التحقيق في تفجيري بوسطن يركز على رجلين لم تتحدد هويتهما بدقة

أوباما يكرم الضحايا والشرطة تستعين بأشرطة فيديو المحال التجارية في شارع الماراثون

TT

كثف المحققون المكلفون بالتحقيق في تفجيري بوسطن مساعيهم لتحديد هوية رجلين شوهدا وهما يتحدثان بالقرب من خط نهاية ماراثون المدينة التي وصل إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس لتكريم الضحايا. ورافق أوباما زوجته ميشيل للمشاركة في قداس في كاتدرائية لتكريم القتلى الثلاثة ونحو 176 جريحا سقطوا في التفجيرين اللذين هزا مدينة بوسطن. وحضر التكريم أيضا المرشح السابق للانتخابات الرئاسية ميت رومني، وهو الحاكم السابق لولاية ماساشوستس بين عامي 2003 و2007.

ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» ثلاث صور للرجلين أرسلت إلى قوات الأمن عبر الإنترنت من أجل التحقق من هويتهما، وكان أحدهما يحمل حقيبة ظهر كبيرة سوداء ويضع قبعة فاتحة اللون ونظارات شمسية، والثاني يرتدي سترة رياضية زرقاء اللون ومخططة الأكمام ويحمل حقيبة رياضية كبيرة زرقاء اللون أيضا. وذكرت الصحيفة أنه «لا يوجد دليل مباشر (بينهما وبين التفجيرين) إلا أن السلطات تريد معرفة هويتهما».

وكان مصدر قضائي صرح الأربعاء بأن لدى المحققين صورا «لشخص نعتقد أنه مشتبه به» و«إننا نسعى إلى معرفة هويته. هذا الشخص ليس قيد الاحتجاز ولم نتعرف عليه بوضوح». وبعدها أشارت الكثير من وسائل الإعلام الأميركية إلى وجود مشتبه فيه ثان. وذكرت صحيفة «بوسطن غلوب» أن كاميرا مراقبة في متجر كبير هي التي أتاحت للمحققين «رؤية واضحة للمنطقة» القريبة من خط نهاية الماراثون كما ساعدتهم في ذلك مشاهد التقطتها شبكة تلفزيون محلية. وأمس، قال مسؤول في «إف بي آي» إن التحقيقات تتركز على خمس ساعات، ما بين بداية سباق الماراثون والانفجارين، وذلك لان الشرطة كانت فتشت المكان بشكل دقيق قبل بداية السباق. وتكثف الشرطة تحرياتها اعتمادا على أشرطة فيديو حصلت عليها من أبواب محلات تجارية، ومكاتب حكومية خاصة في المنطقة. وقال أندرو أوبوشوسكي، وهو مدير سابق لشرطة ولاية ماساشوستس «سيكون هناك فيديو لكل ثانية، ولكل بوصة. إنها مسألة فحص دقيق بهدف الوصول إلى الجاني أو الجناة». إلا أن المحققين لم يلقوا القبض على أحد حتى نهار أمس. وأعلنت شرطة بوسطن بعد ظهر الأربعاء أنه «لم تجر أي اعتقالات خلافا لما نشر من معلومات تفيد بذلك». كما نفى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) حدوث أي اعتقالات، مشددا على ضرورة أن تتوخى الصحافة الحذر بسبب «العواقب غير المقصودة» التي قد تترتب عن «معلومات غير صحيحة». لكن مع تضارب المعلومات هرع مئات الصحافيين إلى محكمة بوسطن الفيدرالية تحسبا لمثول أي شخص في القضية وتم إخلاء المحكمة لفترة وجيزة بسبب إنذار خاطئ بوجود قنبلة، مما زاد من حدة التوتر.

وفي وقت لم تخرج فيه البلاد بعد من وقع صدمة تفجيري بوسطن، أعلنت وزارة العدل أول من أمس اعتقال رجل يدعى بول كيفن كورتيس يشتبه في أنه أرسل ثلاث رسائل تحتوي على سم الريسين إحداها موجهة إلى الرئيس أوباما. وأوضح مكتب التحقيقات قبل ذلك أنه «ليس هناك أي مؤشر على وجود رابط مع اعتداءي بوسطن» في قضية الرسائل المسمومة. وبعد ثلاثة أيام على أخطر اعتداء تشهده الولايات المتحدة منذ اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول)، لا يملك المحققون المكلفون التحقيق في تفجيري بوسطن دافعا ولا إعلان تبن، ولا أي ترجيح بين احتمالي بين الإرهاب الدولي أو المحلي. غير أنهم بات لديهم تصور أوضح لتركيبة العبوتين يدويتي الصنع اللتين انفجرتا في وسط بوسطن، حيث كان عشرات الآلاف متجمعين على طول مسار الماراثون. ونشر مكتب «إف بي آي» الذي طلب تعاون المواطنين، الأربعاء، 12 صورة لعناصر عثر عليها في الموقع، بينها أجزاء ممزقة من حقيبة سوداء وأجزاء من إناء ضغط استخدم في العبوة، إضافة إلى مسامير وكريات معدنية أضيفت إلى العبوة لزيادة مفعولها، وقسم من دائرة كهربائية. وتم جمع العبوتين في إنائي ضغط سعتهما 6 لترات، وعثر على غطاء إحداها على سطح فندق من ست طبقات قريب من الموقع، على ما أفاد صاحب الفندق.

ويقوم العديد من المحققين العاملين على القضية بمهمة هائلة ما بين تفحص العناصر التي تم جمعها في موقع التفجيرين والتدقيق في أشرطة كاميرات المراقبة والمعلومات التي أرسلها المواطنون وعددها يزيد على ألفي عنصر. وقال حاكم ماساشوستس ديفال باتريك، مساء الأربعاء «إنهم يقومون بذلك بطريقة شديدة المنهجية والدقة»، وحذر من أن «ذلك سيكون بطيئا»، داعيا الأميركيين إلى الصبر.

وانفجرت العبوتان بفارق 12 ثانية وعلى مسافة مائة متر تقريبا الواحدة من الأخرى قرب خط وصول ماراثون المدينة الشهير الذي شارك فيه هذه السنة 23 ألف شخص. وتمكن أكثر من مائة جريح من أصل نحو 176 من مغادرة المستشفى. غير أن هناك عشرة جرحى خضعوا لعمليات بتر، بعضهم بترت ساقاه الاثنتان بسبب عمق الجروح الناتجة عن المسامير والأجزاء المعدنية والكريات الفولاذية المستخدمة في صنع القنبلتين.