المعارضة السورية تبحث سبل تجنب احتمالات «الحرب الطائفية»

خلال مؤتمر يعقد غدا في إسطنبول تحت عنوان «السلم الأهلي»

TT

يعقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مؤتمرا يوم غدٍ في مدينة إسطنبول التركية، تحت عنوان «السلم الأهلي»، بمشاركة معارضين سوريين من مختلف التيارات والكتل، بهدف تجنب وقوع البلاد في حالة الفوضى والثأر والحرب الأهلية، وارتكاب جرائم على أسس طائفية بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال عضو الائتلاف السوري أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط» إن المؤتمر سيركز على مواضيع وآليات وأفكار لها علاقة بالمصالحة الوطنية بين الطوائف، في حالة سقوط نظام الأسد وخلال المرحلة الانتقالية.

ويعقد المؤتمر بدعوة من الشيخ عبد الكريم بكار، رئيس لجنة السلم الأهلي في الائتلاف السوري، ومن أبرز الشخصيات التي ستحضر المؤتمر ميشيل كيلو، رئيس المنبر الديمقراطي، والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور رضوان زيادة، وأحمد طعمة، بالإضافة إلى أعضاء الائتلاف. ويعد المؤتمر خطوة استباقية من جانب الائتلاف المعارض، لمنع النتائج السلبية للثورة في مرحلة ما بعد نجاح الثورة وسقوط الأسد.

وسبق لكيلو أن ترأس لجنة للسلم الأهلي، وذهب إلى رأس العين (سرية كانيه) في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد قبل نحو ثلاثة شهور، في مبادرة منه لوقف الاقتتال بين عناصر من القوات الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، وكتائب الجيش الحر، ويؤكد العبدة «فرض حالة السلم الأهلي والمصالحة ما بين مكونات الشعب، من أجل النأي بدخول المواطنين السوريين في دوامة العنف الطائفية والمذهبية، بعد عامين من الثورة وما أفرزت عنه من تراكمات طائفية خطيرة كبيرة، ولتجنب حالة الثأر والقصاص بين المواطنين من طوائف مختلفة».

في غضون ذلك، تستمر المعارضة السورية، في إسطنبول ليومها الثالث على التوالي، في عقد مؤتمرها الخاص بـ«السلام والعدالة الانتقالية»، والذي تحضره مختلف التيارات في الداخل السوري.

وقال العبدة إن مؤتمر «السلام والعدالة» فرصة ومحاولة لجمع تيارات دينية إسلامية لهم علاقة بعلماء الدين ودعاته لدعم الثورة السورية، وهو فرصة لبحث موضوع جبهة النصرة و«القاعدة»، في ظل الرسائل المتبادلة بينهم في الآونة الأخيرة. وأوضح العبدة أن «هناك صوتا عاليا من التيارات الإسلامية المعتدلة داخل سوريا بعيدة عن آيديولوجية (القاعدة) وجبهة النصرة».

يشار إلى أن زعيم الائتلاف معاذ الخطيب شن أول من أمس في ذات المؤتمر هجوما على «دولة العراق الإسلامية» وداعيا في ذات الوقت المنخرطين في «جبهة النصرة» إلى نبذ الولاءات الخارجية وحصر ولائهم لسوريا. وشدد الخطيب أن «العراق الإسلامية» و«القاعدة» منظمات مخترقة من المخابرات الإيرانية، وأضاف: «نحن نرفض وجود علاقة مع «القاعدة» تماما. نحن دفاع عن كل الثوار. لكننا نقول من البداية إننا ضد أي شخص يقف ضد وحدة سوريا. أي شخص يحاول إرغام الناس بقوة السلاح أو عن طريق القوة فإننا لسنا معه.