حرب الدعايات الانتخابية في العراق وضعت أوزارها

ظافر العاني: اغتالوا مرشحي العراقية من أجل فوز مرشحي السلطة

TT

وجد الكثير من المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات في العراق لا سيما من أصحاب الفضائيات أو ممن لديهم أموال طائلة يمكن إنفاقها على الحملة الدعائية ضالتهم في أغاني الثمانينات الخاصة بالحرب العراقية - الإيرانية. وفي وقت كانت فيه قناة «الشعب» التي يملكها السياسي العراقي المثير للجدل مشعان الجبوري تعرض أغنية تحاكي إحدى أغاني حرب الثمانينات تحاول إظهار قائمة الجبوري «جبهة الإنصاف» بأنها وحدها القادرة على تحقيق التغيير نحو الأفضل في محافظة صلاح الدين كانت تبث في الوقت نفسه خبرا عاجلا عن مقتل أحد مرشحيه في قضاء بيجي «محمد فرحان الدليمي».

وفيما تستمر فضائيتا «بغداد» و«صلاح الدين» بث المزيد من الأغاني التي تمجد مجلس المحافظة الحالي وقائمة «متحدون» مع صور بارزة لأبرز زعماء «متحدون» أسامة النجيفي، ورافع العيساوي، وأحمد أبو ريشة، كانت قناة «البابلية» التي يملكها صالح المطلك تبث أغنية عن المطلك تتغزل به باعتبار أن «عيونه تقتل مثل الجيلة» أو (الطلقة) بالفصحى كان قد وصلها توا خبر اغتيال أحد أبرز مرشحيها في محافظة ديالى «نجم الحربي». وكان قد سبق عمليات الاغتيال هذه التي حصلت في مناطق ذات أغلبية سنية عمليات اغتيال لنحو 11 مرشحا من الموصل والأنبار فضلا عن ثلاثة مرشحين لقائمة ائتلاف العراقية الوطني الموحد بزعامة إياد علاوي مما يجعل ما تصفه وسائل الإعلام العراقية لا سيما الأكثر موالاة للحكومة بأنه عرس ديمقراطي فإنه أقرب الأوصاف إليه هي أنه «عرس الدم» محاكاة لمسرحية لوركا الشهيرة.

ومع سريان الصمت الإعلامي فإن لغة الكلام تعطلت بانتظار ما تقوم به الأصابع البنفسجية لنحو 13 مليون مواطن عراقي من المفترض أن يدلوا بأصواتهم غدا لانتخاب أعضاء المجالس المحلية في المحافظات العراقية المشمولة. وفي وقت أظهرت فيه الكثير من منظمات المجتمع المدني المعنية بمراقبة الانتخابات ومنها منظمة «شمس» أن هناك عمليات تزوير وخروقات شابت عملية التصويت الخاص فإن الأنظار تتجه إلى «الصندوق الأخضر» الذي من المقرر أن يودع فيه الناخب العراقي صوته الذي ينتظر أن يحمل بشارة التغيير بعد عشر سنين عجاف. وبالإضافة إلى الأغاني التي شاركت بفاعلية في الحملة الانتخابية فقد تنوعت سبل الحشد الجماهيري. فبالإضافة إلى الدعايات عبر الصور فإن المرشحين القادرين على إنفاق المزيد من الأموال أقاموا مهرجانات جماهيرية في مناطقهم واضطر غالبية المرشحين إلى المجازفة بسبب الأوضاع الأمنية إلى النزول إلى القواعد. غير أن المفارقة اللافتة أن عمليات الاغتيال طالت فقط المرشحين من القوائم التي تنتمي إلى مكونات القائمة العراقية. ويفسر الناطق الرسمي باسم كتلة «متحدون» الدكتور ظافر العاني ذلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «الاستهداف حصل في المناطق التي لقوائمنا فيها منافسة مع أحزاب السلطة الحاكمة والهدف من وراء ذلك هو أن مرشحينا الذين تم اغتيالهم لا سيما نجم الحربي في ديالى كان يمكن أن يحصلوا على أعلى الأصوات». ويرى العاني أن «الهدف من ذلك هو تعظيم حصة أحزاب السلطة التي تسعى للحصول على الأغلبية ليس من خلال صندوق الانتخاب بل من خلال الاغتيالات». ويضيف العاني أن «الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل إن تأجيل الانتخابات في نينوى والأنبار يدخل في إطار نفس الهدف وكذلك إصدار مذكرات إلقاء القبض وغيرها»، مشيرا إلى أن «عمليات الاغتيال توقفت بعد التأجيل». وبشأن ما إذا كانت الخارطة السياسية ستتغير بعد هذه الانتخابات أكد العاني أن «التغيير في الخارطة يمكن أن يشمل الوسط الشيعي أكثر من أي مكان آخر حيث سيتراجع المالكي بالقياس إلى صعود المجلس الأعلى والصدريين، والمالكي الآن بات يشعر بالحرج وهو ما أظهرته دعايته الانتخابية مؤخرا». لكن القيادي في التيار الصدري وعضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الصدرية أمير الكناني يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الخارطة الانتخابية لن يطرأ عليها تغيير كبير وذلك بسبب عدم ظهور قوى جديدة يمكن أن تتنافس بقوة مع أننا دعمنا هذه القوى وبالتالي فإن الكتل السياسية في الوسط والجنوب سوف تكون نفسها دولة القانون والتيار الصدري والمجلس الأعلى»، مشيرا إلى أن «حجم التيار الصدري سوف يزداد في كل المحافظات ولدينا تحالف استراتيجي مع المجلس الأعلى وقوى جديدة وتجمعات عشائرية».