قادة طالبان في قطر يستبعدون إجراء محادثات سلام مع أميركا قريبا

طلبوا تبادل أسرى والاعتراف بالجماعة

TT

قالت مصادر من حركة طالبان الإسلامية إن زعماء الحركة الذين يقيمون في قطر لم يجروا محادثات بشأن السلام في أفغانستان مع مسؤولين أميركيين في الدولة الخليجية منذ أكثر من عام ولا يتوقعون أي محادثات قريبا. وتوجه فريق من مبعوثي طالبان إلى قطر في أوائل عام 2012 لبدء محادثات مع الحكومة الأميركية مما أولى أهمية أكبر لإجراء مفاوضات، قبل تسليم مسؤولية الأمن للقوات الأفغانية في عام 2014.

ومن بين الأعضاء البارزين في الوفد الموجود في الدوحة محمد طيب أغا المدير السابق لمكتب الملا محمد عمر زعيم الحركة.

وقالت مصادر مطلعة من طالبان لـ«رويترز» إنه بعد مضي أكثر من عام على المفاوضات التي جرت في مارس (آذار) عام 2012 لم تعقد أي اجتماعات أخرى. وكثير من زعماء طالبان المقيمين في قطر يقضون أوقاتهم فيما يبدو في متابعة أنشطتهم العائلية الخاصة.

وشوهد الكثيرون منهم في مراكز تجارية في قطر يدفعون عربات البضائع التي يشترونها ويجرون عربات أطفالهم.

وقال مصدر من طالبان طلب عدم نشر اسمه: «لم يحدث اتصال بيننا وبين الولايات المتحدة على الإطلاق طوال هذا العام».

وأضاف أنه لم يحدد موعد لاستئناف المحادثات ورفض الإدلاء بمزيد من المعلومات. ولم تحرز المحادثات بين الولايات المتحدة وباكستان وطالبان بشأن تسوية محتملة للوضع في أفغانستان تقدما يذكر في السنوات القليلة الماضية. وعلقت طالبان المحادثات في مارس 2012 قائلة إن واشنطن أعطت إشارات متضاربة إزاء عملية المصالحة الوليدة في أفغانستان.

وقال محمد همت المستشار بالسفارة الأفغانية في الدوحة لـ«رويترز»: «طالبان طلبت تبادل أسرى والاعتراف بالجماعة لكن على حد علمي لم تجر محادثات أخرى». وذكر أن المحادثات في الدوحة بين طالبان والولايات المتحدة عام 2012 جرت في منشأة عسكرية أميركية.

ولم يعقد المسؤولون الأفغان محادثات رسمية مع المتشددين الذين أطاح غزو قادته القوات الأميركية عام 2001 بحكومتهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) على الولايات المتحدة وإن أثبتوا صمودهم بعد حرب قامت أكثر من عشر سنوات. وقالت حكومة كابل أنها تريد بدء محادثات مع طالبان لإنهاء الصراع قبل رحيل القوات الأجنبية المقاتلة المقرر بحلول نهاية 2014.

وسافر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى الدوحة الشهر الماضي وأجرى محادثات مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في مسعى لتسريع فتح مكتب لممثلي طالبان في قطر حيث يمكن أن تجرى محادثات جديدة.

وكان كرزاي يعارض في بادئ الأمر خططا غربية بشأن فتح مكتب لطالبان في قطر خوفا من أن يعطي ذلك شرعية سياسية للحركة ويحد من سيطرته على توجيه أي محادثات مستقبلية. لكنه وافق على الاقتراح في أواخر 2011 تحت ضغط حلفائه.

وقال همت إن من الدول الأخرى التي عرضت استضافة المكتب تركيا.

لكن مسؤولا حكوميا أفغانيا على دراية بمحادثات السلام قال: إن السعودية لم تكن الخيار الأمثل إذ يعتقد أن تربطها علاقات قوية مع باكستان.

ويتهم المسؤولون الأفغان باكستان بمساندة طالبان أو السماح بوجود قادتها على الأراضي الباكستانية على أمل استغلال ذلك في التأثير على الأحداث في أفغانستان.