«الطوارئ البحرية في الخليج»: الجانب الإيراني لم يفصح عن معايير السلامة النووية في «بوشهر»

عبد المنعم الجناحي لـ : المفاعل سيحول المنطقة لدول غير قابلة للحياة

TT

أعلن مركز الطوارئ البحري الموحد في الخليج أنه لا يمتلك أدلة كافية حول قيام الجانب الإيراني بإجراءات ومعايير سلامة دولية في مفاعل بوشهر وأن التعاون الإيراني كان جيدا فقط على الطاولة مشيرا إلى أن مقدار مقاومة المفاعل للاهتزازات الأرضية لا تتعدى 6.5 وأن التسربات الإشعاعية من شأنها أن تحول دول الخليج إلى مناطق غير قابلة للحياة.

وقال عبد المنعم الجناحي، مدير مركز المساعدة المتبادلة للطوارئ البحرية، قائد مركز الطوارئ البحرية في الخليج لـ«الشرق الأوسط»، إن جميع المخاوف من تسرب إشعاعات نووية من المفاعل النووي في بوشهر كانت واردة لدى جميع الخليجيين، مؤكدا أن مركز قوات الطوارئ البحرية يضم فريقا متخصصا في المجال الإشعاعي والسلامة النووية كان على تماس مع جميع التطورات التي نتجت عن الزلزال الذي ضرب إيران مؤخرا.

وأفاد الجناحي أن ضباط الاستجابة شرعوا منذ وقت مبكر لمعرفة جميع الحيثيات، وعلى علم كامل بالحوادث النووية السابقة، مشيرا إلى أنه منذ سنين مضت، وجه ضباط الاستجابة أسئلة للجانب الإيراني عن السبب في عدم وجود المفاعل على بحر العرب بدلا عن الخليج العربي؟ فرد الجانب الإيراني: «سواحل الخليج العربي مناطق زلزالية، بينما الخليج العربي بيئة آمنة، ونحن في أمس الحاجة نحو الطاقة النووية السلمي لتشغيل الطاقة الكهربائية النظيفة».

وذهب الجناحي بالقول: «المخاطر جراء التسربات الإشعاعية واردة»، مبينا أن الخطر ما زال قائما جراء حادث فوكاشيما الشهير، وما نتج عنه من إشعاعات في المنطقة إلى هذه الأيام .

وزاد الجناحي بالقول: «هناك فريق عمل توجه في وقت سابق إلى إيران، لمعاينة المفاعل النووي قبل أن ينخرط عمليا في البدء»، مشيرا إلى أن مستوى المفاعل في البناء كان يحظى بتكنولوجيا عالية، وأشار الفريق في حينه إلى استمرارية خوف الخليجيين من عمل المفاعل وقربه من منطقة الخليج، تزامنا مع زيارة فريق متخصص من الوكالة الذرية الدولية والذي خلص إلى أن المعايير الدولية مطبقة، مرورا بمعايير السلامة، وأن المفاعل محمي ضد الهزات الأرضية ويتحمل 6.5 على مقياس ريختر.

وأبان قائد مركز الطوارئ البحرية في الخليج، أنه أثناء حدوث الهزة الأرضية كنا على تواصل مع الجانب الإيراني في غضون دقائق، فطلب العضو الإيراني في المنظمة مهلة للاستكشاف عن المباني عن طريق خبراء الهندسة، وخلال ساعتين جاء الرد الإيراني بأنه تمت معاينة كاملة للمفاعل، وأنها سليمة تماما، والهزة كانت بسيطة على بوشهر.

وحول المخاوف التي ينطلق منها الخليجيون، أشار الجناحي إلى وجود معايير عالمية للمنشآت النووية على شكل كتب معتمدة، بيد أن السؤال الأهم في هذا الإطار: هل تطبق هذه المعايير بشكل صحيح على مفاعل بوشهر أم لا؟ ونحن نقول: «ليس لدينا ضمانات كاملة حول ماهية التطبيق وجودة أدائه، وهل صاحب المفاعل عمليات تعبوية لدرء المخاطر والتعامل معها حال حدوثها؟ كل هذه الأمور نجهلها ونطلب معرفتها من الجانب الإيراني».

وعما إن حدث الأسوأ فكيف ستتعامل القوات البحرية في الخليج، ذهب الجناحي للحديث عن دراسة مستفيضة قام مركز القوات البحرية الموحد بناء على ما حدث في مفاعل تشرنوبل، مؤكدا أن المواد المشعة في المحيطات البحرية في الخليج ستتحلل بالكامل، وستتأثر محطات التحلية والبيئة البحرية كلية، لافتا أن فريقا من الخبراء قام في وقت سابق بأخذ عينات من البحيرات القريبة من مفاعل تشرنوبل، وأن مستويات التأثير كانت على التربة أكثر من البحر.

وساق الجناحي في حديثه إلى أن المنطقة برمتها في حال وجود تسربات إشعاعية ستتحول إلى منطقة خاوية خارجة عن الخارطة الإسكانية ولن يستطيع أحد الوصول إليها بسبب والإشعاعات وستتوقف السفن والملاحة وستشل الحياة بكاملها عن الإمارات والبحرين وعمان والمنطقة الشرقية بكاملها من السعودية وقطر، وستمتد إلى عشرات السنين بعيدة عن السكنى والاقتراب.

وحدد الجناحي جغرافية البيئة التي من الممكن أن تطالها التسربات الإشعاعية بالمنطقة الخليجية بالكامل، ضاربا مثلا بأن الترسبات الإشعاعية التي صاحبت تشرنوبل ضربت المجسات في شمال الكويت، فلك أن تتخيل مئات الكيلومترات فقط تفصل المنطقة عن مفاعل بوشهر! وأبان الجناحي أن المنظمة بصدد دراسة لمعرفة البقعة الجغرافية التي من الممكن أن تصيبها إشعاعات المفاعل بالتحديد تمهيدا لتزويد الجانب الإيراني بالإجراءات الإضافية التي من الممكن أن يقوموا بتقديمها وتنفيذها، مشيرا إلى أن الجانب الإيراني متعاون على الطاولة ولكن نجهل حقيقة التعاون في الميدان.

واختتم أن المفاعل النووي في بوشهر يتحمل فقط 6.5 على مقياس ريختر على الرغم أن منطقة الخليج بحسب – الجناحي - يستبعد أن يصل فيها معدل الزلازل إلى 8 درجات.