اكتشاف رسالة موجهة إلى أوباما تحوي «مادة مشبوهة» وأخرى لسيناتور فيها «الريسين»

أعضاء في الكونغرس يتذكرون أجواء 11 سبتمبر وما أعقبها من هجمات الأنثراكس

عضو في الجهاز السري يوجه راجلين بعد إغلاق المنطقة أمام شارع بنسلفانيا أفينيو خارج البيت الأبيض الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

تلقى مركز فرز بريد البيت الأبيض الثلاثاء رسالة تحتوي على «مادة مشبوهة» موجهة إلى الرئيس باراك أوباما كما أعلن الجهاز السري، الشرطة الخاصة المكلفة حماية الرئيس الأميركي. وعثرت السلطات في نفس اليوم أيضا على سم «الريسين» داخل رسالة موجهة إلى السيناتور الجمهوري روجر ويكر في واشنطن، وعلى الفور فتحت الشرطة تحقيقا في الموضوع. وجاء اكتشاف الرسالتين غداة اعتداء بوسطن، بينما قال الكثير من أعضاء الكونغرس إن الحادث ذكرهم بهجمات الجمرة الخبيثة (الأنثراكس) في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على وزارة الدفاع ومركز التجارة العالمي.

وقال إدوين دونافان المتحدث باسم الجهاز السري المكلف حماية الرئيس إن «مركز فرز بريد البيت الأبيض تلقى الثلاثاء رسالة موجهة إلى الرئيس تحتوي على مادة مشبوهة». وأكد في بيان أن المركز لا يقع داخل مقر إقامة أوباما في واشنطن. وأضاف أن «هذا المركز يرصد عادة الرسائل أو الطرود التي تستلزم فحصا إضافيا أو تحاليل»، من دون أن يعطي المزيد من التفاصيل حول المادة المشبوهة. وأوضح دونوفان أن «الجهاز السري يعمل بشكل وثيق مع شرطة الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي في هذا التحقيق».

عثرت السلطات يوم الثلاثاء أيضا على سم «الريسين» داخل رسالة موجهة إلى السيناتور الجمهوري روجر ويكر في واشنطن، وعلى الفور فتحت شرطة الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى تحقيقا في الموضوع. وصرح مسؤول الإدارة والأمن في مجلس الشيوخ تيرانس غينر في رسالة إلكترونية داخلية بأن «مركز معالجة بريد مكاتب النواب في واشنطن تلقى رسالة رصد فيها (الريسين) بعد التحليل». وأضاف أن الرسالة وضعت في البريد في ممفيس في ولاية تينيسي (جنوب) من دون عنوان المرسل و«لم يثر المغلف أي شبهة».

وكان رئيس كتلة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ هاري ريد أفاد سابقا لصحافيين بأن السم تم اكتشافه خلال عملية تفتيش روتينية في مبنى منفصل في الكابيتول (مقر الكونغرس)، مؤكدا أن الرسالة المسمومة لم تصل إلى مكتب السيناتور ويكر. وتقع مكاتب النواب في عدة مبانٍ حول تلة الكابيتول.

وويكر سيناتور جمهوري عن ولاية ميسيسيبي يتجنب الظهور في الإعلام، وهو ليس منخرطا في أي من السجالات الدائرة حاليا حول ملفي حيازة الأسلحة والهجرة، وهما القضيتان الأبرز على الساحة السياسية الأميركية حاليا. لكن تصويته الأخير المهم في الأسبوع الماضي لصالح فتح نقاشات في مجلس الشيوخ حول إصلاح التشريعات المتعلقة بالأسلحة إلى جانب 15 نائبا آخر من حزبه قد يكون الدافع وراء الرسالة.

ونقل موقع «سايت» الأميركي المتخصص في مراقبة المواقع الإسلامية ليل الثلاثاء / الأربعاء أن السيناتور أثار بتصويته غضب ميليشيات اليمين المتطرف وأنصار تفوق البيض في الولايات المتحدة.

ووصفت تعليقات نشرت على الإنترنت أعضاء مجلس الشيوخ الذين صوتوا لصالح فتح النقاش بـ«الخونة، أكياس القمامة» وبـ«القذرين الشيوعيين الليبراليين المناهضين للبيض وللأميركيين»، مؤكدة أنهم يستحقون «الشنق كتحذير لجميع الخونة المستقبليين».

وكان مفترضا أن يصوت مجلس الشيوخ أمس على مضمون مشروع تشديد القوانين حول الأسلحة النارية الفردية في الولايات المتحدة. ونقل موقع «بوليتيكو» عن السيناتورة كلير ماكاسكيل قولها إن السلطات حددت هوية أحد المشبوهين. وتحدثت في أعقاب لقاء مغلق للسيناتورات مع مكتب «إف بي آي» ووزيرة الأمن الداخلي بخصوص تفجير بوسطن. وتعذر العثور على أي رابط بين الرسالة واعتداء بوسطن الذي لم يتبنَّه أحد بعد وأدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح نحو 180 الاثنين.

و«الريسين» مادة شديدة السمية يمكن أن يؤدي استنشاقها إلى اختلالات في الجهاز التنفسي. وفي 2004 تعرض البيت الأبيض كما الكابيتول لهجمات بـ«الريسين»، وهو مادة بيولوجية ترسل على شكل مسحوق، لم تؤدِّ إلى ضحايا. كما وجهت مادة «الريسين» إلى دائرة النقل في أكتوبر (تشرين الأول) 2003 ثم إلى البيت الأبيض في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 في رسائل طالبت بتغيير تنظيم دوامات العمل لسائقي الشحن الأميركيين.

لكن في خريف 2001 أسفرت هجمات ببكتيريا الجمرة الخبيثة لم يعرف مصدرها عن مقتل خمسة أشخاص. ومن حينها قررت السلطات إخضاع أي بريد يصل إلى الكابيتول للفحص قبل إرساله إلى مكتب الشخص المعني.