متظاهرون يتوعدون إيران وحزب الله ويعزون في ضحايا بوسطن

اتهامات متبادلة بين النظام والمعارضة حول مقتل مسؤول حكومي

سوريون في محافظة إدلب يرفعون شعارات تعبر عن تضامنهم مع ضحايا تفجيرات بوسطن (أ.ب)
TT

في إدانة واضحة لموقف إيران وحزب الله المساند لنظام الرئيس بشار الأسد خرج السوريون أمس في مظاهرات تحت شعار «إيران وحزب الله، ستهزمون مع الأسد»، وسط استمرار المعارك بين القوات النظامية وكتائب الجيش السوري الحر في مختلف المناطق السورية، خصوصا في محافظات ريف دمشق وحمص وحلب.

ففي حمص، وسط البلاد، أفاد ناشطون من مدينة القصير بأن «الجيش الحر حصل على وثائق تثبت تورط حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام، وقد وجدت تلك الوثائق في مطار الضبعة في ريف القصير الذي سيطرت عليه كتائب الجيش الحر في القصير منذ يومين».

كما نقلت صفحات الثورة السورية نبأ مقتل حسين صلاح حبيب، والمعروف باسم الحاج حسين، وهو أحد قيادات النخبة في حزب الله بحسب ما أفاد به الناشطون.

وبرز بالأمس أيضا تطور أمني لافت في العاصمة دمشق، إذ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اغتيال مدير التخطيط في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو اللجنة العليا للإغاثة علي بلان خلال وجوده في أحد مطاعم حي المزة فيلات، غرب دمشق. وبحسب المرصد، فإن بلان اغتيل على يد مسلحين مجهولين اقتحموا مطعما في حي المزة الفيلات، أحد الأحياء الدمشقية الراقية والخاضع لحماية أمنية مشددة، وقاموا بإطلاق الرصاص عليه وأردوه قتيلا.

وسارعت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إلى اتهام ما سمتهم «إرهابيين» باغتيال مدير التخطيط في وزارة الشؤون الاجتماعية بدمشق، وذلك في إطار استهدافهم للكوادر والكفاءات الوطنية.

ويضم حي المزة عددا من السفارات والمباني الحكومية ومقار لمراكز أمنية، وشهد الحي في وقت سابق اشتباكات وقصفا متبادلا، لكنه ما زال يتمتع بحماية أمنية كثيفة من القوات النظامية.

بدورها، وضعت المعارضة السورية الحادث في إطار «العمليات الإرهابية» التي ينفذها نظام الأسد، وقال عضو الائتلاف المعارض والمجلس الوطني، سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن «نظام الأسد في أكثر من محافظة سورية يجري عمليات تصفية لمعارضيه أو للشخصيات التي تفكر بالانشقاق عنه، مشيرا إلى وجود مناخ مساعد على تنفيذ هذه التصفيات، لا سيما بعد إعلان جبهة النصرة، المتشددة، مبايعتها لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة».

من جانب آخر، لا تزال الاشتباكات محتدمة في ريف دمشق، لا سيما في منطقة السيدة زينب بين مقاتلي الجيش الحر ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس، وقد أعلن اللواء أمس عن إصابة أحد قياداته وهو أبو جعفر الأسد.

وميدانيا أيضا، أكد «الجيش الحر» أن كتائبه قصفت مواقع للقوات النظامية في سيدي مقداد، جنوب دمشق، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط بلدة جديدة عرطوز، غرب العاصمة. ووفقا للجان التنسيق المحلية تجدد القصف على أحياء دمشق الشرقية جوبر والقابون وتشرين، كما تعرضت معضمية الشام التي شهدت في الوقت نفسه اشتباكات عنيفة أثناء محاولة لاقتحامها، وفق ما قالت شبكة «شام» الإخبارية. وشمل القصف أيضا السبينة ويبرود، وكذلك الزبداني التي انشق فيها 5 عسكريين، حسب ناشطين.

وفي درعا، وقعت اشتباكات في محيط بلدة بصر الحرير بدرعا، حسب شبكة «شام»، في حين أفادت لجان التنسيق بأن حريقا نشب في كتيبة النقل التابعة للقوات النظامية بالبلدة بعد استهدافها من قبل عناصر الجيش الحر.

وفي المنطقة الشرقية، قال ناشطون إن القوات النظامية قصفت الأحياء الخاضعة للجيش الحر في دير الزور، كما قصفت بلدة موحسن انطلاقا من مطار دير الزور الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أسابيع. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بحدوث «انفجارات عدة هزت مطار دير الزور العسكري جراء استهداف مقاتلي الكتائب المقاتلة للمطار بقذائف الهاون»، مضيفا أن معلومات وردت عن تسبب القذائف «بانفجار طائرة مدنية يعتقد أنها تحمل ذخيرة للمطار مما أدى لاشتعالها وإحداث ضرر في المطار والطائرات الحربية المجاورة لها».

وفي حلب، تحدث مركز حلب الإعلامي عن اشتباكين في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب، كما أفاد ناشطون عن قصف استهدف مطار الميغ العسكري. وقالت لجان التنسيق إن معارك وقعت بين بلدتي نبع صخر وبير عجم بالقنيطرة. وعلى صعيد المظاهرات، وجه ناشطون سوريون أمس تعازيهم إلى الشعب الأميركي بعد سقوط ضحايا في تفجيري مدينة بوسطن، مذكرين بأن حوادث مماثلة وسقوط ضحايا يتكرر يوميا في بلادهم الغارقة في نزاع دام منذ عامين. ورفع متظاهرو بلدة كفر نبل في محافظة إدلب، شمال غرب، لافتة بالإنجليزية كتب فيها «تفجيرات بوسطن هي المشهد الحزين لما يحصل يوميا في سوريا. تقبلوا تعازينا». وحمل قرابة عشرين شابا اللافتة أمام مبنى مدمر في شكل شبه كامل.

وفي حي الوعر بمدينة حمص كتب المتظاهرون: «تحرير مطار الضبعة صرخة في وجه الطغاة. إن أحفاد خالد إذا اتحدوا تكسرت تحت أقدامهم جماجم العتاة الظالمين».

وتتهم المعارضة السورية إيران بإمداد نظام الرئيس بشار الأسد بالسلاح والمال، كما تبرز أدلة بشكل شبه يومي عن اشتراك حزب الله في القتال إلى جانب الأسد، خاصة في منطقة السيدة زينب في محافظة ريف دمشق ومنطقة القصير في محافظة حمص، على الحدود مع لبنان.