مصدر إماراتي لـ «الشرق الأوسط»: المضبوطون «خلية تجنيد» لـ«القاعدة»

بعد الإعلان عن ضبط 7 أعضاء من التنظيم خططوا لهجمات

TT

أبلغ «الشرق الأوسط» مصدر إمارتي مسؤول، فضل عدم ذكر اسمه، بأن أفراد الخلية الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، التي أعلنت الإمارات العربية المتحدة أمس أنها ألقت القبض عليها والمؤلفة من سبعة أشخاص من جنسيات عربية، كانوا يعملون في وظائف متعددة في الإمارات بشكل تمويهي بينما كان دورهم الأساسي إداريا وتمويليا وتنسيقيا.

وقال المصدر المسؤول إن الخلية كانت تخطط للقيام بأعمال «تمس أمن الوطن وسلامة مواطنيه والمقيمين على أرضه، وتقوم بتجنيد أشخاص والترويج لأعمال تنظيم القاعدة، وكانت تمده بالأموال وتقدم له الدعم اللوجيستي وتسعى إلى مد نشاطها إلى بعض الدول الإقليمية».

وكالة الأنباء الإماراتية قالت من جانبها في بيان مقتضب إن نيابة أمن الدولة الإماراتية ستباشر التحقيقات مع المتهمين حال انتهاء الإجراءات تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة، من دون الإشارة إلى جنسيات أفراد الخلية، مشيرة إلى أنها ستقدم المتهمين للمحاكمة فور انتهاء التحقيقات معهم.

وعلى الرغم من النشاط الدامي لتنظيم القاعدة في بعض دول الجوار لا سيما السعودية واليمن خلال السنوات الأخيرة، فقد ظلت الإمارات بمنأى عن أي هجمات للتنظيم، حيث لم تشهد الإمارات أي عمليات من قبله وغيره من الجماعات. لكن السلطات الإماراتية أعلنت نهاية 2012 تفكيك خلية تضم سعوديين وإماراتيين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات «إرهابية» في البلدين وفي دول أخرى «شقيقة»، ووصفت السلطات حينها أعضاء الخلية بأنهم «من الفئة الضالة»، وهو التعبير الذي يستخدم في السعودية للدلالة على تنظيم القاعدة.

وفي عام 2010، أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي يضم فرعي اليمن والسعودية من التنظيم، مسؤوليته عن مؤامرة إرسال طردين ناسفين إلى الولايات المتحدة. وتم العثور على الطردين في بريطانيا ودبي.

كما ألقت السلطات الإماراتية القبض على مجموعة تضم 11 وافدا مصريا على الأقل بتهمة قيادة خلية لـ«الإخوان المسلمين» تعمل على تجنيد مصريين وجمع معلومات تتعلق بالدفاع وإرسال أموال بشكل غير شرعي إلى الجماعة في مصر، فضلا عن الارتباط بمجموعة الإسلاميين الإماراتيين الذين تتم محاكمتهم.

ويبدو أنه لا علاقة للإعلان الإماراتي بضبط الخلية مع توقيفات سابقة لإسلاميين مرتبطين بتنظيمات سياسية محظورة تتمثل فكر «الإخوان المسلمين» تهدف للسيطرة على الحكم في البلاد، لكن الدكتور سالم حميد، رئيس مركز المزماة للدراسات المتخصص في الجماعات الإسلامية، يرى أن «تنظيم القاعدة خرج من رحم تنظيم الإخوان المسلمين، ولا يمكن أن نفصل نشأة كل تلك الحركات مجتمعة عن بعضها البعض»، لافتا إلى أن الإمارات العربية المتحدة تسعى لتطهير البلاد من كل من يتمثلون هذا الفكر المتطرف، وهي تأخذ الموضوع على محمل الجد وتسعى لاستبعاد كل من له علاقة بأي تنظيمات تتخذ من الإسلام وسيلة لتحقيق مآربها» معتبرا أن الخلايا النائمة لهذه التنظيمات موجودة في كل أنحاء العالم ولا يقتصر وجودها على الإمارات».

إلى ذلك، قالت «نشرة أخبار الساعة» التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أرفع المراكز في البلاد، إن الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دان التفجيرات الإرهابية الشديدة التي تعرضت لها مدينة بوسطن الأميركية يوم الاثنين الماضي وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا الأبرياء، مؤكدا أن «دولة الإمارات تدين هذا العمل الإرهابي وتقف إلى جانب كل دول العالم في وجه الإرهاب مهما كان مصدره ودوافعه»، معبرا عن «توجه ثابت ومستقر في السياسة الإماراتية يقوم على رفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله وأيا كانت القوى التي تقوم به وتمارسه وتشجع عليه أو الجهات المستهدفة به، والدعوة إلى تعزيز التعاون الدولي في مواجهته والتصدي له والقضاء على الأسباب التي تؤدي إليه بصفته من أكبر الأخطار التي تهدد أمن الدول والمجتمعات وتنال من الاستقرار العالمي».