انفجار في مصنع للأسمدة بتكساس يخلف عشرات القتلى والجرحى

جاء متزامنا مع ذكرى حصار واكو واعتداء أوكلاهوما

رجال الإطفاء يبحثون عن ضحايا محتملين داخل شقق مدمرة قرب المصنع الذي طاله الانفجار في تكساس أمس (أ.ب)
TT

أدى انفجار قوي في مصنع للأسمدة قرب واكو بولاية تكساس جنوب الولايات المتحدة مساء أول من أمس إلى تدمير عدد كبير من المساكن المحيطة به وتسبب في سقوط عدد من القتلى ونحو 160 جريحا، حسب حصيلة رسمية أولى أعلنت أمس. وأكدت أجهزة الإطفاء أن سبب الكارثة لم يتحدد على الفور. وجاء الانفجار عشية الذكرى العشرين لانتهاء الحصار الذي فرض على طائفة في واكو، في عملية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، وذكرى اعتداء أوكلاهوما الذي نفذه أحد مؤيدي حركة الميليشيات اليمينية المتطرفة وقتل فيه العشرات أيضا.

وذكر شهود عيان لوسائل إعلام محلية أن الانفجار بعث كرة من النار عرضها حوالي ثلاثين مترا في الجو. وقال تومي موسكا رئيس بلدية مدينة ويست التي وقع فيها الانفجار وتضم 2500 نسمة إن «الأمر كان كما لو أن قنبلة نووية انفجرت». وبدوره، قال السرجنت و. باتريك سوانتون للصحافيين إن الحصيلة «تقدر في الوقت الحاضر بما بين خمسة قتلى و15 قتيلا»، مشيرا إلى أن مستشفيات المنطقة الثلاثة عالجت أكثر من 160 شخصا مصابين بجروح مختلفة، مضيفا أن هذه الأرقام يمكن أن تتغير.

وبعد ليلة منهكة، واصل رجال الإنقاذ أمس إدارة الأزمة في المنطقة بينما كانت النيران لا تزال مشتعلة في المصنع. وقال قائد شرطة واكو باتريك سوانتون إن نوعية الهواء بسبب الدخان السام في مكان الانفجار تبقى أحد همومنا، موضحا أنه قد تجري عملية إخلاء حسب اتجاه الرياح. وتجنبت تيريزا والاس وابنة شقيقتها الأسوأ في الانفجار لكنهما تلقتا أمرا بإخلاء منزلهما فجرا. وقالت إن «باب الكراج والمدخنة دمرا لكننا كنا في مكان آمن إلى أن جاءت الشرطة». وقد غادرت مع ابنة شقيقتها المنزل وحملتا القليل من الملابس للحصول على واحدة من آخر غرف الفندق المتوفرة في المكان. ولم تدرك تيريزا أنها لم تحمل معها بطاقة الائتمان ولا هويتها، لذلك تكفل رجل غريب بتسديد فاتورتها في الفندق. وقالت إن «ويست مدينة جيدة والجيران يتعاونون. علينا أن نتساعد لتجاوز» آثار هذا الانفجار.

وحاول رجال الإطفاء أمس تفقد كل منزل في المنطقة بحثا عن ضحايا محتملين. وكانت وسائل الإعلام الأميركية أوردت أرقاما متفاوتة لضحايا انفجار ويست. فقد أفادت شبكة «كي دبليو تي إكس» التلفزيونية المحلية نقلا عن مسؤول أجهزة الطوارئ في ويست جورج سميث، أن ما بين ستين وسبعين شخصا قتلوا وأصيب مئات آخرون بجروح في الانفجار. وردا على سؤال عن هذه الأرقام، قال الناطق باسم جهاز الأمن العام في تكساس د. ل. ولسون في لقاء مع صحافيين «لا أستطيع أن انفي أو أن أؤكد. هناك قتلى. العدد ليس نهائيا وقد يرتفع بسرعة. عمليات البحث جارية».

وتقرر إغلاق المدارس أمس واليوم الجمعة، كما أعلن المفوض مارتي كروفورد موضحا أن «المدرسة الثانوية تحترق». ووقع الانفجار قبيل الساعة الثامنة مساء الأربعاء في مصنع «ويست فيرتيلايزر». وأوضح المتحدث باسم أجهزة الإطفاء دون ييغر أن سبب الكارثة لا يزال مجهولا غير أنها قد تكون ناتجة عن الامونياك، مشيرا إلى أن «الانفجار كان قويا إلى حد تسبب باندلاع حرائق في المباني المجاورة».

وأثار استمرار الحريق مخاوف من انفجار خزان ثان. لكن السرجنت سوانتون قال إن رجال الإطفاء «نجحوا على ما يبدو في السيطرة على الحريق في الجزء الذي يقع فيه الخزان الثاني». ودمر نحو ثمانين منزلا في هذه المدينة الصغيرة التي يتحدر ثلاثة أرباع سكانها من تشيكيا، إلى جانب مبنى سكني ودار للمسنين. ونقل الجرحى إلى مستشفيات عدة في المنطقة.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن نوافذ الكثير من المساكن المجاورة تكسرت بسبب قوة الانفجار. وتحدث عدد كبير من الشهود عن قوة الانفجار. وقالت شيريل ماريس التي دمر منزلها ويشارك زوجها في إخماد الحريق، لشبكة «سي إن إن»: «لقد سقطت أرضا، كما لو أن الطريق انتفضت». وصرح شاهد آخر بيل بوهانان في واكو أن «كل المساكن في حوالي أربعة مجمعات دمرت في الانفجار». أما كريستال أنتوني، فروت أنها كادت أن تقتل مع ابنتها في الانفجار. وروى الشاهد جايسون شيلتون موظف الاستقبال في فندق قريب، لشبكة «دالاس مورنينغ»: «اندلع حريق صغير وامتزجت المياه بالامونياك ما أدى إلى انفجار مثل قنبلة أوكلاهوما». وأضاف «أقيم على بعد 300 متر وتحطم الزجاج في منزلي».

ويصادف اليوم الجمعة الذكرى العشرين لانتهاء حصار الذي فرض على طائفة ديفيديان في واكو، في عملية أسفرت عن سقوط 76 قتيلا. كما يصادف ذكرى اعتداء أوكلاهوما الذي نفذه أحد مؤيدي حركة الميليشيات اليمينية المتطرفة وقتل فيه 168 شخصا في مبنى حكومي في 19 أبريل (نيسان) 1995.