البلاد منذ عام 1957». وأثار الزلزال الجديد الذي وقع صباح أمس، الذعر في منطقة الخليج وباكستان والهند وأفغانستان، حيث وصلت آثاره إلى هناك، حيث قتل ما لا يقل عن 35 في باكستان، وأخليت الأبراج، وتم قطع الدوام الدراسي في الإمارات. ولم تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية مباشرة عن وقوع ضحايا في المنطقة النائية في سيستان - بلوشستان التي ضربها الزلزال، إلا أن تقارير أخرى أشارت إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى.

وأعلنت السلطات الإيرانية حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة، وأرسلت 4 فرق إنقاذ من مدينتي سارافان وخاش لتقييم الأضرار، حسبما نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا) عن رئيس الهلال الأحمر الإيراني محمود مظفر.

وأعلنت الجمعية تشكيل لجنة أزمة. كما أرسلت السلطات فرق إغاثة من محافظات مجاورة لمحافظة سيستان وبلوتشستان، هي كرمان وهرمزكان وخراسان الجنوبية.

وأشار المركز الإيراني إلى أن مركز الزلزال يقع على عمق 18 كلم، وعلى بعد 80 كلم شمال مدينة سروان قرب الحدود مع باكستان. وأكدت الشركة الروسية التي تدير محطة بوشهر النووية أن المفاعل لم يصب بأي أضرار جراء الزلزال.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن مركز الزلزال كان في جنوب شرقي إيران بمنطقة جبلية وصحراوية على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الشرقي من زاهدان، و250 كيلومترا إلى الشمال الغربي من تربت في باكستان. وشعر سكان منطقة الخليج؛ الإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان، والمنطقة الشرقية بالسعودية، بالإضافة إلى الهند وباكستان وأفغانستان أيضا بالهزة الأرضية.

وفي الإمارات، أخلى السكان المباني العالية والمكاتب، ونزل الموظفون من أبراج المركز المالي ومدينة الإعلام في دبي، كما أخلى السكان منازلهم في المباني المرتفعة الواقعة على شاطئ البحر. وساد الهلع في الشوارع، خاصة في الشارقة ودبي. وتجمهر الآلاف أمام ناطحات السحاب في «جميرة لايك تاورز» قرب الشاطئ في دبي. وأخلت قناة «العربية» المبنى الخاص بها. وقطعت عدة مدارس وشركات الدوام الرسمي وصرفت موظفيها تحسبا من أي هزات ارتدادية، في حين لم يعلن عن أي إصابات، لكن معايشة الهزة من داخل مدينة دبي للإعلام كان لها وقع مختلف؛ ففي الوقت الذي بدأت فيه الهزة التي استمرت 5 ثوان، هرع موظفو القنوات التلفزيونية العاملة من هناك إلى سلالم النجاة، بينما تركت مذيعة «العربية» على الهواء مباشرة خلال نشرة الأخبار لا تلوي على شيء، في وقت ترك جميع زملائها المكان.

كما شعر السكان في الكويت بالهزة، وخصوصا منطقة الشاطئ. ونزل الموظفون من المركز المالي في المنامة إلى الشوارع، وظهرت تشققات بالزجاج الخارجي في الطابق الرابع من برج المؤيد. وأحس بالزلزال سكان الطوابق المرتفعة في سلطنة عمان. وقام بعض المواطنين في قطر بإخلاء البنايات والنزول إلى الشوارع خوفا من اهتزاز الأرض.

وسجلت محطات الشبكة الوطنية الإماراتية لرصد الزلازل التابعة للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، زلزالا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، وبعمق 30 كيلومترا في تمام الساعة 2:44، ظهر أمس، بحسب توقيت الإمارات، وقال المركز في بيان له اليوم، إن الزلزال وقع على الحدود الباكستانية - الإيرانية، على بعد 650 كيلومترا عن شمال شرقي رأس الخيمة، وكان محسوسا في جميع إمارات الدولة، وكان تأثيره على الإمارات محدودا، وجار رصد هذا النشاط الزلزالي. وسألت «الشرق الأوسط» عددا من الموظفين، ممن احتشدوا في نقاط التجمع عن مشاهداتهم، فكانت شبه متطابقة: «شعرنا بدوار في الرأس، وبدأ كل شيء يهتز من حولنا، ومن ثم هرعنا إلى سلالم النجاة للوصول إلى مكان آمن». بينما أضاف البعض: «إنها المرة الأولى التي نشعر فيها بزلزال بهذا الشكل.. كان قويا ومرعبا، والحمد لله جميعنا بخير». وبينما عاد معظم سكان الأبراج إلى منازلهم بعد ساعة تقريبا من الزلزال، قرر عدد من الشركات قطع الدوام الرسمي وصرف موظفيهم، وقال إسلام الذي يعمل في إحدى الشركات ضمن مدينة دبي للإعلام: «طلب منا مغادرة المكاتب والعودة إلى منازلنا، وهو الأمر الذي لا ينطبق على شركات أخرى قررت مواصلة الدوام بالشكل الطبيعي».

بدوره، قال مثنى المبارك المقيم في منطقة الديسكفري غاردن بدبي: «كنت نائما، وصحوت بفعال اهتزاز السرير الناتج عن الزلزال..كان أمرا مخيفا». ولم ترد معلومات عن حدوث إصابات، لكن الموضوع تحول في غضون دقائق إلى حديث الشارع ومواقع التواصل الاجتماعي، وسط قلق من أي تأثير للزلزال على مفاعل بوشهر الإيراني القريب من المدن الخليجية، على الرغم من تأكيدات روسية بأن المفاعل (الذي تشرف عليه شركات روسية) لم يصب بأي أضرار جراء الزلزال.