لافروف يهاجم «أصدقاء سوريا» ويتهمهم بلعب دور سلبي

أكد عدم واقعية طرح تغيير «نظام الأسد» كشرط للتحاور

لافروف وأوغلو في المؤتمر الصحافي المشترك في إسطنبول أمس (أ.ب)
TT

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من مدينة إسطنبول التركية، أمس مجموعة «أصدقاء سوريا» بلعب دور سلبي في إدارة النزاع السوري، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة التخلي عن فكرة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد لأنه سيؤدي إلى اتساع دائرة نفوذ الإرهابيين، وتاليا «ازدياد الفظائع ومقتل مزيد من الأبرياء، حسب وصفه.

وأضاف الوزير الروسي، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو قبيل الاجتماع الثالث لـ«مجموعة التخطيط الاستراتيجي التركي - الروسي المشترك»، أن «(أصدقاء سوريا) يمثلون طرفا واحدا من المعارضة السورية، ولديها تأثير سلبي على توصيات اتفاق جنيف، الذي اتفقت فيه 9 دول على المضي قدما في عملية انتقالية في سوريا تعتمد على الحوار».

وأشار لافروف إلى وجود أنصار للحل العسكري في صفوف المعارضة وفي دمشق على حد سواء، مضيفا أن موسكو تحث القيادة السورية على تنفيذ وعودها بمراعاة بيان جنيف. لكنه طالب في الوقت ذاته الدول الغربية والإقليمية باتخاذ مواقف حيادية تجاه ما يجري في سوريا وعدم الانحياز نحو طرف على حساب طرف آخر، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تقويض مساعي الحل السياسي، منتقدا، مرة جديدة، قرار الجامعة العربية الأخير منح المقعد السوري للمعارضة المطالبة بإسقاط الأسد.

وتتمسك موسكو بالبيان الصادر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا، الصادر بجنيف في 30 يونيو (حزيران) من العام الماضي، كمرجعية لأي حل سياسي في سوريا. وينص البيان على قبول المجتمع الدولي بفكرة تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، تسير بالبلاد من مرحلة «الأزمة» التي تعيشها الآن إلى بر الأمان، دون الإشارة إلى ضرورة خروج الأسد من السلطة كممر إلزامي لإنقاذ سوريا مما تمر به منذ أكثر من سنتين.

من جانبه، أكد أوغلو أنه «لا يمكن عزل سوريا عن الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، لافتا إلى أن تركيا اتخذت كل ما بوسعها من خطوات، وستواصل بذل الجهود لمنع تصعيد الأزمة السورية. وأضح الوزير التركي أن بلاده قدمت مساعدات تصل قيمتها إلى 700 مليون دولار للاجئين السوريين، داعيا «المنظمات الدولية ألا تتجاهل مشكلات سوريا».

وأجمع الوزيران على خطورة تزايد أعداد القتلى وانتشار الدمار والمعاناة في سوريا، إلى جانب تأثير الأحداث التي تشهدها سوريا على البلدان المجاورة والمنطقة بأسرها. وأكدا تأييد بلديهما لحل سلمي يأخذ في الاعتبار تطلعات وتمنيات الشعب السوري.

وأعرب لافروف عن أمله أن يتغلب العقل والبراغماتية ومصالح الشعب السوري في نهاية المطاف في ما يخص تسوية الأزمة السورية. وأضاف أن «روسيا لا تقوم بتغيير السلطات أو الأنظمة في الدول الأخرى»، مشيرا إلى أن «أنشطة مجموعة (أصدقاء سوريا) تؤثر سلبا على عملية تسوية النزاع في هذه البلاد».

وإلى جانب الملف السوري، بحث الوزيران المسائل وآخر مستجدات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشبه الجزيرة الكورية وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى والبلقان والملف النووي الإيراني، إضافة إلى التعاون الاقتصادي وتطوير التعاون المشترك بين روسيا وتركيا في مجال التكنولوجيا، وبالأخص تكنولوجيا الاتصالات الفضائية واستكشاف الفضاء.

ومن المفترض أن يجتمع «أصدقاء سوريا» في إسطنبول بعد غد، وسيكون على جدول أعمال المؤتمر قضايا مثل كيفية تقديم مزيد من الدعم السياسي والمادي لـ«الائتلاف الوطني»، والدعم العسكري لـ«الجيش الحر»، في ظل التوجس الغربي من الكتائب الإسلامية المقاتلة في سوريا، وخصوصا «جبهة النصرة».