قنبلتا بوسطن خبئتا في طنجرتي ضغط.. والمنفذون المفترضون كانوا يحملون حقائب من النايلون

السفارة السعودية تؤكد إصابة سعوديين في الاعتداء > محققون: تمشيط مسرح التفجيرين قد يستغرق عدة أيام

محققون يعاينون واحدا من موقعي التفجيرين في بوسطن أمس (أ.ب)
TT

أفاد مسؤولون أميركيون بأن العبوتين اللتين انفجرتا في ماراثون بوسطن من صنع يدوي، تم ملؤهما بالمسامير والقطع الحديدية، التي وضعت على الأرجح في طنجرتي ضغط. وبعد يوم على الهجوم الذي أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 176 آخرين، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أن العبوتين قد تكونان عبارة عن طنجرتي ضغط، وهي وسيلة معهودة استخدمت في هجمات في أفغانستان وفرنسا منذ التسعينات.

وجاء هذا بينما أكدت السفارة السعودية في واشنطن أن رجلا وامرأة سعوديين أصيبا في اعتداء بوسطن، ولكن أيا منهما ليس مشتبها في تورطه في هذا الاعتداء. وكانت الشرطة الأميركية أعلنت أن شابا سعوديا في العشرين من العمر أصيب بجروح في الاعتداء ونقل إلى مستشفى في بوسطن، حيث وضع تحت حراسة أمنية مشددة، في الوقت نفسه، على أن هذه الحراسة ليست توقيفا احتياطيا. وأبلغت السلطات الأميركية مساء الاثنين السفارة السعودية أنه «ليس هناك أي سعودي مشتبها فيه في الاعتداء الذي حصل على هامش ماراثون بوسطن، وأن (الشاب) السعودي المذكور هو شاهد وليس مشتبها فيه»، كما أكد المتحدث باسم السفارة نائل الجبير. وقال السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير، في بيان، إن السعوديين اللذين أصيبا في الاعتداء يعالجان في المستشفيات المحلية ببوسطن. وأضاف البيان أن نائب القنصل السعودي في نيويورك، ومساعد الملحق الثقافي السعودي في واشنطن، وصلا إلى بوسطن لزيارة الجريحين والاطمئنان على بقية المواطنين السعوديين. وبدورها، نقلت محطة «سي إن إن» التلفزيونية عن مسؤول في شرطة بوسطن قوله إن السعودي «لا علاقة له بما حدث. كان في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ». وبينما دخلت التحقيقات في التفجيرين يومها الثالث، صرح رئيس مكتب «إف بي آي» في بوسطن، ريك ديلورييه، للصحافيين: «من بين الأشياء التي تم العثور عليها، قطع من النايلون الأسود قد تكون من حقيبة ظهر، وما بدا كشظايا خردق ومسامير، يحتمل أنها كانت في طنجرة ضغط». ووضعت كل من العبوتين في كيس من النايلون أو حقيبة ظهر قاتمة اللون، بحسبه. ومشط خبراء تفكيك القنابل والكلاب البوليسية المنطقة في شارع بويلستون حيث خط نهاية ماراثون المدينة ذائع الصيت، بينما أرسلت السلطات الإثباتات من مكان الانفجارين إلى مختبر مكتب «إف بي آي» في كوانتيكو بفرجينيا لتحليلها بدقة. وصرح العميل الخاص المكلف من مكتب مراقبة الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في بوسطن، جين ماركيز، بأن «التدقيق في مسرح التفجيرين سيستغرق عدة أيام». وأكدت الشرطة، التي ما زالت تجهل إن كان الهجوم داخليا أم خارجيا، أن المنطقة خضعت للتمشيط مرتين قبل السباق ولم يعثر على أي متفجرات.

وأفاد عمال أجهزة الطوارئ، والأطباء الذين عالجوا الضحايا بأن العبوتين، على ما يبدو، أطلقتا المسامير والخردق وقطعا معدنية، مما أدى إلى جروح في الجزء الأسفل من الجسم على الأخص وأجبر على بتر أطراف بعض الجرحى.

وصرح رئيس قسم جراحة الرضوح في مستشفى ماساتشوستس العام، جورج فيلماهوس: «عثرنا على مجموعة من الأجزاء الحادة في أجسامهم». وقال إن «العبوتين كانتا، على الأرجح، تحويان قطعا معدنية متنوعة. لقد أزلنا قطع خردق ومسامير»، مضيفا أن العبوتين «وضعتا، على الأرجح، في مكان متدن على الأرض، ولذلك يتوقع أن تكون الإصابات في الأطراف السفلى».

ونظرا إلى الاتساع المحدود نسبيا للانفجارين والدخان الأبيض الذي انبعث لاحقا، استبعدت نظرية متفجرات عسكرية التصنيف على غرار «سي4» أو «سيمتيكس»، لأنها تحدث دويا أقوى وتبعث دخانا أسود بحسب خبراء.

وتركزت التكهنات حول نوع العبوة المرتجلة المستخدمة، وتراوحت من عبوة في أنبوب معدني إلى متفجرة بواسطة بيروكسايد الأسيتون، وهما نوعان يسهل صنعهما وإخفاؤهما. واستخدمت متفجرة بالأسيتون في تفجيرات لندن عام 2007، وفي الهجوم على ألعاب أتلانتا الأولمبية عام 1996، ومحاولة ريتشارد ريد الفاشلة لتفجير حذائه في ديسمبر (كانون الأول) 2001 على رحلة متجهة إلى ميامي. غير أن البيروكسايد العضوي غير مستقر ويتفاعل مع الحرارة والاحتكاك، بحيث يصاب صانعو العبوات المماثلة غالبا بجروح عند إعدادها. وغالبا ما تنصح إرشادات صنع العبوات التي توردها المنتديات الجهادية على الإنترنت، بما فيها تلك الصادرة عن تنظيم القاعدة في اليمن، باستخدام طناجر الضغط، بحسب موقع «سايت» الاستخباراتي الذي يراقب الرسائل التي تتبادلها الجماعات المتطرفة عبر الإنترنت.

وفي عام 2010، صدر العدد الأول من مجلة بالإنجليزية يصدرها تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب ،وشمل مقالة توضح كيفية صنع عبوة من طنجرة ضغط وقطع معدنية. والمقال الذي حمل عنوان «اصنع عبوة في مطبخ والدتك»، حمل صورة حقيبة ظهر تحوي المتفجرة. واستفاد أنصار تفوق العرق الأبيض الأميركيون من المقال، وأوصى أحد منتدياتهم، «ستومفرونت»، بقراءة الإرشادات بحسب «سايت». كذلك، استخدمت العبوات في طنجرة ضغط في سلسلة هجمات بفرنسا في 1995، وفي عام 2003 أصدرت إدارة الأمن الداخلي مذكرة تحذر السلطات من متطرفين يستعينون بهذا النوع من العبوات.

وأكدت المذكرة أنها «تقنية يتم تلقينها بصورة شائعة في معسكرات تدريب الإرهابيين الأفغانية»، وأن عبوات طناجر الضغط استخدمت في محاولات أو مخططات تفجير في الهند والجزائر وفي نيبال. وتابعت المذكرة: «بشكل عام، تصنع هذه العبوات عبر وضع (تي إن تي) أو غيره من المتفجرات في طنجرة ضغط ولصق غطاء بلاستيكي أعلاها».

وقالت جامعة بوسطن الثلاثاء إن أحد القتلى الثلاثة يوم الاثنين طالب دراسات عليا بها. وذكرت القنصلية الصينية في نيويورك، في بيان، أن الضحية مواطن صيني، لم يكشف عن هويته بناء على رغبة أسرته. وقالت جامعة بوسطن، في بيان، إن الضحية طالب متخرج في إحدى كلياتها. والضحيتان الآخران في الانفجارين اللذين وقعا قرب خط نهاية الماراثون، هما: الطفل مارتن ريتشارد (8 سنوات)، وكريستي كامبل (29 عاما)، وكلاهما من منطقة بوسطن.