أوروبا تشدد على التضامن مع أميركا وموسكو تعرض المساعدة في التحقيق

إيران تدين وتصف الهجومين بـ«مصدر قلق».. وطالبان الباكستانية تنفي أي دور لها

TT

أثار الانفجاران الداميان اللذان استهدفا ماراثون بوسطن في ولاية ماساتشوستس ذهولا في الولايات المتحدة، فيما أجمعت عواصم العالم أمس على إدانة الهجوم، داعية إلى رد منسق من المجموعة الدولية. وعبرت عواصم أوروبية عن تضامنها مع الولايات المتحدة بعد الحادث، فيما عرضت موسكو المساعدة في التحقيق.

وأدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني أمس الحادث، ووصفه بأنه «عمل إرهابي جبان». وقال في بيان إن «هذا العمل الإرهابي الشنيع يؤكد أهمية تضافر كل الجهود الدولية من أجل التصدي للإرهاب وتخليص العالم من شروره». وعبر عن ألمه وحزنه «لمقتل وجرح المدنيين الأبرياء جراء هذا العمل الإجرامي».

كما أدان العراق التفجيرين، مطالبا العالم بوقفة موحدة «لإدانة ومواجهة» الإرهاب. وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي: «ندين هذه الأعمال الإجرامية بغض النظر عن الجهات التي تقف وراءها.. وندعو العالم إلى الوقوف وقفة واحدة جادة في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف الأبرياء في كل مكان». وأكد الموسوي أنه «لا يمكن لدولة أو جهة واحدة أن تواجه الإرهاب ما لم يكن هناك تعاون دولي لإدانته ومواجهته».

وفي الجزائر، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، إن «الجزائر تدين بشدة أعمال العنف الدموية التي أحزنت ماراثون بوسطن الدولي، وهو حدث كبير يجمع رياضيي العالم في جو من الصداقة والوئام». وتابع: «بهذه المناسبة الأليمة نتقدم لأسر الضحايا بتعازينا الخالصة ونعبر عن تعاطفنا وتضامننا الكامل للحكومة والشعب الأميركيين». وأدان الأردن أيضا بشدة «الاعتداء الإجرامي» في بوسطن. وأعرب محمد المومني، الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية في تصريح رسمي عن «إدانة الأردن واستنكاره الشديدين للاعتداء الإجرامي الذي استهدف سباقا للماراثون في مدينة بوسطن». وأكد «موقف الأردن الرافض لهذه الأعمال إن كانت إجرامية أو إرهابية واستهداف المدنيين الأبرياء تحت أي مسمى وأيا كان مصدرها». وقدم المومني «تعازي الحكومة الأردنية للحكومة الأميركية والشعب الأميركي الصديق ولذوي الضحايا الذين قضوا، راجيا للجرحى الشفاء العاجل».

وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مساعدة روسيا في التحقيق في «هذه الجريمة الهمجية». وفي برقية وجهها إلى الرئيس الأميركي «أدان فلاديمير بوتين بشدة هذه الجريمة الهمجية وعبر عن قناعته بأن مكافحة الإرهاب تتطلب تنسيقا نشطا لجهود كل المجموعة الدولية» كما جاء في بيان صادر عن الكرملين. وأكد من جهة أخرى أن روسيا «مستعدة لتقديم مساعدتها في التحقيق الذي تجريه السلطات الأميركية إذا دعت الحاجة». واعتبر وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكوس أن هذه التفجيرات بمثابة «تحذير جدي» لروسيا التي تنظم عدة أحداث رياضية مهمة وذلك قبل الألعاب الأولمبية المقررة في سوتشي عام 2014.

وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن «تضامن فرنسا الكامل مع السلطات والشعب الأميركيين» بعد تفجيرات بوسطن. وأبدى هولاند في بيان «تأثره البالغ بعد الانفجارات التي ضربت مدينة بوسطن، والتي تفيد حصيلة لها، لا تزال مؤقتة، عن عدة ضحايا والعديد من الجرحى». وتابع البيان أنه «في هذه الظروف المأساوية، يقدم رئيس الدولة تعازيه لعائلات الضحايا ويبدي تضامن فرنسا الكامل مع السلطات والشعب الأميركيين».

من جهته، عبر رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي عن «مشاعر الأخوة والتضامن» وأدان «عمل عنف دنيء يثير الاستهجان». وقال: «في مثل هذه الأوقات المأساوية، نشعر بأننا قريبون من الحكومة والشعب الأميركيين».

كما أدان رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي «الأعمال المروعة» التي وقعت الاثنين عند انتهاء ماراثون بوسطن، وأسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى ونحو مائة جريح. وكتب في بيان: «أدين الأعمال المروعة التي وقعت في بوسطن وأعبر عن أسفي لهذه النهاية المأساوية وخسارة أرواح أبرياء». ودعا فان رومبوي إلى «إحالة المسؤولين عن هذه الفظاعات إلى العدالة» قبل أن يعبر عن «تضامن الاتحاد الأوروبي مع الشعب الأميركي ودعمه له».

كذلك، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «صدمتها» ونددت بهذه الأعمال. وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز: «في هذه المرحلة، لا نعلم بعد من فجر القنابل، لكن أقول من دون أي لبس إن الإرهاب لا يمكن أبدا تبريره»، مضيفا: «نقف إلى جانب أصدقائنا الأميركيين».

وعبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريه فوغ راسموسن عن «صدمته الشديدة»، قائلا في بيان: «أفكاري تتجه للناس في بوسطن وكل الولايات المتحدة».

كما أدانت إيران «بشدة» الاعتداء بالتفجيرات كما أفاد التلفزيون الرسمي. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست إن «إيران تدين بشدة مقتل مواطنين أميركيين في بوسطن» واصفا الهجوم بأنه «مصدر قلق». وأضاف: «لا أحد، وفي أي ظرف كان، يجب أن يدعم الإرهاب والتطرف سواء كان في الولايات المتحدة أو في الشرق الأوسط». كذلك، قدم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي تعازيه لعائلات الضحايا وعبر عن تفهم الشعب الأفغاني لمعاناة الأميركيين، وقال: «بما أنه عانى بسبب الهجمات الإرهابية التي أوقعت ضحايا مدنيين، فإن شعبنا يتفهم المعاناة التي تخلفها مثل هذه الحوادث».

ونفت حركة طالبان الباكستانية أمس أي ضلوع لها في تفجيرات بوسطن. كما قال الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية إحسان الله إحسان لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن نؤمن بمهاجمة الولايات المتحدة وحلفائها، لكننا لسنا ضالعين في هذا الهجوم»، وأضاف: «ليس لنا أي علاقة بهذا التفجير، لكننا سنواصل استهدافهم في أي مكان كان». وسبب الانفجاران أيضا صدمة لدى الأوساط الرياضية عبر العالم. وأعرب البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عن انزعاجه وحزنه وشعوره بصدمة بعد انفجاري بوسطن. وجاء روج والعداءة البريطانية باولا رادكليف ورئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى السنغالي لامين دياك في مقدمة العديد من الشخصيات الرياضية التي شجبت الحادث وقدمت التعازي للضحايا.

وقال روج في بيان إن «مشاعري ومشاعر جميع أفراد الحركة الأولمبية مع هؤلاء الضحايا وأصدقائهم وعائلاتهم». وأضاف «الماراثون يمثل حدثا خاصا. إنه حدث ساحر يوحد مجتمعات مختلفة نحو تحقيق هدف واحد. وأثق في أن هذا الحادث (الانفجارات) ستدفع جميع من شاركوا في الماراثون وجميع من ساندوهم لقرار عام». كما وصف لامين دياك الانفجارين بالهجوم «الجبان والمروع». وقال دياك: «هجوم مروع وجبان. أحزننا جميعا»، معربا عن تعازيه للضحايا. وأشار دياك إلى الأهداف النبيلة لسباقات الماراثون الشهيرة قائلا: «ملايين الدولارات تجمع من العمل الخيري سنويا من خلال المشاركين في سباقات الطريق. هذه السباقات نفسها يشرف عليها آلاف المتطوعين الذي منحوا وقتهم من دون مقابل من أجل تنظيم كل الخطوات لنجاح هذه السباقات»، وأضاف: «ملايين المشاهدين يصطفون في الشوارع والطرق ليصفقوا للمشاركين في السباقات».