منتصر الزيات : «الاعلام الفلولى» نشأ وترعرع بعد الثورة ونجومه كانوا خداما لمبارك ونظامه

محامي الاسلاميين لـ«الشرق الأوسط»: دفاعي عن النجم باسم يوسف لم يكن صدفة

TT

على الرغم من أن منتصر الزيات يوصف بأنه محامي الأصوليين، لكن أكثر الجماعات الإسلامية هاجمته وأعلنت عليه العصيان، حتى الإخوان ناصبوه العداء،

ومكتب محامي الاسلاميين بعد التوسعة الفخمة والتجديدات، في وسط القاهرة بات بمثابة قبلة للاصوليين من جميع انحاء مصر. وفي لقاء خاص مع " الشرق الاوسط " لاكثر من لقاء 3 ساعات تجدد اللقاء مع محامي الأصوليين الأشهر، الاسبوع الماضي ، تحدث فيه عن الجدل الدائر بسبب دفاعه عن النجم باسم يوسف الذي يكيل عبر برنامجه " البرنامج " باسلوب كوميدي ساخر الانتقادات للرئيس محمد مرسي، وكذلك للاخوان الذين للهيمنة على مفاصل الدولة "، وكذلك ماطاله شخصيا من نقد وعتاب من كافة فرق الاسلاميين والسلفيين بسبب دفاعه عن الدكتور باسم يوسف .. وجاء الحوار على النحو التالي:

* ماريكم في محاصرة الإسلاميين لمدينة الإنتاج الإعلامي بـ6 أكتوبر والسماح لكم بالمرور ومنع الآخرين ؟

- المشكلة أن الإعلام يكيل بمكالين، حكمه في المسألة ليس واحدا ، ينسى محاصرات لمقر الرئاسة وينسى محاصرات مقر المركز العام للإخوان بالمقطم، ويفتح برامجه كلها وصحفه اليومية منها والأسبوعية لمحاصرة الإسلاميين لمدينة الانتاج بـ6 اكتوبر؟! رغم أنهما لا يستويان ، حجم العنف يختلف، فالذين حاصروا مقر الرئاسة يهينون رمز الدولة وينالون من هيبته ، يرمون زجاجات المولوتوف جهارا نهارا ويقذفون بالأحجار ويكتبون على جدار الاتحادية ألفاظا يعاقب عليها القانون، والذين حاصروا مقر الاخوان فعلوا نفس الشئ ، تم الاعتداء على أفراد ينتمون للإخوان اعتداءات قاسية لم ينتبه لها الإعلام الفلولى من قريب أو بعيد

أنا بالجملة ضد كل هذه الحصارات، وناشدت اخوانى الإسلاميين ألا يحاصروا مدينة الانتاج أو أحزابا ولو من باب سد الذرائع ، وحتى لا نمنح هؤلاء البكائين الرداحين فرصة تضليل الرأى العام، أما عن سماحهم بمرورى دون غيرى فهذا طبيعى جدا ، رغم أنهم عاتبونى لانتقاداتى التى يسمعونها منى أحيانا سواء للرئيس أو للإخوان إلا أنهم سمحوا لدخولى لأنى لا أزيف الحقائق ولا أشحن الرأى العام كذبا وزورا وبهتانا، ولا تنسى أننى دافعت عن الإسلاميين لسنوات طويلة في أظلم فترات مصر ولا بد أنهم يقدرون ذلك ويتفهمون انتقاداتى".

* ماتوصيفك للإعلام في مصر اليوم وانت أيضاً احد نجوم المحطات الخاصة .. بصراحة هل هناك قفز على الثورة من قبل الإعلاميين ؟

- لا ينبغى أن نضيق صدرنا بالإعلام والإعلاميين، علينا أن نتدرب في هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر على تحمل الرأى الأخر وتحمل النقد ولو كان قاسيا

لكن أكيد هناك ظاهرة نعيشها في مصر تتمثل في "إعلام فلولى" خاص رغم أنه نشأ وترعرع بعد الثورة وبعد الإطاحة بمبارك، مارس سياسة الخداع في الشهور الأولى للثورة بالإيهام أنه يناصرها لكن سرعان ما تحول ليصبح رأس حربة للثورة المضادة ويضخم الأخطاء ويؤلب قوى الثورة على بعضها البعض، اللافت أن هذه الفضائيات تأسست في فترة يصعب خلالها تأسيس فضائيات أو إصدار صحف خاصة، بعض نجوم هذه الفضائيات والصحف كانوا خداما لمبارك ونظامه ، بعضهم كان يتولى رسميا الترويج لحملة الرئيس مبارك!! والنهارده يقدموا أنفسهم على أنهم ثوار؟! المشكلة أيضا ان بعض الإعلاميين يتجاوزا حدود مهنتهم في إدارة الحوار بين الأراء وتحولوا هم إلى صناع للأحداث بيتصرفوا باعتبارهم طرف وهذا تجاوز للدور المهنى، أعتقد أن الصديق ضياء رشوان يقع عليه عبء ارساء القيم المهنية في أوساط الاعلاميين وإعادة تفعيل ميثاق الشرف الصحفى والإعلامى.

* فوجئت الناس بدفاعك عم النجم باسم يوسف هل كان وليد الصدفة. وهل تعجب بما يقدمه من برامج ونقد للحالة العامة في مصر؟

- أنا شخصيا لم أفاجئ بالضجة التى حدثت بعد حضورى مع باسم يوسف جلسة التحقيق الأولى، لأن المزاج العام في مصر يتأثر بالمناخ من حوله، الانقسام الحاصل في المشهد السياسى يترك أثره على كل العناصر المحيطة بالعمل السياسى حتى القانونى منه.

لا شك أنى أقدر كل عتاب الذين عاتبونى لحضورى جلسة التحقيق مع الاعلامى د. باسم يوسف أمام النيابة العامة، فقديما قالوا أبقاك من عاتبك، وأشكر غيرة كل غيور وصلنى صوته، وأتسامح مع الذين تجاوزوا النصح والعُتب إلى غير ذلك لكن اسمحوا لى أن أشير إلى أننى اعتدت تلقى مثل هذه الموجات الغاضبة، فلعل القراء يتذكرون دورى فى محاولة صنع مناخ يجفف الاحتقان ويوقف المواجهات المسلحة داخل مصر فى منتصف التسعينات، وقتها ارتفعت الاحتجاجت ضدى، وعندما اسهمت بدور فى تحقيق المراجعات للمواقف والأفكار وإعادة فهم الأولويات وقراءة قضايا فقهية حركية أيضا ربما وصلت الاتهامات إلى الدين والولاء لله والرسول والمؤمنين، وعندنا ناشدت الحركة الإسلامية الجهادية فى مصر أن يكون لها ذراع سياسى رميت بأحجار وحملة كراهية، الآن توجد عدة أحزاب اسلامية ربما تعددت أحزاب الفصيل الواحد داخل نفس الحركة ".

عندما دافعت عن باسم كنت أدافع عن قيمة الحرية، وأننا جميعا شركاء فيها، ودافعنا عن الجماعات الإسلامية سنوات طويلة من أجل حقها فى الحرية ، طبعا لم أشاهد كل حلقات باسم وفى الحلقة الواحدة لا اشاهدها بأكملها أشاهد أجزاء ، لكن القدر المتكرر الذى شاهدته يفصح عن استراتيجية البرنامج فهو ابتكر عربيا ومصريا نهج الكومديا السياسية الساخرة، هو يتعرض بالنقد الساخر لسياسات وأراء بعض الرموز والأحزاب والقيادات خصوصا فى الرئاسة أو الحزب الحاكم وجماعته التى أعنى بها الإخوان المسلمون ، وأرى أنه لا بد أن نتدرب على الحرية الرأى والرأى الأخر ".

ودفاعى لم يكن صدفة فمنذ أول حلقة باسم ، نقل لى صديق مشترك رغبة باسم فى دعمه قانونيا لو تعرض لمضايقات فوافقت ، فقد فهمت مراده وأسلوبه، قد لا أوافق على كل ما يعرض لكن أدافع عن حقه فى أن يقول حتى ما يتعارض مع فهمى أنا ، لكن بصفة عامة تعجبنى طريقته في النقد الساخر، وإذا كان كثيرين نقلوا لى استخدام باسم لحركات وإيحاءات جنسية فلا بأس أن ننصح له أن يتوقف عن مثل هذه الأمور حتى تتم الفائدة التى يسعى لتحقيقها.

اجتهد فى موقفى ومازلت عند قناعتى فإن أصبت فلى أجران وإن أخطأت فأجر إن شاء الله ".

* برنامجكم المقبل " فتحت الجلسة " على قناة الشعب هل يمكن ان تحدثنا عنه .. وما اهم الملفات التي سيتعرض لها .. وكيف تبتعدون للبرنامج التليفزيوني؟

- الحقيقة أنا قلق من هذه التجربة ، أنا لست مذيعا وتقديم البرامح مش صنعتى ، صحيح كنت قريب جدا من العمل الاعلامى طوال السنين اللى فاتت ، قدمت برنامج "عندما يأتى المساء" على قناة التحرير لمدة ثلاثة شهور ، أنا محام أعتز بمهنتى ووقتى تقريبا أسخرة لهذه المهنة العظيمة ، عرضت علىّ عروض كثيرة اعتذرت عنها لأنها تضعنى في القالب المعتاد لمقدمى البرامج

"في قناة الشعب" القائمين عليها مجموعة من الأصدقاء يفهموننى وطريقة تفكيرى لذلك افتقنا أن نقدم برنامج يتفق مع طبيعة عملى في كشف الفساد والدفاع عن المظلومين ، من هنا كان الاختيار "فتحت الجلسة" ليعطى هذا الأنطباع لأول وهلة ، سوف نتناول ملفات قضايا لم تحسم أو لم يتم تحقيقها ، يعنى سوف نناقش قضية المفقودين في العبارة السلام 98 مجموعة مواطنين كانوا على العبارة وليسوا ضمن الأحياء أو الأموات سنحقق في ظروف اختفائهم ، كمان اغتيال الدكتور علاء محيى الدين عام 90 وهو الناطق الرسمى للجماعة الإسلامية الذى قتله نظام مبارك مازال الفاعل مجهولا ؟ وكذلك وفاة المحامى عبد الحارث مدنى الذى مات أثناء تعذيبه في مباحث أمن الدولة وهكذا ملفات هامة سكت عنها سنتابع فتحها ومتابعة التحقيقات فيها ، المحاكمات العسكرية التى جرت لعدد من النشطاء الإسلاميين في التعسينات وبقاء بعضهم في المنفى حتى الآن، وفى الفقرة الثانية سنجرى حوار مع رئيس ، قد يكون رئيس دولة أو رئيس وزراء أو رئيس جماعة أو هيئة أو محكمة وهكذا أى رئيس بصفة عامة

* هل الرئيس مرسي من وجهة نظركم يغلب المصلحة العام للأهل والعشيرة على مصلحة جموع المصريين ؟ وهل الرئيس يغلب أهل الثقة على أهل الخبرة ؟

- أنا تشرفت بمعرفة الرئيس مرسى من وقت طويل، وهو رجل صالح أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله ومتواضع جدا، كان زاهدا في منصب الرئاسة لكن المنصب جاءه على غير رغبته، ليس لدىّ شك في أنه يعمل ويواصل العمل من أجل شعبه ، لكن أيضا أكيد يوجد خللا في طريقة أدائه ، لا اعتراض على انتماءاته للاخوان كلنا يعرف هذه العلاقة مسبقا ، نشأ في هذه الجماعة الكبيرة وتدرج في مناصبها وقدمته إلى الرئاسة بدعمها كأى حزب سياسى ينتمى إليه المرشح الرئاسى ، لكن المهم المسافة التى يجعلها الرئيس معيارا لعلاقته بكل طوائف شعبه ، هناك اشارات كثيرة صدرت من الرئيس اعطت هذا الإيحاء الذى كان موجودا لدى دوائر واسعة من قبل أن يمارس الرئيس مهامه ، فجاءت الممارسات لتؤكد المخاوف بدءا من عدم التزام الرئيس مرسى باتفاق "فيرمونت " الذى عقده مع رموز المعارضة المصرية خلال فترة الاعادة بينه وبين الفريق شفيق واتفق معهم على ست بنود أهمها على ما أذكر تكليف رئيس حكومة شخصية وطنية مستقلة وتأليف فريق مجمع رئاسى يضم تنوع كفاءات داخله من مختلف القوى وتعديل مكونات الجمعية التأسيسية فكانت صدمة لمن تحالفوا معه ، في الوقت الذى تسارعت فيه خطى تسكين "عناصر إخوانية" في مؤسسة الرئاسة وأيضا في الجهاز الإدارى للدولة ، هذا هو السبب الرئيسى في الاحتقان السياسى بين الرئاسة والقوى الوطنية التى كانت شريكة في الميدان في أثناء الثورة وما بعدها

نصحنا "الرئيس" حبا وكرامة ونصحنا حزبه وجماعته بضرورة توسيع المشاركة ومازلنا ننصح ، فهناك فرصة لم تزل سانحة في تكليف شخصية وطنية مستقلة رئاسة الحكومة على أن تكون حكومة ائتلافية تمهد لانتخابات برلمانية ، أعتقد لو اتخذ الرئيس هذا القرار سينتزع الاحتقان ويفتح الباب لتوافق وطنى.

* في رأيكم ماسر عدم تجاوب الشارع المصري مع الرئيس مرسي ؟

- نستطيع أن نقرأ تجاوب أو عدم تجاوب الشارع مع الرئيس من حجم المعارضة له ، فهل خرج الشعب ضد الرئيس؟ رغم كل محاولات جبهة الانقاذ دعوة الشعب للخروج كل جمعة تقريبا لم تخرج سوى مئات الألوف في بعض الأحيان لكنها تقلصت شيئا فشيئا ، الشعب لم يزل يرقب خطوات الرئيس ، والشعب أكثر وعيا من النخبة لأنه يعطى الرئيس فرصة التحرك جملة مش قطاعى ".

* ماسر ارتباك المرحلة الانتقالية لحكم الرئيس وهل فعلا هناك أياد تهدف لتقويض حكمه ؟

- انا أعتبر أن الرئيس مرسى نجح حتى الآن ، لأنه يحكم رغم الظروف الصعبة التى تواجهه ، رغم الانفلات الأمنى وتوتر العلاقة بينه وبين المؤسسة القضائية ، يعنى الرئيس يحكم والمؤسسة الأمنية جامحة متنازعة ، والمؤسسة القضائية ليست معه ، والفلول يعيثون في الأرض فسادا يدفعون الأموال للبلطجية ، القصد هو تعطيل الرئيس منعه من مواصلة عمله ، تخويف المستثمرين من استثمار أموالهم في مصر ، منع السياح من الحضور لمصر ، رغم كل ذلك الرئيس مرسى يحكم وهذا في حد ذاته نجاح ، طبيعى جدا في إثر كل ثورة أن يستمر الانفلات فترة من الوقت لكن الأمل أن ننجح كشعب متحضر في تجاوز الأزمة

* خلال ٣٠ عاما من حكم مبارك هل توقعت يوما وانت كاسلامي كنت تعاني أيضاً .. هل دار بخلدك ان الآية ممكن ان تنقلب وتنطلق بشائر الثورة ؟

- كانت أمنية بعيدة المنال ، طبعا لم أكن أتوقع ذلك نهائياً، سبحانه مالك الملك ، أكيد الله سبحانه وتعالي له حكمة من وراء ذلك ،وأن يكون المثل زاعقا للدنيا كلها (وينزع الملك) نزع الله ملك مبارك في 18 يوم رغم كل ماكان باديا فيما يطلق عليه الباحثين "الدولة العميقة" ، المتغير الذى حدث هو الشباب الذى تقدم ووثق الشعب فيه ، الشعب كان لا يثق في النخبة الفاسدة ، لكن لما وجد شبابه خرج دعمهم وخرج خلفهم ، ما يسعدنى أيضا هو حجم الحرية التى يتمتع بها الشعب ، لن نرجع مرة أخرى إلى الكبت والاستبداد ، ويسعدنى أيضا " الرقى " الذى يؤدى به اعضاء الجماعة الإسلامية عملهم السياسى عبر ذراعهم السياسى حزب البناء والتنمية، والحقيقة أنهم حتى الآن ضربوا مثلاً جيداً فى "الإيثار" وهم يتنازلون عن مقاعد فى الجمعية التأسيسية للدستور من أجل حل مشكلة فى التمثيل بين القوى السياسية المختلفة، وسبق وكرروا موقفهم هذا عند توزيع مناصب اللجان داخل مجلس الشعب السابق قبل حله، أيضا نضج السلفيين سياسيا وتطورهم فى وقت قياسى

* متي شعرت ان الثورة فعلا بدأت ؟

- انا ممن كانوا لا يتوقعون خروج الشعب في تلك المظاهرات التى دعى إليها الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى ، وفي يوم 25 يناير الساعة الثالثة عصراً كلمت سمير عمر مراسل قناة الجزيرة فى القاهرة وسألته عن الأوضاع فقال لي " أنزل بسرعة مصر بتتغير، فيه حوالى 3 آلاف متظاهر "، فهو اعتبر وجود 3 آلاف متظاهر إعجازاً لان هذا لم يحدث من قبل، ارتديت ملابسي وذهبت إلي نقابة المحامين ، كانت هناك مناوشات بين المحامين والأمن ، ثم تطور الأمر إلي معارك عنيفة فى منطقة ميدان الاسعاف وشارع رمسيس، وظللت فى هذه المنطقة حتى المساء بين كر وفر، كانت هناك معارك عنيفة بين شباب لا أعرفهم وبين جنود الأمن المركزى، كنت أسترجع عبارة سمير عمر لي "مصر بتتغير"، وبدا لى فعلا إن مصر تغيرت ، كنت مستمتعا بهذه الحشود كل يوم تواجدت بينهم أؤدى واجبى وسط الميدان بعيدا عن الميكروفونات والمنصات .

* ما تقييمك لأكثر من عامين من عمر الثورة و٨ شهور من عمر حكم الرئيس مرسي؟

- فترة زاخرة بالأحداث جدا ، لكن ما يهمنى أن أشير إليه هو مثالية شباب الثورة الذى تعرض لظلم كبير ، الشباب تنازل عن الحكم طوعا بمجرد تنحى الرئيس المخلوع مبارك ترك الشباب مكانهم بعد أن قاموا بنظافة الأماكن التى اعتصموا خلالها فترة الـ18 يوم وعادوا لبيوتهم ، هذه أكبر غلطة وقع فيها "شباب الثورة" تركوا المكان لتجار الثورة والنخبة الفاسدة عادوا مرة أخرى واحتلوا زمام القيادة ، المجلس الأعلى للقوات المسلحة أيضا تحمل مسئولية كبيرة قاموا بانجازات تحسب لهم بالتأكيد وأهمها تسليم السلطة للرئيس المنتخب ، لكنهم في الوقت نفسه وقعوا في أخطاء قاتلة ، الرئيس مرسى لم يحقق بعد أمانى الشعب المصرى في التنمية وتحسن المسار الإقتصادى واستمرار الانفلات الأمنى ، عليه أن يتخذ من الإجراءات التى تعيد الثقة فيه كرئيس لكل المصريين

* هل هناك حربا اليوم ضد الإسلاميين وضد الرئيس مرسي من قبل التيار الليبرالي؟

- هذا مما لاشك فيه ولا تخطئه العين، هناك صراع وجود بين مشروعين الإسلام السياسى والآخر هو المناقض له بمشروع ليبرالى لا دينى ، والغريبة أن دعاة الليبرالية يريدون من الإسلاميين أن يتخلوا عن مرجعيتهم ؟! يعنى أفهم أن قوى معينة تنزع عنها لباسها وترتدى ما تراه مناسبا وفى نفس الوقت تريد من الأخر أن يتنازل عن نظريته ومشروعه ، وهذه جرأة تدل على انهزامهم مسبقا امام الوجدان العميق للشعب المصرى في تدينه وحبه للإسلام ومن ثمّ اختياره لصاحب الشعار الإسلامى ، هؤلاء لا يريدون للرئيس مرسى أن ينجح ، ولا يريدون لجماعة الإخوان التى قدمت الرئيس أن تنجح حتى لا تتكرس علاقتهم بالشعب

*لكم مقولة سابقة تقول " حكم الإخوان جهاد وليس ترفا " هل مازالت على هذا القول.. وهل شعبية الإخوان تتآكل من وجهة نظركم ؟وما أبرز أخطاءهم في خلال فترة حكم مرسى؟

*أنا ممكن أختلف مع الاخوان فى أشياء كثيرة، لكن لابد أن أقف عند عطاءهم وتاريخهم ، فهي جماعة تعمل منذ 85 عاما تقريبا وكثيراً ما حاول " طغاة " أن يزيلوها أو يحطموها على مدى سنوات طويلة، حل وسجون وتعذيب ومحاكمات عسكرية، محاولات عديدة لتجفيف منابعها ، والجماعة مستمرة متماسكة، وانضمام أجيال متتالية للاخوان ليس ترفا ، بالعكس كان معناه التعرض للاتهامات والاعتداءات، ورغم ذلك نجح شيوخ الاخوان فى الحفاظ على هيكلة التنظيم، بل ونجحوا فى ضم شباب إليها فى كل العصور، أى أنه جهاد وليس ترفاً ، وصبرهم على كل ما لاقوه هو جهاد ، قدرتهم على التماسك حينما كان نظام مبارك يقع ونجاحهم فى التحرك كانت جهاداً ، لكن أنا كمواطن وكمنتسب للحركة الإسلامية لست مرتاحاً لطريقتهم فى إدارة الحكم ، وأتمنى أنهم يعبرون مرحلة انعدام التوازن، فالمواطنون يريدون منهم تنمية وتحسناً فى المسار الاقتصادى وخفض لمعدلات الفقر ، والاخوان فى مصر يمثلوا مدرسة الاعتدال والوسطية .. ولو فشلوا ستصبح كارثة ، والاخوان لم يسيروا فى طريق " اردوغان " في تركيا بعدما استفاد من أخطاء استاذه " اربكان " والذى تصادم مع كل القوى تقريبا ولم يمكث فى الحكم أكثر من 8 أشهر، ولذلك أتمنى أن يتداركوا أخطاءهم سريعاً . لكن من وجهة نظرى أهم أخطائهم انشغالهم بأخونة الدولة على حساب الانشغال بالتنمية وتحقيق أمانى الناس الاقتصادية والسياسية ، وغير قادر على تفسير أو تبرير انسداد أفق علاقاتهم بدول عربية مهمة مثل الامارات والسعودية ، والغريب أن هاتين الدولتين تحديدا قدمتا للإخوان فضائل عديدة أهمها النصرة لهم عندما طاردهم عبد الناصر فأقاموا فيها وتملكوا مشروعات وشركات وصاروا من الأثرياء فكيف تسوء علاقتهم بهم بعد الثورة ؟ ولقد كنا نشعر بحب السعودية لمصر والمصريين منذ تولى الملك فيصل رحمة الله عليه وموقفه العظيم أثناء حرب اكتوبر وتوظيف سلاح البترول لصالح مصر وكل من تولى حكم السعودية من بعده أعطى لمصر الكثير حبا وتقديرا لعطائها ودورها ومكانتها".

*خلال عهد مبارك كانت السجون مليئة بالمعتقلين الإسلاميين وانت المحامي الأشهر .. هل تربحت كثيرا من عملكم.. وكم أعلى اجر قضية حصلت عليه حتى الآن ؟ و كم قضية عملت فيها لوجه الله؟

- أرجوا الله سبحانه أن يأجرنى على ما فعلت ، ويتقبل منى ما عملت ولا يمكن أن أمن بعملى ودفاعى عن إخوانى ، ولا تنسى أن أهم مكسب حصدته من هذا العمل حب الناس الطيبين ورفع الذكر نعمة عظيمة أرجوا أن أكون ممن عناهم النبى صلوات ربى وسلامه عليه "تلك عاجل بشرى المؤمن" فهذا الحب والتقدير الذى ألمسه بين الناس هو المكسب الحقيقى والثروة التى حصدتها ، صحيح يؤلمنى أحيانا قول البعض أننى "اتصيت" أى ذاع صيتى من دفاعى عن الجماعات ولا أملك إلا أن اقول الغنم بالغرم ، فالحمد لله أنى نهضت في الوقت الذى تخلف فيه كثيرون ، قمت بالواجب يوم خاف كثيرون ، حملت رأسى على كفى ومضيت في طريقى في وقت صعب .

* هل رفضت من قبل الدفاع عن متهمين ألبسوا الجريمة ثوب الدين ؟

- لا أريد أن أشهر بأحد أو أعرض ، لكن رفضت كل قضايا استحلال أموال أبناء الطائفة المسيحية مثلا وسرقة محلات الذهب المملوكة لهم

* في خلية حزب الله التي دافعت فيها عن المتهم الأول سامي شهاب الدين.. ما تفسير هروبه بهذه السرعة بعد الثورة إلى البقاع ؟

- أنا دافعت عن قضية كان المتهمين فيها حوالى 20 مصريا ، دافعت عن دعم حركات المقاومة في فلسطين ، والذى دافع عن المتهم اللبنانى في المحكمة هو الدكتور سليم العوا ، أما عن هروب سامى شهاب فقد كان طبيعيا وسط حالة الانفلات التى حدثت ، بالتأكيد قدرات حزب الله قوية وعالية واستطاع شهاب فور خروجه ان يتصرف بحكمة ففى الوقت الذى سارع فيه المتهمين الفلسطينين دخول سيناء في تلك الظروف فتم القبض عليهم سريعا ، لكن شهاب دخل الى السودان ومنها الى لبنان

* هناك الكثير من العلمانيين والليبراليون يتوقعون سقوط الرئيس مرسي قبل انتهاء الـ4 سنوات ماتعليقكم؟

- تلك أمانيهم ، سيهزم الجمع ويولون الدبر ، ان شاء الله يفشل كيدهم ، والأهم طبعا أن ينتبه الرئيس مرسى واخوانه لأخطائهم ويراجعوا سياساتهم ، وأتمنى من حبات قلبى للرئيس مرسى التوفيق والنجاح في مهمته الشاقة لو كانت لى دعوة واحدة صالحة يمكن أن يقبلها المولى سبحانه أخص بها الرئيس مرسى بالتوفيق والسداد

* هل تخشى ان تكون مصر مقبلة على شتاء مظلم وطويل ؟

- أكيد تزايدت مساحة القلق والخوف من المستقبل ، والخوف من الفشل ، أخاف من ثورة الجياع لأنها لو وقعت ستأتى على الأخضر واليابس ، وإذا استمر الإخوان في اقصاء الأخر فإن النتيجة سوف تكون مؤلمة لهم ولنا ولكل فصائل التيار الإسلامى وللمشروع كله ولمصر نعوذ بالله من الفشل ومن الخذلان

* لمن تقرا.. وماالعمود الصحافي الذي تواكب على قراءته يوميا؟

- أحافظ على عمود الأستاذ الكبير فهمى هويدى والأستاذ وائل قنديل وعلى سماع خطبة الجمعة اسبوعيا للدكتور هانى السباعى أتابعها على النت وأجد فيها خيرا كثيرا.

* ماالاية القرانية التي ترددها دائماً؟

- ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب