المتحدث باسم جيش جنوب السودان لـ «الشرق الأوسط»: إطلاق سراح أحد قادة الجيش الشعبي

مقتل جندي من قوات حفظ السلام في دارفور بهجوم مجهولين

TT

قالت القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إن أحد جنودها قتل، أمس، وجرح اثنان آخران في هجوم نفذه مجهولون على قاعدة «مهاجرية» في شرق دارفور، وكانت الحكومة السودانية قد ذكرت أنها قد استعادتها، الأربعاء الماضي، في وقت كشف مسؤول في جيش جنوب السودان عن إطلاق سراح أحد قادته السابقين من سجن استمر لـ3 سنوات في جوبا.

وقالت الناطقة باسم القوة عائشة البصري، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن أحد جنود القوة المشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي قد قتل، وإن جنديين آخرين قد أصيبا في هجوم شنه مجهولون على قاعدة «مهاجرية» في جنوب دارفور، ولم يذكر البيان جنسيات الضحايا، حيث تضم البعثة جنودا من دول مختلفة، أغلبها أفريقية، وتشهد مناطق كثيرة في السودان تصعيدا عسكريا في الآونة الأخيرة، لا سيما في دارفور وجنوب كردفان، وكانت الخرطوم قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أن قواتها استعادت بلدتي مهاجرية ولبدو القريبتين من نيالا عاصمة جنوب دارفور، ثاني أكبر مدن الإقليم، وتحدثت تقارير القوة المشتركة عن عمليات قصف جوي في منطقة مهاجرية، وقالت هذه التقارير إن نحو 36 ألف شخص احتموا من القتال بمقار البعثة في بلدتي مهاجرية ولبدو.

ويشهد إقليم دارفور اضطرابا منذ أكثر من 10 سنوات في حرب أهلية تقول الأمم المتحدة إن ضحاياها تجاوزوا 300 ألف قتيل وأكثر من مليوني نازح ولاجئي، وأصدرت المحكمة الجنائية مذكرات اعتقال ضد مسؤولين سودانيين، في مقدمتهم الرئيس السوداني عمر البشير، لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب.

من جهته، أعلن مصطفى تمبور المتحدث العسكري باسم حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد محمد نور أحد فصائل الجبهة الثورية المعارضة، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، عن سيطرتها على قاعدتي شطاية وكايليك، في جنوب دارفور، وأنها قتلت 17 من القوات الحكومية، وقال إن قواته استولت على عدد من العربات والأسلحة والذخائر، مشيرا إلى أن قواته هاجمت القاعدتين العسكريتين أول من أمس الخميس، وقال إن الجيش السوداني قام بقصف جوي عشوائي دون أن تحدث خسائر وسط قوات الحركة.

ولم يتسنّ الحصول على رد فوري من المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية حول هذه المزاعم.

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية قطاع الشمال ارنو لودي لـ«الشرق الأوسط» إن القوات المسلحة السودانية قصفت بطائرة «انتنوف» مناطق الدبكر، وأصابت 4 مواطنين، بينهم 3 أطفال، وأضاف أن الطائرات قصفت مدينة كاودا في جنوب كردفان، التي يعتقد أنها معقل الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في شمال السودان، وتوعد بأن ترد قواته بقوة على اعتداءات القوات الحكومية ضد المدنيين في الزمان والمكان المناسبين (على حد تعبيره) مجددا تمسك حركته بالتفاوض مع الخرطوم عبر الوسيط الأفريقي، ووفقا لقرار مجلس الأمن الدولي بالرقم 2046، وأنها على استعداد للتوصل إلى اتفاق وقف عدائيات لأغراض إنسانية وتوصيل الطعام والمساعدات إلى النازحين، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها.

إلى ذلك، كشف المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اقوير لـ«الشرق الأوسط» عن إطلاق سراح تلفون كوكو أحد كبار الضباط في الجيش الشعبي، وهو من أبناء منطقة جبال النوبة، الذي كان قد اعتقل قبل أكثر من 3 سنوات من السجن في جوبا: «قد أطلقنا سراحه وهو الآن حر طليق»، وأضاف: «لقد كان في السجن لمدة 3 سنوات، ولكن الآن يمكنه أن يختار وجهته».

وكانت السلطات السودانية قد طالبت مرارا بإطلاق سراح كوكو بعد استقلال جنوب السودان، الذي كان يحارب إلى جانب الجيش الشعبي طيلة سنوات الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 22 عاما بين متمردي الجيش الشعبي والقوات الحكومية، ووقع الطرفان اتفاقية السلام في نيفاشا (كينيا) عام 2005، وهي التي أقرت حق تقرير المصير للجنوبيين، الذين صوتوا للانفصال في عام 2011، واستقلوا بدولتهم، وكان كوكو قد تم سجنه لمخالفات عسكرية، بحسب جوبا.

وقال اقوير إن اتفاقية الترتيبات الأمنية بين بلاده والسودان، بشأن المنطقة منزوعة السلاح قد دعمت الاستقرار في الحدود، مؤكدا أن القوات السودانية لم تنسحب بشكل كامل من منطقة كافيا كانجي في غرب بحر الغزال، وكشف عن تقديم حكومة بلاده بشكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي حول الاعتداءات التي تعرضت بها منطقة كير اديم، في شمال بحر الغزال من قبل الخرطوم، لكنه عاد وقال إن الأوضاع الأمنية على حدود البلدين جيدة.

وأضاف: «لكننا نطالب بضبط التفلتات التي تقوم بها قبيلة المسيرية السودانية في منطقة أبيي»، وتابع: «الأوضاع بين السودان وجنوب السودان ستكون أفضل دون حياكة المؤامرات».

واعتبر اقوير أن التغيير الذي حدث في دولة أفريقيا الوسطى، التي تجاور بلاده قبل شهر سيكون له انعكاسات فيما يخص محاربة جيش الرب للمقاومة الأوغندي، الذي ينشط في تلك الناحية، وقال: «ننتظر ما ستسفر عنه تشكيلة الحكومة الجديدة في بانغي، وسنرى ما إذا كانوا سيتعاونون معنا للقضاء على جيش الرب، الذي يتحرك في تلك الناحية حتى ولاية غرب الاستوائية وغرب بحر الغزال»، مشيرا إلى اتفاق التعاون العسكري بين دول جنوب السودان؛ الكونغو الديمقراطية وأوغندا وأفريقيا الوسطى، للقضاء على قوات جيش الرب بقيادة جوزيف كوني، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.