صاروخان على إيلات.. ومصر تحقق في مزاعم بإطلاقهما من سيناء

جماعة جهادية تبنت العملية.. وقيادي سلفي لـ «الشرق الأوسط»: سنواصل الجهاد بغض النظر عن موقف مصر وحماس

عناصر من الأمن الإسرائيلي يعاينون مكان سقوط أحد الصاروخين في إيلات أمس (أ.ب)
TT

أدى انفجار صاروخين أمس، في مدينة إيلات بجنوب إسرائيل، في زيادة التوتر بين إسرائيل ومصر، بعد أن أكد مسؤول في الجيش الإسرائيلي انطلاق الصاروخين من سيناء، لكن الجانب المصري نفى المزاعم، مؤكدا أن الجيش المصري يحقق في الرواية الإسرائيلية. ولم يتسبب الانفجاران في وقوع ضحايا، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي، الذي أكد أيضا أن القبة الحديدية التي أنشئت للتصدي لمثل هذه الصواريخ لم تنجح في اعتراض الصاروخين. كما نفى الأردن من جانبه أن يكون الصاروخان انطلقا من أراضيه.

وفي هذه الأثناء أعلنت جماعة جهادية تطلق على نفسها اسم «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس» مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين على إيلات. وقالت الجماعة في بيان لها نُشر على شبكة الإنترنت «تمكن أسود مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس من استهداف مدينة أم الرشراش المحتلة (إيلات) بصاروخين من طراز غراد، صباح (أمس) الأربعاء.. وتمكَّن مجاهدونا من الانسحاب بسلام تحفُّهم عناية الرحمن»، فيما لم يحدد البيان المنطقة التي أطلق منها الصاروخان. وقال البيان «إن إطلاق الصواريخ يأتي ردا على قيام جيش الإجرام اليهودي بمهاجمة المظاهرات التي خرجت في الضفة الغربية للتنديد بوفاة الأسير ميسرة أبو حمدية، وتعمد قتل شابين من سكان طولكرم بدم بارد». وأضاف البيان «هذه هي اللغة التي يفهمها العدو جيدا، وفي المكان الذي لم يتوقعه أو يتهيأ له»، مشيرا إلى أن «التهديدات والتصريحات والضغوطات لن تثنينا عن طريق التوحيد ودرب الجهاد». وطالب البيان حركة حماس بالكف عن ملاحقة واعتقال: «المجاهدين والدعاة السلفيين في قطاع غزة»، وقال: «نؤكد على ضرورة إطلاق سراحهم جميعا، تحسبا لأي عدوان يهودي غادر على السجون».

وفي إسرائيل قال ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية «وجدنا موقعي انفجار في المدينة وأغلقنا المطار كتدبير احترازي»، مشيرا إلى أن أحد الصاروخين سقط في «منطقة خلاء بالقرب من أحد الأحياء». وأشار روزنفيلد بأن صافرات الإنذار دوت في المدينة ولكن لم ترد أي تقارير أولية عن وقوع إصابات مؤكدا أن «خبراء المتفجرات يقومون بتفحص المنطقة». وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن الصاروخين سقطا في مناطق خالية. وقالت: «كان هنالك صاروخان أطلقا من سيناء وسقط الاثنان في مناطق خلاء».

من جهته قال العقيد أحمد محمد علي المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية إن إجراءات فنية تتخذ للتحقق من المزاعم الإسرائيلية. وقال العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري الرسمي إن الجيش «في إطار ما تردد من أنباء عن إطلاق صواريخ من الأراضي المصرية على مدينة إيلات الإسرائيلية شكل لجانا فنية من العناصر التخصصية، تقوم في الوقت الحالي بدراسة مدى صحة هذه الأنباء من عدمه».

وأضاف العقيد علي في تصريح له أمس «تؤكد القوات المسلحة أن الأراضي المصرية لم ولن تكون أبدا مصدر تهديد لدول الجوار الجغرافي على كافة الاتجاهات الاستراتيجية». من جانبه، نفى اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء أن يكون قد تم إطلاق هذه الصواريخ من سيناء، وقال: «المزاعم الإسرائيلية بشأن إطلاق الصواريخ من الأراضي المصرية كاذبة».

من جهته قال قيادي سلفي مسؤول في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، إن عملية إطلاق الصواريخ على إيلات تأتي في سياق جهاد مستمر ضد إسرائيل، ولن يتوقف. وقال أبو العيناء الأنصاري وهو من كبار قادة السلفية في القطاع: «نحن سنواصل على هذا الطريق، الجهاد لن يتوقف برغم الضغوط والتهديدات وكثرة المتربصين بنا». وجاء حديث الأنصاري، بعد ساعات من الهجوم الصاروخي على إيلات. وقالت إسرائيل إن الهجوم جاء من سيناء المصرية، وهو ما نفته مصر فورا فيما التزمت حماس الصمت ولم تعقب. وتحرج مثل هذه الهجمات عادة، كلا من مصر وحماس. وقال الأنصاري إنهم غير مهتمين بذلك. وأضاف: «هم لديهم مصالح سياسية لكن ما نراه يجوز شرعا فنحن أولى به». وتابع: «سنواصل الجهاد بغض النظر عن موقف حماس أو مصر». وردا على سؤال حول خرقهم التهدئة المعلنة في القطاع، وتداعيات ذلك على العلاقة مع حماس، قال الأنصاري، إن الجماعات السلفية الجهادية لا تلتزم بالتهدئة، مضيفا: «لسنا طرفا فيها، وطالما استمر العدو في انتهاكاته المستمرة في الضفة وغزة وفي السجون، فلن نتوقف. نحن سنلتزم إذا ما التزم».

ولم تخلف الصواريخ على إيلات إصابات بشرية، وسقط واحد منها في حي سكني مما أسفر عن أضرار مادية طفيفة بينما سقط الثاني في الخلاء في أطراف المدينة. وكانت المرة الأخيرة التي أطلقت فيها صواريخ على إيلات، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتعتبر علاقة السلفية الجهادية بمصر وحماس متوترة إلى حد كبير وغير مسبوق. ونفى الأنصاري أن تكون هذه العلاقة سببا في رفض التهدئة ومواصلة إطلاق الصواريخ. وقال: «لا ننطلق من منطلقات سياسية، العلاقة مع حماس ومصر لا توجهنا، ولم نُرد إرسال رسائل لأحد. هذا جهاد وحسب». واتهم الأنصاري مصر وحماس بالتنسيق في الحرب ضد السلفيين. وقال: إن كثيرا من الاعتقالات التي تمت في القطاع، كانت بأوامر مصرية. وأوضح «لدينا معلومات دقيقة عن تنسيق كامل بين مصر وحماس في الحرب على السلفيين، وبعض مجاهدينا اعتقلوا بطلب مصري، وقد حقق معهم في غزة ضباط أمن مصريون».

وكان الأنصاري يشير إلى تحقيقات تمت في أعقاب الهجوم على جنود مصريين في رمضان الماضي، ونفت السلفية علاقتها به.

ويوجد في سجون الحكومة المقالة في غزة، أكثر من 30 معتقلا من عناصر السلفية اعتقلوا على خلفية إطلاق صواريخ، كما أكد الأنصاري.