تركيا تحيي ذكرى أوزال مطلق مسيرة الحداثة

بعد 20 عاما على وفاته.. زوجته تطالب بإعلانه شهيدا

TT

بعد 20 سنة على وفاته أطلقت أرملة الرئيس التركي الأسبق تورغوت أوزال، من على كرسي متحرك، على زوجها لقب «الشهيد».

وكان أوزال قد توفي في ظروف اعتبرتها عائلته «غامضة» رغم أن الفحوصات التي أجريت على رفاته لم تجزم بوجود وفاة غير طبيعية.

وفي حفل صغير أقيم على قبره، شارك فيه أمس مئات من الأتراك، وعائلته ومسؤولين رسميين، إحياء للذكرى ووضعوا أكاليل الورود على قبر الزعيم الذي يعتبر من رواد التحديث في تركيا. وتجمع منذ الصباح أفراد عائلة أوزال وعلى رأسهم زوجته سمرة أوزال وأبناؤها وأحفادها وممثلون عن الأحزاب السياسية.

ورغم أن المشاركة الرسمية كانت خجولة، إلا أن التعويض عنها كان برسالتين معبرتين في المعنى والمضمون، وجههما الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. فقد أشاد رئيس الجمهورية في رسالته بالدور العظيم لأوزال كرجل دولة وسياسي فرض حكمته على الجميع. أما أردوغان فقد قال، إن «أوزال كان من أهم المناضلين بتأسيس الديمقراطية في تركيا حتى آخر أنفاسه».

وفي المؤتمر الصحافي الذي عقدته أرملته سمرة أوزال من على كرسي متحرك قالت: «إنني أريد أن يسجل المرحوم من الشهداء، وأن تمنح له جميع حقوق الشهادة، لأنه قتل وهو يؤدي واجبة الوظيفي، لهذا من حقه أن ينول الشهادة، وكل ما أصبوا إليه هو أن ينال جميع حقوقه المشروعة».

وكان القضاء التركي وجه أول من أمس اتهاما هو الأول من نوعه إلى جنرال متقاعد بمحاولة قتل الرئيس الراحل تورجوت أوزال سعيا لإبقاء التحقيق مفتوحا بعد عقدين من وفاته حيث يمنع القانون التركي من فتح أي محاكمة بعد انقضاء 20 سنة على حصول الجرم.

واستخرجت جثة أوزال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد سنوات من شائعات عن مقتله بيد أعضاء من «الدولة الخفية» وهو تعبير يطلق على ما يقال إنه مجموعة سرية داخل المؤسسة التركية في ذلك الوقت. وكان قد أغضب البعض بجهوده لإنهاء تمرد كردي ونجا من محاولة اغتيال عام 1988.

وفشلت عملية التشريح لجثته في العثور على دليل تسميم أوزال الذي توفي جراء إصابته بسكتة قلبية عام 1993 عن 65 عاما بعد أن أجريت له عملية لتركيب دعامة ثلاثية في القلب في الولايات المتحدة عام، إذ واصل جدوله القاسي وظل على بدانته. لكن عائلته لا تزال مصرة على فرضية الاغتيال. وقبلت محكمة في أنقرة لائحة اتهام تطلب السجن المؤبد للجنرال المتقاعد لفنت أرسوز. وذكرت وكالة دوغان للأنباء أن لائحة الاتهام تدرج زوجة أوزال وابنه كمدعين وتتهم أرسوز بمحاولة قتل الرئيس أو بالنجاح في هذه المحاولة. وأرسوز هو أيضا على رأس المشتبه بهم في قضية ضد «أرجنيكون» وهي شبكة من غلاة القوميين العلمانيين متهمة بالتحضير لانقلابات ومحاولات اغتيال لسياسيين مناهضين للعسكر آنذاك.