نهار طويل في بوسطن تعقبا للشقيقين الشيشانيين مفجري الماراثون

الشرطة قتلت تاميرلان وتبحث من منزل إلى آخر عن شقيقه جوهر.. وأوباما يجتمع مع فريقه الأمني لمناقشة التطورات

جوهر تسارناييف أثناء حفل تخرجه في ثانوية «كمبردج ريندج» (أ.ب)
TT

قتلت الشرطة الأميركية أحد المشتبه بهما في التفجيرين اللذين وقعا يوم الاثنين قرب خط النهاية في ماراثون بوسطن خلال تبادل لإطلاق النار حدث خلال عملية مطاردة أمس، بينما تواصلت عملية بحث من منزل إلى آخر عن شقيقه المشتبه به الثاني في ضاحية ووترتاون ببوسطن بعد ليلة دامية شهدت إطلاق نار وتفجيرات في الشوارع. وحددت مصادر متطابقة هوية القتيل بأنه تاميرلان تسارناييف، 26 سنة، وشقيقه الهارب بأنه جوهر تسارناييف، 19 سنة.

واجتمع الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بايدن وفريق الأمن القومي في غرفة العمليات في البيت الأبيض لمتابعة تطورات عملية مطاردة المشتبه به في تفجيرات بوسطن. وضم الفريق مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت مولر، ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، ووزير الخارجية جون كيري، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان وغيرهم من مستشاري شؤون الأمن والإرهاب. وفي إجراء لم يسبق له مثيل في تاريخ بوسطن، أعلنت شرطة المدينة وقف كل المواصلات، وإغلاق كل المكاتب والمؤسسات. وركزت الشرطة على حي ووترتاون، حيث يعتقد أن الأخ الهارب موجود فيه، وأمرت كل الناس بعدم الخروج من منازلهم، وألا يفتحوا أبواب منازلهم لأي شخص ما لم يكن من الشرطة. وقبل إعلان الاسمين، قالت مصادر في الشرطة إن اسمي المشتبه بهما يشيران إلى أنهما من أصول شيشانية. وكانت الشرطة قد نشرت صورا لهما التقطت قبل الانفجار. وأطلقت عليهما اسم «المشتبه به الأول الذي يرتدي قبعة سوداء» (تاميرلان)، و«المشتبه به الثاني الذي يرتدي قبعة بيضاء» (جوهر).

وقالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن جوهر يعيش في مدينة كمبردج (ولاية ماساتشوستس) عبر نهر شالز من مدينة بوسطن، حيث جامعة هارفارد. وبثت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية مقابلات لأشخاص قالوا إنهم زملاء لجوهر في كلية محلية، وإن جوهر كان يريد أن يصبح مهندسا، وإنه قدم إلى الولايات المتحدة منذ سنوات مع عائلته. وكتب إيد ديفيس، مدير شرطة بوسطن، على حسابه في موقع «تويتر» أن جوهر «رجل مسلح وخطير وهارب». وذكرت صحيفة «بوسطن غلوب» أن الشرطة كانت تحاصر نهار أمس منزلا في مدينة ووترتاون، وسط انتشار للشرطة وسيارة مصفحة وفريق شبه عسكري يضم عناصر متخصصة في العمليات.

وقبل الاشتباك مع الشرطة الذي قتل فيه الأخ الأكبر، كان الأخوان اشتبكا مع شرطي في منطقة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) الذي يقع بالقرب من جامعة هارفارد، وقتلا رجل شرطة يعمل في المعهد، ثم خطفا سيارة من صاحبها، واعترفا لصاحبها، قبل إطلاق سراحه، أنهما منفذا تفجيري سباق الماراثون. ونقلت صحيفة «بوسطن غلوب» على لسان طبيب في مستشفى «بيث إسرائيل» في بوسطن أن الأخ الأكبر وصل إلى المستشفى مصابا بتوقف في وظائف القلب و«آثار إصابات أكثر من مجرد إصابات طلقات رصاص». وقالت مصادر إخبارية إن الأخ الأكبر كان أخفى متفجرات داخل جسمه، إلا أن الطبيب رفض أن يتحدث عن ذلك، وقال إن رجال الشرطة هم الذين سيشرحون التفاصيل للصحافيين. وقالت المصادر إن وضع الأخ الأكبر لمتفجرات في جسمه جعل الشرطة تزيد الحذر في ملاحقة الأخ الأصغر، وتحذر المواطنين من أنه «خطير جدا». وفي الساعات الأولى من صباح الجمعة، أعلن مدير عام مؤسسة النقل والمواصلات لمدينة بوسطن إيقاف جميع وسائل المواصلات في المدينة أمس، بناء على طلب من الشرطة، كما أعلن رئيس جامعة هارفارد إغلاقها بدواعي الحفاظ «على الأمن العام»، وذلك في إطار جزء من البحث الذي تجريه الشرطة للعثور على المشتبه به جوهر. كما أغلقت بقية الجامعات والمدارس في المنطقة.

في غضون ذلك، ذكر رجل قدم نفسه أمس على أنه والد الشقيقين تسارناييف، أن ولديه بريئان واتهم أجهزة الاستخبارات بالإيقاع بهما. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن الوالد أنزور تسارناييف من محج قلعة، عاصمة داغستان، قوله «في رأيي أن أجهزة الاستخبارات أوقعت بولدي لأنهما مسلمان متدينان». وأضاف: «لماذا قتلوا تاميرلان؟! كان يمكن أن يقبضوا عليه حيا». وتابع الرجل: «الصغير يختبئ الآن. كنا ننتظر وصولهما لقضاء الإجازة»، موضحا أن جوهر يدرس الطب في الولايات المتحدة. وقال «الآن لا أدري ماذا سيحدث». وتحدث شخص آخر يدعى رسلان تسارني، وقدم نفسه على أنه خال الشقيقين، قائلا من بوسطن، إن المشتبه بهما شبا في قرغيزستان ووصلا إلى الولايات المتحدة قبل ثماني سنوات. وقال الرجل الذي كشف أنه تحدث الخميس مع الشقيق الأكبر تاميرلان: «أنا هنا منذ عشر سنوات. لقد وصلا بعدي بسنتين». وقال تسارني بشأن اعتداء بوسطن «أنا آسف لكونهما قاما بهذا العمل» الاثنين، مضيفا أن «هذا جنون، أمر غير معقول لا أصدقه. عندما سمعت بالنبأ على التلفزيون تساءلت ما إذا كان ذلك ممكنا».

يذكر أن صفحة جوهر على الإنترنت تتضمن روابط كثيرة مع مواقع إسلامية، بعضها يدعو لاستقلال الشيشان. ويعرف جوهر نفسه بأن عمره 19 سنة، وأنه تخرج في عام 2011 من مدرسة «كمبردج ريندج»، وهي مدرسة ثانوية في كمبردج. وكان تلقى درس المدرسة الابتدائية في مخاشخالا، عاصمة داغستان،، وهو يتحدث اللغات الإنجليزية والروسية والشيشانية.

وفي صفحته على الإنترنت، في قسم «نظرتي إلى العالم»، كتب: «الإسلام»، وفي قسم «أهدافي الشخصية»، كتب: «وظيفة وثروة».