تفجيرات بوسطن «تدفن» ثاتشر في الصفحات الداخلية

لكن الحوار في الصحف البريطانية حول «الثاتشرية» مستمر

TT

جاءت أحداث تفجيرات بوسطن خلال اليومين الماضيين لتحتل الصفحات الرئيسة وعناوين الصحف البريطانية، التي خصصت وعلى مدار الأيام الماضية، أي منذ إعلان خبر وفاة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة البارونة مارغريت ثاتشر الأسبوع الماضي عن 87 عاما إثر إصابتها بسكتة دماغية، صفحات وصفحات للمرأة «الحديدية» التي احتلت مقر رئاسة الوزراء لأطول فترة كرئيس حكومة في التاريخ الحديث. التغطية حتى يوم جنازتها أعادت من جديد حالة الحوار التي سببتها مارغريت ثاتشر، وعكست الصحف الآراء بكل أطيافها بين أصدقائها وخصومها السياسيين حول التغييرات التي أحدثتها في المجتمع البريطاني.

أصدقاؤها يعتقدون أنها «أنقذت» بريطانيا اقتصاديا ومكانتها ونفوذها السياسي على الصعيد الدولي. وهذا ما عبر عنه صباح أمس اللورد لوسون، وزير الخزانة في حكومتها، في مقابلة مع الإذاعة الرابعة (ريديو 4) التابعة لهيئة البث البريطاني (بي بي سي) هذا الصباح.

أما خصومها السياسيون، فهؤلاء يعترفون أيضا بأنها غيرت بريطانيا، لكن إلى الأسوأ، ويقولون إن الأزمة المالية والطمع والفردية المتفشية في المجتمع البريطاني - تعود في الأساس إلى الفترة «الثاتشرية» - التعبير الذي اقترن بفترة حكمها ليعكس فلسفتها السياسية والاقتصادية. وهذا ما عكسته صحيفة «الغارديان» في عدد من المقالات والتحليلات.

صحيفة «الغارديان»، المعروفة بميولها الليبرالية - اليسارية، خصصت صفحات وصفحات من التغطية والتحليل السياسي لمجمل فترة تربعها في الحكم، وهذا ما عكسته الصحف الرصينة الأخرى بشتى أطيافها السياسية، من يسار الوسط إلى اليمين ويمين الوسط، مثل صحيفة «التايمز» و«الإندبندنت» و«الديلي تلغراف» «والفايننشيال تايمز»، وكذلك الأعداد الأسبوعية لهذه الصحف مثل «الأبزيرفر» و«الصنداي تايمز» و«الإندبندنت أون صنداي».

ورغم الحوار الذي ساد بريطانيا خلال الأسبوع الماضي، والانقسام في المجتمع البريطاني حول الموقف من ثاتشر وتاريخها السياسي بعد أن شهدت بعض المناطق في بريطانيا احتفالات صاخبة بوفاتها، فإن هذه الصحف، المؤيدة والمعادية، لم تخفف من حدة نبرتها واصطفافها السياسي في اليوم المخصص لدفنها.

صحيفة «الغارديان» خصصت عددا من الصفحات الداخلية تحت عنوان «جنازة ثاتشر» بعد أن احتلت أحداث تفجيرات بوسطن الصفحات الأولى في هذا اليوم. ونشرت مثل الصحف الأخرى صورة كبيرة ومعبرة للكفن في الكنيسة التابعة لقصر ويستمنستر (مبنى البرلمان) الذي يضم مجلسي «العموم» و«اللوردات». صورة الكفن نشرتها الصحف الأخرى في صفحاتها الداخلية. لكن صحيفة «الديلي تلغراف»، المعروفة بقربها من حزب المحافظين (يمين وسط)، كانت الصحيفة الوحيدة التي أبرزت صورة الكفن ملقى في أرض الكنيسة على صفحتها الأولى.

وفي هذا اليوم الذي توارت فيه مارغريت ثاتشر بالكامل عن الأنظار، كتب المحلل السياسي في صحيفة «الغارديان» تحت عنوان «حان الوقت، ليس فقط لدفن ثاتشر، وإنما لدفن الثاتشرية». وفي هذا المقال التحليلي عن فترة وجودها في الحكم والحوار الدائر حول الاحتجاجات التي كان ينوي خصومها تنظيمها على طول طريق الجنازة - يقول شيمس ميلن إن حزب المحافظين الحاكم (حزب مارغريت ثاتشر) عليه فقط أن يلوم نفسه. «الاحتجاجات أمر من الطبيعي أن يحدث ضد أكثر الشخصيات السياسية الهدامة في التاريخ البريطاني الحديث.. لكن أن يقوم ديفيد كاميرون (رئيس الوزراء البريطاني) وحزب المحافظين بجعل الجنازة رسمية ودفع تكاليفها من دافعي الضرائب، فقد جعل منها، أي الاحتجاجات، شيئا أكيدا ومقبولا».

صحيفة «التايمز» كتبت على صفحتها تحت عنوان «ثاتشر تبدأ رحلتها الأخيرة» من أرض كنيسة البرلمان في القبو وليس من الجناح الغربي في البرلمان، لأنها لم تمنح جنازة رسمية، حسب وصيتها. الصحيفة كمثيلتها من الصحف الأخرى أعطت أولوية التغطية لأحداث بوسطن.

لكن، كتبت آن ترينيمان بسعادة عن فشل محاولات عضو البرلمان اليساري جورج غلاوي لإطالة الجلسة المخصصة يوم الأربعاء من كل أسبوع لمساءلة رئيس الوزراء. وكان يطمح غلاوي في أن يتسبب في تأخير الجنازة من خلال النقاش.