رسالة من الملك محمد السادس إلى بوتين بشأن تطورات نزاع الصحراء

موسكو تدعم المسلسل التفاوضي في نطاق معايير مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة

الملك محمد السادس
TT

سلم الطيب الفاسي الفهري، مستشار العاهل المغربي، في موسكو أمس، وزير الخارجية الروسي سرغي لا فروف رسالة من الملك محمد السادس إلى الرئيس فلاديمير بوتين.

وقال الفاسي الفهري، في تصريح للصحافة عقب جلسة عمل عقدها مع الوزير الروسي وفد مغربي رفيع مبعوث من طرف العاهل المغربي، إن الرسالة الملكية «تندرج في إطار التشاور المستمر بين قائدي البلدين، وتؤكد إرادة تطوير العلاقات الثنائية وتعميق وتوسيع الشراكة والتشاور السياسي».

وأضاف الفاسي الفهري أن المحادثات خلال اللقاء تناولت آخر تطورات ملف الصحراء المغربية، حيث أكد الجانب الروسي دعم المسلسل التفاوضي في نطاق المعايير المحددة من طرف مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة. وأوضح أن العلاقات المغربية - الروسية ما فتئت تتعزز وتتوسع في مختلف الميادين، خصوصا منذ الزيارة التاريخية للعاهل المغربي إلى موسكو سنة 2002، التي أعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية في نطاق الشراكة الاستراتيجية، ومنذ زيارة الرئيس بوتين للمغرب سنة 2006.

وأشار إلى أنه تم، أيضا، خلال هذا اللقاء التباحث بشأن القضايا الراهنة على الصعيدين العربي والدولي، «وما يجري حولنا حاليا في منطقة الساحل والصحراء من تهديدات قوية من طرف جماعات متطرفة تهدد الأمن والاستقرار»، مبرزا أن روسيا تتابع بكل اهتمام التطورات في المنطقة الأفريقية وفي العالم العربي.

ويضم الوفد إلى جانب الفاسي الفهري، وزير الخارجية سعد الدين العثماني، ومحمد ياسين المنصوري مدير إدارة الدراسات والمستندات (مخابرات خارجية).

ومن جانبه صرح وزير الخارجية المغربي أنه تم إبلاغ وزير الخارجية الروسي «الموقف المغربي الرافض تماما لأي توسيع لصلاحيات (المينورسو) لتشمل حقوق الإنسان أو لأية مراقبة دولية لحقوق الإنسان في الصحراء، لأن الصحراء مغربية»، مشددا على أنه «يجب أن تكون هناك قيادة واحدة ومسؤولية واحدة من البداية إلى النهاية، وموقف المغرب صارم دائما كلما تعلق الأمر بسيادته الوطنية».

وقال العثماني إن اللقاء ناقش، إضافة إلى ذلك، القضايا المتعلقة بالأمن في منطقة الساحل والصحراء، والوضع السوري، والتوازن في العلاقات الدولية. وأكد العثماني أن المغرب يعتبر الشريك التجاري الأول لموسكو في أفريقيا والعالم العربي، مما يجعله يتبوأ موقعا استراتيجيا مهما بالنسبة لروسيا في المنطقة.

وعقد الوفد المغربي أيضا لقاء مع مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية يوري أوشاكوف، تمحور حول مجموعة من القضايا التي تهم علاقات التعاون والشراكة القائمة بين المغرب وروسيا الاتحادية. كما تبادل الطرفان خلال هذا اللقاء وجهات النظر حول الكثير من القضايا الدولية الراهنة، خصوصا تطور الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والأزمة السورية، بالإضافة إلى نشاط الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء. وتم التطرق أيضا إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية إلى جانب موضوع آخر التطورات التي تعرفها قضية الصحراء.

وفي لندن، جددت الحكومة البريطانية أمس التأكيد على تمسكها بالعلاقات القوية القائمة بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية، مبرزة الإرادة المشتركة للندن والرباط للعمل معا من أجل تمتع منطقة شمال أفريقيا بـ«السلم والرخاء».

وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، في بلاغ صحافي، إن الزيارة التي قام الأسبوع الحالي للندن وفد مغربي من مستوى عالٍ: «تؤكد قوة علاقاتنا وتطلعنا المشترك لأن يسود السلام والرخاء بمنطقة شمال أفريقيا».

وكان وفد مغربي من مستوى عالٍ، مبعوث من الملك محمد السادس، قد عقد يوم الاثنين الماضي في لندن جلسة عمل مع وزير الخارجية البريطاني.

وقال هيغ: «لقد اتفقنا على الشروع في سلسلة من المبادلات الاستراتيجية والمنتظمة بخصوص القضايا السياسية الدولية»، مضيفا أن الفاسي الفهري سلم خلال جلسة العمل رسالة من الملك إلى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

وأشار هيغ، من جهة أخرى، إلى أنه اغتنم مناسبة هذا اللقاء من أجل تجديد التأكيد على دعم المملكة المتحدة للتقدم الذي حققه المغرب على درب تنزيل الدستور الجديد، ولا سيما في ما يتعلق بتعزيز حماية حقوق الإنسان والإصلاح الديمقراطي.

وأضاف رئيس الدبلوماسية البريطانية أن جلسة العمل التي عقدها مع الوفد المغربي شكلت مناسبة لبحث عدد من القضايا الإقليمية التي يعمل عليها البلدان باعتبارهما عضوين في مجلس الأمن، ولا سيما منها الوضع في مالي.

وقال هيغ: «لقد نوهت بدعم المغرب للجهود المبذولة لتسوية الأزمة السورية من خلال دوره بمجلس الأمن، وكذا عبر استضافته لمؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مراكش سنة 2012». وأضاف المسؤول البريطاني أن الطرفين استعرضا أيضا الجهود الحثيثة المبذولة من أجل توسيع العلاقات الاقتصادية بين البلدين، معربا عن يقينه بأن التعاون الاقتصادي بين المملكتين سيظل عاملا هاما في العلاقات الثنائية التي ما فتئت تحقق تطورا مضطردا.