المالكي يتوعد متظاهري المحافظات الغربية بـ«كلام آخر» ويصفهم بـ«المجرمين»

قادة المتظاهرات: رئيس الوزراء لا يعترف بالآخر ولا يؤمن بالشراكة

TT

بعد أقل من 48 ساعة من بدء الاقتراع العام لانتخابات مجالس المحافظات العراقية ومن مدينة الناصرية الجنوبية اختار رئيس الوزراء العراقي وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أن يكون مسك ختام حملته الانتخابية تحديد موقفه من التظاهرات التي مضى على انطلاقها في خمس محافظات غربية ذات غالبية سنية أربعة شهور. المالكي الذي اتهم من قبل خصومه داخل التحالف الوطني الحاكم (يضم بالإضافة إلى دولة القانون كلا من التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي وحزب الفضيلة ومنظمة بدر) بإبداء المزيد من السماح للبعثيين فاسحا المجال لعودة أعضاء قيادات الفرق بمزاولة أعمالهم هاجم بعنف المتظاهرين والمعتصمين في محاولة أخيرة منه لكسب المزيد من الأصوات الانتخابية. ففي مؤتمر للترويج لحملته الانتخابية في بعض محافظات الوسط والجنوب حيث لم يستقبل المالكي مثلما كان يتوقع في الكثير من تلك المناطق قال المالكي، إن «الحكومة دعت المعتصمين والمتظاهرين ومن يقودهم إلى التفاهم على أساس الدستور وأساس الوحدة الوطنية لكنهم يرفعون شعارات طائفية ويهددون باستخدام القوة». وتابع المالكي: «لقد صبرنا عليهم كثيرا لأنهم أخوة لنا، ولكن عليهم أن يعتقدوا إن جد الجد وانتهت الفرصة ولم تعد الحكمة تنفع مع هؤلاء المتمردين فسيكون لنا حديث آخر وللشعب العراقي موقف لن يكون بعيدا»، داعيا: «الشركاء في العملية السياسية إلى عدم الوقوف مع هؤلاء المجرمين الذين يهددون العملية السياسية». وشدد المالكي على أن «هؤلاء إذا أرادوا عملية سياسية ديمقراطية مستقرة فعليهم المجيء للتفاوض والحوار وسيجدوننا إخوة لهم، أما إذا أرادوها عبر الانفجارات والعبوات المفخخة والكواتم فأنا أقولهم لهم، إن موقفنا الحالي ليس ضعفا منا وإنما حرصا على دماء العراقيين». واستدرك المالكي مهددا «لكن الحرص على دماء العراقيين قد يقتضي منا موقفا مسؤولا في محاسبة كل الذين يخرجون عن القانون». وأكد المالكي بانفعال قائلا: «القتلة والمجرمين لن يعودوا أبدا إلى العملية السياسية مها طال الزمن ومهما كثرت التضحيات ومهما تآمروا وفجروا واغتالوا ومهما كانت خلفهم إرادات إقليمية ودولية وقوى سياسية محلية»، مبينا أن «الحساب معهم لا يزال مفتوحا ولن يغلق».

من جهتهم اعتبر ممثلو التظاهرات في الأنبار أن اللغة التي استخدمها المالكي في التعبير عن موقفه من التظاهرات التي مضى عليها أربعة شهور استفزازية وعبرت عن حقيقة ما يؤمن به. وقال المتحدث الرسمي باسم متظاهري الأنبار سعيد اللافي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «ما أعلنه المالكي هو الجواب الحقيقي لما يؤمن به بعكس كل القضايا الأخرى فالرجل لا يعترف بالآخر ولا يؤمن بالشراكة ويريد أن يقول، أنا ربكم الأعلى فاعبدون» مؤكدا أنه «يحاول في كثير من الأحيان وعن طريق بعض الأشخاص أو الجهات تحسين صورته لكنه سرعان ما يكشف عن حقيقة نياته ودوافعه بوضوح تام». وأشار اللافي، أننا في الواقع فرحون بتصريحات المالكي لأنها إعلان واضح على ما يقول ورد على أولئك المدافعين عنه مستغربا مما سماه الازدواجية في مواقفه بين دعوته للحوار ومهاجمته المتظاهرين وبين تشكيله اللجان ووعيده بشن الحرب. وردا على سؤال بشأن مصير الوفد الذي أعلن المتظاهرون تشكيله للتفاوض مع الحكومة قال اللافي: «لقد شكلنا وفدنا من أسبوعين وكان جاهزا للتفاوض لكننا طلبنا كبادرة حسن نية تسليم قتلة أبناء الفلوجة وإيقاف الإعدامات بينما كان جواب الحكومة تنفيذ حكم الإعدام بنحو 50 شخصا من أهل السنة» معتبرا أن «القادم أخطر وأننا مستعدون لكل الاحتمالات». من جهته أكد عضو البرلمان العراقي وأحد أبرز منظمي التظاهرات أحمد العلواني في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تصريحات المالكي استفزازية وتدعو للعنف وأنه بدلا من أن يبحث عن قتلة الشعب العراقي فإنه منشغل بدعايته الانتخابية ومهاجمة المتظاهرين السلميين وهذا دليل على أن دماء العراقيين لا وزن لا لها لدى المالكي». وأضاف العلواني: أن «من غير المنطقي والمعقول أن يكون نحو نصف الشعب العراقي الذي يتظاهر الآن خونة ومن أصحاب الأجندات»، مشيرا إلى أن «تصريحات المالكي وعلي الأديب تزامنت مع تصريحات قاسم سليماني الاستفزازية والتي تعد تدخلا واضحا في الشأن العراقي دون أن يقول له أحد على عينك حاجب بينما تقوم الدنيا ولا تقعد حين يتكلم أردوغان علما بأن الأخير لم يتكلم يوما عشر ما يتكلم به سليماني».