كيري في مجلس النواب الأميركي: السعودية تقدم لنا مساعدات قيمة في مكافحة الإرهاب

قال إنه لمس جدية من الفلسطينيين والإسرائيليين في زيارته الأخيرة وأبدى قلقا حول الأمن والاستقرار في مصر

جون كيري وزير الخارجية الاميركي يتحدث في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس امس (أ ف ب)
TT

ثمن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب وقال: «هناك مؤامرات لم تتم وأمكن إحباطها بسبب مساعدة السعودية، التي تقدم لنا مساعدات قيمة في مجال مكافحة الإرهاب، وفي التعاون (البيومتري)، وأنا شخصيا لدي ثقة كاملة بقدرات المملكة العربية السعودية للقيام بذلك، ولدي ثقة كبيرة بجهود الملك عبد الله بن عبد العزيز في عدد من القضايا».

وبالنسبة إلى عملية السلام، قال كيري إن حل السلام القائم على إقامة دولتين يجب التوصل إليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العامين المقبلين، محذرا من أن نافذة الفرص تكاد تنغلق في الوقت الحاضر.

وأوضح وزير الخارجية الأميركي، في شهادته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب صباح أمس، أنه لمس بعض الجدية من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي خلال زيارته الأخيرة للقدس ورام الله. ورفض كيري توضيح خطة السلام التي يعمل عليها، مؤكدا أنه إذا لم يقم الجانبان بخطوات خلال العامين المقبلين، فإن فرص التوصل إلى اتفاق سلمي لإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة - قد تكون انتهت.

وفي إجابته عن أسئلة أعضاء اللجنة حول أسباب جمود المحادثات بين الجانبين، أشار كيري إلى قدر كبير من عدم الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال مشيرا إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: «الرئيس عباس ليس مقتنعا بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيوافق على إقامة دولة فلسطينية، وعلى الجانب الآخر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ليس مقتنعا بأن الفلسطينيين سيعملون على إقرار الأمن، ولذا نحاول أن نقنع الجانبين بأنه يمكن القيام بذلك وتخطي سنوات كثيرة من الفشل». وأشار كيري إلى مبادرة جديدة تطرحها الولايات المتحدة لجلب القطاع الخاص إلى مائدة المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية لتشجيع خلق استثمارات وتنمية، وقال: «هذا نموذج جديد نعمل عليه في الوقت الحاضر».

وتفاخر كيري في شهادته بالوساطة الأميركية لتحقيق المصالحة بين إسرائيل وتركيا، مشيرا إلى أنها ستكون خطوة إيجابية لتحقيق الاستقرار في منطقة مضطربة من العالم، وقال: «الأسبوع المقبل ستكون هناك اجتماعات بين الإسرائيليين والأتراك، وستكون هناك خطوات لاحقة لتبادل السفراء».

وألقى وزير الخارجية الأميركي الضوء على الدور الأميركي في مواجهة الأزمة السورية، مشيرا إلى تقديم الولايات المتحدة لما يقرب من 385 مليون دولار لتوفير الإغاثة الإنسانية للشعب السوري. وفي أجابته حول الوضع الإنساني للاجئين السوريين، أوضح كيري أن مشكلة اللاجئين تتفاقم في دول الجوار، وقال: «نحن على اتصال مع دول الجوار، ومشكلة اللاجئين تخلق مشكلة للأردن ولبنان وتركيا، ورابع أكبر قرية في الأردن الآن هي مخيم للاجئين السوريين، وفي لبنان هناك نسبة ما بين 10 إلى 20% من السكان هم من اللاجئين السوريين المنتشرين في أنحاء لبنان، ونتواصل أيضا مع تركيا حول هذه المشكلة، ولا أستطيع أن أقول إننا يمكننا أن نمنع تفاقم المشكلة، لكن أهم ما نقوم به هو الاجتماع لتنفيذ اتفاق جنيف، والوقت هو عدونا، وكلما أسرعنا في التوصل إلى حل كان ذلك جيدا».

وطالب أحد النواب وزير الخارجية الأميركي بمواصلة الضغط على الاتحاد الأوروبي لوضع حزب الله على قائمة المنظمات الإرهابية، ورد كيري قائلا: «في كل محادثاتي مع القادة الأوروبيين، أحثهم على تصنيف جماعة حزب الله كمنظمة إرهابية، ووضع قيود على التدفق المالي الذي يمكنهم من القيام بعملياتهم، وسأستمر في ذلك».

وحول تأثير العقوبات المفروضة على إيران وعدم امتثال دول لوقف استيراد النفط من إيران، أوضح كيري أنه من الصعوبة على دول تنفيذ التخفيضات المطلوبة لوارداتها من النفط الإيراني، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق أيضا بالحفاظ على السعر العالمي للنفط.

وواجه كيري أسئلة حول حادث مقتل السفير الأميركي في بنغازي في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتأخر تقديم الجناة للعدالة، وشكوك حول تورط ميليشيات تدعم الحكومة الحالية في ذلك الحادث، وعدم توافر كافة المعلومات حول الحادث. وأوضح كيري أنه منذ توليه منصبه وزيرا للخارجية عمل على الحصول على كافة المعلومات المتاحة عن الحادث، وقال: «أدرك أننا نقوم بتقدم في التحقيقات، وقد تم التعرف على بعض المتورطين في الحادث، ونتعاون مع الحكومة الليبية لبناء قضية وتقديمهم للعدالة، لكننا نتعامل في مكان تختلف فيه التوقعات»، وأضاف: «لدي ثقة كبيرة بأن الرئيس أوباما أوضح أنه سيقوم بعمل ما يلزم لتقديم المتورطين في الحادث للعدالة، وآمل أن نعمل مع الحكومة الليبية لتحقيق ذلك»، وطلب كيري من الكونغرس مبلغ 4.4 مليار دولار لتحسين التدابير الأمنية في المنشآت الأميركية بجميع أنحاء العالم.

وفي سؤال للنائب الديمقراطي عن نيوجيرسي أليبو سيريز عن احتمالات تخفيض المعونات التي تمنحها الولايات المتحدة لإسرائيل، أجاب كيري بأن إسرائيل تحصل على 3.1 مليار دولار، موضحا أن تنفيذ الاستقطاعات على الميزانية الأميركية سيكون له تأثير على برامج المعونة الأميركية لكل من إسرائيل ومصر والأردن، وقال: «نعم، سيكون هناك تخفيض».

وفي سؤال عن اضطهاد الأقباط في مصر وقيام جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة بدفع الأقباط للخروج من مصر وعدم حمايتهم، قال كيري: «لقد تقابلت عدة مرات مع الرئيس مرسي وتحدثت مرارا عن ضرورة حماية الأقليات وكانت هناك استجابة، لكن لدينا قلق حول الأمن والاستقرار في مصر التي تمر بمرحلة صعبة». وأضاف كيري: «هناك دول تساند جماعات ترتكب أعمال عنف، وهناك جماعات ممولة من الخارج مثل (بلاك بلوك). و(الإخوان) يثيرون تساؤلات حول مدى استعداد العالم للتعاون معهم، وعليهم أن يؤكدوا أنهم ملتزمون تقديم الحماية ومستعدون للمحاسبة والحوكمة».

وأشار كيري إلى استعدادات الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات الصادرة من كوريا الشمالية، وقال: «لن ندير ظهرنا لاحتمالات السلام، ولن نتردد في فعل ما هو مطلوب للدفاع عن حلفائنا ومصالحنا». وشدد كيري على أهمية الدور الذي تلعبه الصين في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية، وقال: «الصين هي مورد النفط الرئيس لكوريا الشمالية، ومن دون الصين ستنهار كوريا الشمالية، لذا نعمل مع الصين، وآمل أن يأتي الصينيون إلى مائدة الحوار لحماية مصالحنا جميعا، ولدى الصين قلق من عدم الاستقرار في المنطقة، ونأمل أن تحقق الدبلوماسية إنجازا في ذلك».

وقد أبدى وزير الخارجية الأميركي تأثرا كبيرا في بداية الجلسة في حديثه حول حادث تفجيرات بوسطن بولاية ماساتشوستس التي كان يمثلها في مجلس الشيوخ لعدة سنوات، وارتعش صوته وهو يتحدث عن حفيدة أحد أصدقائه وهي تكافح للحفاظ على ساقيها. وقال كيري: «نحن في طريقنا لمعرفة الجناة، وهناك قدر كبير من الأدلة، ونأمل أن نتمكن من تقديم الجناة للعدالة». وفي إجابته عن أسئلة اللجنة حول تشابه بين تفجيرات بوسطن وتفجيرات إرهابية أخرى، قال كيري: «لن أقوم بتخمينات، وليس لدي دليل، فالإرهاب هو الإرهاب، سواء جاء من جماعة محلية أو أجنبية».