مصدر إسرائيلي لـ «الشرق الأوسط»: الكيماوي استخدم في سوريا.. وقواعد اللعبة ستتغير

تل أبيب تطلب من الغرب التعامل بجدية مع الملف

TT

رحبت إسرائيل بقرار الإدارة الأميركية التحقيق في مزاعم استخدام نظام الرئيس بشار الأسد لأسلحة كيماوية في حربه ضد المعارضة المطالبة بإسقاطه، وقال مصدر سياسي في تل أبيب إن التحقيق في هذه المسألة بات ضروريا، حتى يعرف مصير هذه الأسلحة وهوية الجهة التي تستخدمها.

وأكد المصدر، في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «الأسلحة الكيماوية قد استخدمت بالفعل في سوريا»، مضيفا أن ما هو غير مؤكد حتى الآن هو مدى استخدام هذا السلاح والجهة التي تستخدمه. وأضاف المصدر، أن «التحقيق في هذا الموضع ينبغي أن يكون جديا لأن هذا الاستخدام سيغير قواعد اللعب في المنطقة ويهدد بأخطار كبيرة تتعدى الحدود السورية».

وكان مسؤول أميركي كبير قد قال، أول من أمس، إن مسؤولي المخابرات الأميركية (سي آي إيه) يحققون في احتمال أن أسلحة كيميائية ربما استخدمت في سوريا بشكل محدود رغم عدم وجود توافق في الآراء حتى الآن والحاجة إلى تحاليل إضافية. وأضاف المسؤول الأميركي الكبير، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن «هناك حاجة إلى مزيد من المراجعة».

وسبق لإسرائيل أن توجهت إلى عدة دول في الغرب، وكذلك إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بالتحقيق في هذه المسألة منذ الشهر الماضي. وفي حينه، رأت أن سوريا تمتلك أضخم ترسانة من الأسلحة الكيماوية في العالم، وأن هناك خطرا بأن تتسرب هذه الأسلحة إلى جهات غير مسؤولة. وهددت بالتدخل المباشر لتدمير أي قوة تحمل هذه الأسلحة.

وأعربت إسرائيل عن رضاها من أخذ الموضوع بجدية في الغرب. لكن دبلوماسيين ومسؤولين في الأمم المتحدة أوضحوا أن المناقشات بين سوريا والأمم المتحدة بشأن تحقيق للأمم المتحدة في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية وصلت إلى طريق مسدود منذ أكثر من أسبوع بسبب رفض الحكومة السورية السماح للمفتشين بزيارة أي مكان باستثناء حلب.

ووجهت كل من بريطانيا وفرنسا رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشهر الماضي لحثه على ضمان أن يذهب المفتشون أيضا إلى حمص، حيث وقع هجوم مزعوم آخر بالأسلحة الكيماوية في ديسمبر (كانون الأول) وربما إلى دمشق. وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، إن بريطانيا وفرنسا قدمتا لمكتب بان كي مون ما تعتقدان أنها أدلة قوية على استخدام الأسلحة الكيماوية في حمص.

وقالت المصادر الإسرائيلية، إن وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، الذي التقى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في أول زيارة له إلى البنتاغون، وناقش معه قضية تدهور الوضع في سوريا، سيبحث الموضوع مع المسؤولين الإسرائيليين أيضا في الزيارة التي ستبدأ اليوم إلى تل أبيب.

تجدر الإشارة إلى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، اتهموا نظام الأسد نهاية الشهر الماضي، باستخدام أسلحة كيماوية بواسطة إطلاق صاروخ يحمل غاز أعصاب من نوع «سارين» في مدينة حلب. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، في حينه، إن التقديرات في إسرائيل هي أن «الأسد انتقل إلى استخدام السلاح الكيماوي».

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يواجهون صعوبة في معرفة من أطلق الصاروخ الكيماوي وما إذا كانت فصائل في المعارضة أم جيش النظام السوري. ولكنها تقدر أنه لا يوجد بحوزة المعارضة حتى الآن مواد كيماوية كالتي أطلقت في حلب «كما أنه ليس معروفا أن المتمردين استولوا على مخزن صواريخ أو قذائف تحمل أسلحة كيماوية».