مصر: علاء وجمال يرافقان والدهما إلى مستشفى سجن طرة

مبارك أثناء نقله من مستشفى المعادي: «ربنا كبير»

TT

نفذت السلطات المصرية في وقت مبكر من صباح أمس قرارا من النائب العام بنقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك من مقر احتجازه، على ذمة تحقيقات، بمستشفى المعادي العسكري الفخم، إلى مستشفى سجن مزرعة طرة الأقل درجة بكثير والواقع على مشارف القاهرة، انتظارا لانتهاء التحقيقات معه، وكذا إعادة محاكمته في القضية الرئيسية التي بدأت وقائعها قبل عامين بشأن تهم بقتل متظاهرين وفساد مالي. وقالت مصادر في سجن مزرعة طرة إن السلطات وافقت على طلب من ابني الرئيس المصري السابق، علاء وجمال، المحبوسين في نفس السجن على ذمة التحقيق في قضايا أخرى، بمرافقة والدهما في مستشفى السجن، بينما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر طبية قولها إن مبارك أخذ يردد أثناء نقله من مستشفى المعادي العسكري: «ربنا كبير». وقالت مصادر قانونية على صلة بملف التحقيقات مع الرئيس السابق إنها تخشى من تسييس القضية، خاصة بعد أن قرر القضاء المصري هذا الأسبوع الإفراج عن مبارك بعد استنفاد مدد حبسه الاحتياطي على ذمة قضية قتل المتظاهرين، مشيرة إلى أنه كان من المفترض عودة الرئيس السابق إلى منزله، لكنه ينفذ في الوقت الحالي قرارا جديدا بحبسه احتياطيا على ذمة قضايا أخرى صدر منذ نحو أسبوعين من النائب العام الحالي، المستشار طلعت عبد الله. وصدرت يوم أول من أمس توصية من فريق طبي بنقل مبارك الذي سيبلغ من العمر 85 عاما الشهر المقبل، إلى سجن طرة. وقالت توصية الفريق الطبي إن مستشفى السجن فيها التجهيزات الطبية التي تتلاءم مع الحالة الصحية للرئيس السابق، بعد تحسنها في الفترة الأخيرة. وتم تنفيذ قرار نقل مبارك وسط حراسة مشددة شاركت فيها عدة سيارات أمنية مصفحة. وقال مصدر طبي لموقع «اليوم السابع» إن مبارك ظل يردد خلال إجراءات ترحيله من المستشفى كلمات «ربنا كبير.. ربنا كبير». وبعد أن اعتلت صحته بشدة العام الماضي، ظهر مبارك مطلع الأسبوع الحالي في حالة صحية ومعنوية جيدة في قفص الاتهام أثناء إذاعة التلفزيون المصري لوقائع جلسة إعادة محاكمته في قضية قتل المتظاهرين والفساد المالي، وهي القضية نفسها التي سبق وصدر فيها حكم بالسجن المؤبد قبل أن تقبل محكمة النقض طلبه بنقض الحكم. وتعثرت جلسة إعادة المحاكمة يوم السبت الماضي بعد أن تنحى القاضي عن نظرها لاستشعاره الحرج. وستعاد المحاكمة يوم 11 الشهر المقبل. ووفقا للمصادر القانونية نفسها فإن ذوي مبارك وأنصاره يتخوفون من شبهة وجود تعمد لإبقاء مبارك في السجن، خاصة بعد قيام قيادات من التيارات الإسلامية، خاصة جماعة الإخوان، بمهاجمة أحكام صدرت بالبراءة ضد رموز من النظام السابق، بعد أشهر طويلة خلف القضبان تم خلالها التحقيق معهم بشأن قتل متظاهرين في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت نظام مبارك وفي تهم بالفساد المالي أيضا. وقالت مصادر مقربة من أسرة الرئيس السابق إن الأسرة لاحظت ظهور دعوات بين عدد من قادة التيارات الإسلامية بضرورة اتخاذ إجراءات ثورية ضد مبارك ورموز نظامه من بينها إنشاء محكمة للثورة، مشيرة إلى أنه يجري الحديث كذلك بين شخصيات سياسية لها ضلع في نظام الحكم الحاليومن جانبه أكد مصدر أمني مسؤول أن نجلي مبارك، علاء وجمال، يرافقان والدهما داخل محبسه بمستشفى سجن مزرعة طرة، بناء على طلب تقدما به لمرافقة والدهما. وأضاف المصدر أن الرئيس السابق «يعاني من ضعف عام لا يجعله قادرا على الوقوف إلا بمساعدة من مرافق».