«الحر» يسيطر على مطار استراتيجي في ريف حمص

الجيش يؤكد أن السيطرة على طريق حمص ـ القصير ستخلق شبكة أمان للمعارضة

TT

في حين رأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أمس، أن المقابلة التي أجرتها قناة «الإخبارية» السورية مع الرئيس بشار الأسد كشفت «انعزاله المطبق عن الواقع»، حققت المعارضة العسكرية تقدما نوعيا في ريف حمص، حيث أكد الجيش السوري الحر أنه سيطر على مطار الضبعة العسكري قرب القصير. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مقاتلي المعارضة سيطروا خلال العملية على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة، بينها مدفعان من عيار «23»، ومضاد طيران عيار «57»، ودبابتان، بعد اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل قائد المطار، وأكثر من 20 شبيحا، و20 من القوات النظامية، و10 من عناصر حزب الله اللبناني.

وأشار مصدر عسكري في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المعارك لا تزال مستمرة للسيطرة على كامل أطراف المطار»، وأكد أن «أهمية المطار تنبع من كونه قاعدة نظامية توجد فيها قطع عسكرية، كما تتمركز فيها راجمات صواريخ تقصف قرى حمص». وأوضح المصدر أن «السيطرة على المطار ستفتح الطريق بين حمص والقصير وستخلق شبكة أمان للمعارضة في القرى الموالية للثورة». وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على موقع «فيس بوك» كتائب «صقور الفتح» التابعة للجيش السوري الحر في اللحظات الأولى من الهجوم على المطار.

وفي العاصمة دمشق، تعرضت الأحياء الجنوبية مجددا للقصف، بينما اتهم ناشطون القوات النظامية باستخدام مواد سامة أثناء قصفها حي جوبر الذي ينشط فيه الجيش الحر مما خلف عدة إصابات. وفي الوقت نفسه، قال ناشطون إن صاروخ أرض - أرض أطلق من منطقة القلمون بريف دمشق. وقالت «شبكة شام» إن عشرة أشخاص قتلوا في هجوم للقوات النظامية على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق، وتحدثت عن استخدام مدنيين دروعا بشرية خلال الهجوم الذي صده الجيش الحر. كما اندلعت اشتباكات على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا، وأفادت لجان التنسيق المحلية عن هجوم للجيش الحر أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود السوريين بإدارة المركبات بحرستا.

وبحسب ناشطين، فقد جرت اشتباكات في أطراف عربين وداريا، في حين هاجم مقاتلون حاجزي سيدي مقداد ودروشا بريف دمشق.

وفي ريف اللاذقية، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى أن «القوات النظامية قصفت مناطق عدة، وتركز القصف على ناحية ربيعة وقرى جبل التركمان»، وأكد الجيش الحر أنه استهدف بالدبابات مناطق عسكرية تابعة للنظام قرب رأس البسيط وبيت فارس.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «اشتباكات وقعت في محيط منطقة نامر بدرعا، حيث تحاول القوات النظامية فتح الطريق نفسها التي سيطر الجيش الحر على أجزاء منها، واشتباكات أخرى في بلدة الشيخ مسكين». ووفقا للجان التنسيق، فقد صد الجيش الحر محاولة لاقتحام بلدة الكتيبة بدرعا، وكان قد سبقها قصف من الفوج «175».

وفي دير الزور، قُتل جنود نظاميون في اشتباكات بحي العامل وفق «شبكة شام»، بينما قال ناشطون إن القتال تجدد في محيط المطار العسكري الذي تعرض الأيام الماضية لهجمات من الجيش الحر أشعلت حرائق في بعض مرافقه، وفق صور بثت على الإنترنت. كما هاجم الجيش الحر رتلا عسكريا في بلدة عين عيسى بمحافظة الرقة التي يتركز القتال فيها حول مقر الفرقة «17».

في موازاة المعارك الميدانية، أصدر الائتلاف الوطني، بيانا أمس، أكد فيه أن «المقابلة التي أجراها الرئيس السوري بشار الأسد كشفت (انعزاله المطبق عن الواقع)»، وأوضح البيان أن ما أدلى به الأسد «مشهد يكشف عماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها»، ورأى أن «نهجه في ادعاء السيطرة وإنكار الآخر والغياب عن الواقع، واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدعي حلها، لا يختلف عن نهج من سبقه من الطواغيت». وأضاف الائتلاف أن «رأس النظام يعيش بلا جسد، وجسده يعيث فسادا بلا عقل»، مؤكدا أنه «لا يستمد وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيدا عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري».

وقال الأسد إن مجموعات مسلحة وصفها بـ«الإرهابية» تقوم بعمليات تخريب داخل سوريا. وأضاف أن الإخوان المسلمين استخدموا الفكر الطائفي منذ الثمانينات، موضحا: «ما يحصل هو أننا نواجه القوى التكفيرية والظلامية». كما أكد أن الطائفية فشلت في سوريا وأن بلاده تتعرض لهجمة إعلامية واسعة، ومحاولة استعمار جديد، بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة.

وانتقد الأسد مجددا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وشدد على أنه «فقد مصداقيته وفشل في سياسته الداخلية»، وأشار إلى أن سوريا لم تضطهد الأكراد ولم ترتكب مجازر بحقهم.

وأوضح أن «الحريق» في سوريا قد يصل إلى الأردن، ملمحا إلى أن المملكة تقوم بدور في دعم المعارضة المسلحة في سوريا. وقال: «من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سوريا في وقت كان الأردن قادرا على إيقاف أو اعتقال شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين».