انتهاء إجراءات انتخاب الرئيس الإيطالي.. ورومانو برودي الأوفر حظا بالفوز

اليسار حول رهانه إلى المبعوث الدولي للساحل في اليوم الثاني من الاقتراع في البرلمان

أليساندرا موسوليني (يسار) من حزب حرية الشعب تشير بيدها بغضب إلى رئيسة مجلس النواب لورا بولديني خلال عمليات اختيار رئيس للجمهورية، في البرلمان بروما أمس (رويترز)
TT

بينما كان مقررا أن تنتهي مساء أمس جولات انتخاب رئيس للجمهورية الإيطالية من قبل «الناخبين الكبار» في البرلمان، طرح اسم رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق والمبعوث الدولي الحالي للساحل الأفريقي، باعتباره المرشح الأوفر حظا. وتعززت فرص برودي بعدما طرح اسمه، من قبل اليسار في اليوم الثاني من إجراءات الاقتراع.

ولم يسفر التصويت صباح أمس عن نتيجة، إذ بنحو 500 بطاقة بيضاء كما قرر اليسار أن يصوت، أو ملغاة من أصل 1007 ناخبين، لم يحصل أي من المرشحين على أغلبية الثلثين المطلوبة. لكن محللين توقعوا إزالة الغموض في التصويت الرابع الذي كان مقررا مساء أمس حيث لا يتطلب الأمر أكثر من الأغلبية المطلقة (504 أصوات).

وبعد فشله في إنجاح الديمقراطي المسيحي والنقابي السابق فرانكو ماريني الذي حظي بموافقة مشتركة مع اليمين البرلسكوني في تصويتي الخميس، حصل زعيم اليسار بيار لويدجي برساني صباح أمس على الضوء الأخضر من حزبه الديمقراطي لدعم رئيس المفوضية الأوروبية السابق برودي.

وصرح برساني للناشطين المرحبين بأن ترشيح الرجل الذي قاد الحكومة مرتين (1996-1998 و2006-2008) «يستجيب لمطلب البلاد». لكن هذا الإعلان أدى إلى استنفار معسكر رئيس الحكومة السابق سيلفيو برلسكوني ولا سيما أن برودي كان الوحيد الذي هزمه مرتين في حياته السياسية المستمرة منذ 18 عاما. وصرح مساعد برلسكوني بأن «الحزب الديمقراطي أبرم معنا في البدء اتفاقا حول ماريني لكنه لم يستطع أو لم يرد احترامه. برودي هو خيار خلافي». وقال المقرب من برلسكوني ريناتو برونيتا إن «رومانو برودي رجل يثير الانقسام. الشيوعيون فعلا لا يتعلمون». وللفوز برهانه يفترض أن يحصل برساني الذي يمكنه الحصول على 495 من أصوات كبار ناخبي اليسار، على 9 أصوات أخرى مما قد لا يكون أمرا صعبا.

أما حزب 5 نجوم برئاسة النجم الهزلي السابق بيبي غريلو فأكد أنه سيدعم «حتى الدورة الرابعة» ستيفانو رودوتا الذي اختاره الناشطون في تصويت مسبق على الإنترنت. وقد حصل رودوتا على 250 صوتا في التصويت الثالث صباح أمس، أي أكثر من أصوات البرلمانيين الـ163 الذين يمثلون حزب غريلو.

وكان برودي على لائحة من عشرة أسماء تم انتقاؤها من قبل ناشطي الحركة خلال تصويت على الإنترنت. وأثار قرار اليسار عدم دعم رودوتا غضب حركة 5 نجوم والكثير من النواب والناشطين المنتمين إلى الحزب الديمقراطي الذين لم يتفهموا رفض الحزب دعم أول رئيس للحزب اليساري الديمقراطي الذي أنشئ عام 1991 على أنقاض الحزب الشيوعي الإيطالي.

وتحدث مدير صحيفة «لا ستامبا» ماريو كالابريزي عن «كارثة تطل من بعيد» لوصف الفوضى التي أحاطت بالاختيار والخلافات ثم الفشل في ترشيح ماريني. وقال «إنها نتيجة عدم الشجاعة وعدم وجود أفكار لامعة وواضحة ومعلنة بشكل مقنع ولذلك أيضا لم يفز الحزب الديمقراطي بالانتخابات».

وانتهت الانتخابات التشريعية بالفعل إلى معادلة مستحيلة حيث يملك اليسار الأكثرية المطلقة في مجلس النواب لكن ليس في مجلس الشيوخ المقسوم إلى ثلاث كتل متساوية النفوذ: اليسار واليمين البرلسكوني و5 نجوم. واعتبر المحلل السياسي والكاتب في موقع «هافينغتون بوست إيطاليا» فرنشيسكو مارتشيانو أن التصويت الرئاسي يشكل «من بين الأسوأ في تاريخ إيطاليا»، وأنه «يجري في بلاد بلا حكومة فعليا ومع أحزاب عاجزة عن الاتفاق على أي شيء».

وأتى ترشيح ماريني نتيجة تسوية بين يسار برساني ويمين برلسكوني على أمل تشكيل حكومة ولو بأقلية. لكن هذا الاتفاق الذي اعتبره قسم من الحزب الديمقراطي اتفاقا مع الشيطان أثار غضب شباب الحزب الذين انهالت عليهم رسائل الناشطين، إلى جانب رئيس بلدية فلورنسا ماتيو رنزي الطموح الذي يدعم برودي منذ بدء الترشيحات. ويزور برودي، 73 عاما، مالي في الوقت الراهن بوصفه مبعوثا للأمم المتحدة لمنطقة الساحل، ومن المقرر أن يعود إلى إيطاليا اليوم (السبت).

وشغل برودي منصب رئيس الوزراء في الفترة ما بين عامي 1996 - 1998 و2006 - 2008، ورئيس المفوضية الأوروبية في الفترة ما بين عامي 1999 - 2004.