تركيا تقدم مساعدات لغزة لأول مرة عن طريق إسرائيل

قفزة كبيرة في التعاون بين إسرائيل وقطاع غزة حتى خلال الهجوم الأخير

TT

كشف تقرير إسرائيلي رسمي أن التعاون مع قطاع غزة قفز بنسبة عالية في السنة الماضية عن السنة التي سبقتها. وعلى الرغم مما يبدو في الظاهر من عداء وتبادل إطلاق الصواريخ والغارات، فإن حركة التنقل بين إسرائيل والقطاع زادت بنسبة 25 في المائة، وكذلك التبادل التجاري، وفي الوقت نفسه، أرسلت تركيا لأول مرة دفعة من المساعدات الإنسانية عن طريق إسرائيل.

وجاء في التقرير الصادر عن الحكومة الإسرائيلية والموجه إلى السفارات الأجنبية في تل أبيب، أنه، في سنة 2012، ارتفع عدد العابرين بين إسرائيل والقطاع من 49 ألفا إلى 61، بينهم 17569 فلسطينيا دخلوا إسرائيل لتلقي العلاج الطبي، منهم 9100 مريض مزمن والباقون دخلوا في حالة طوارئ. ومنحت إسرائيل تصاريح زيارة لمواطنين عرب من إسرائيل (فلسطينيي 48) بنسبة تزيد على 40 في المائة عن السنة السابقة.

كما حصل ارتفاع في عدد المشاريع التي نفذت في قطاع غزة أو بوشر العمل بها، من 235 مشروعا في سنة 2010 إلى 338 مشروعا، تم تزويدها بالإسمنت ومواد البناء الأخرى من إسرائيل. وقد دخلت 15859 شاحنة تحمل مواد بناء من إسرائيل على القطاع في السنة الأخيرة، في حين دخله 11352 شاحنة في سنة 2011.

وارتفعت كمية الصادرات من قطاع غزة إلى الضفة الغربية عبر إسرائيل أيضا بنسبة 25 في المائة، وشملت 107 أطنان من البندورة و184 طنا من التوت و395 طنا من التمور.

وتم مد خط مياه من إسرائيل إلى القطاع يزيد كمية المياه بـ5 ملايين متر مكعب. وسمحت إسرائيل بإدخال 30 مليون لتر من الوقود القطري إلى القطاع. وتم تمرير 9 سيارات شحن محملة بحاويات غاز للطبخ والاستعمال البيتي، وذلك كقسم من قائمة طويلة من الطلبات التي قدمتها غزة مؤخرا، علما بأن إسرائيل تزود قطاع غزة بنحو 63% من حاجته إلى الكهرباء (14 في المائة من مصر و23 في المائة من إنتاج محلي).

وفي يوم الأربعاء الأخير، تم إدخال 400 شاحنة من إسرائيل إلى القطاع، برزت بينها 3 شاحنات تحمل بضائع مقبلة من تركيا، وتمت مرافقتها من رئيس منظمة الهلال الأحمر التركي، التي حوت 60 طنا من المواد الغذائية ورزم غذاء مغلقة.

وأشار ناطق إسرائيلي إلى أن هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها تركيا لقطاع غزة مساعدة مدنية، عن طريق إسرائيل وبالتنسيق معها، حيث وصلت المساعدات عبر سفينة تركية عن طريق ميناء أسدود، ومن ثم معبر كرم أبو سالم. وقد سمحت إسرائيل بعبور التبرعات التركية، باعتبارها «صفحة جديدة في العلاقات»، منذ أزمة أسطول الحرية في 2010. ففي حينه، كانت أنقرة ترفض الاعتراف بالتحكم الإسرائيلي في المعابر إلى قطاع غزة، وحاولت كسر الحصار عن طريق تجنيد حملة عالمية، وعندما أرسلت أسطول الحرية هاجمته إسرائيل، وقتلت 9 مواطنين أتراك وتسببت في أزمة شديدة في العلاقات.

وستبدأ محادثات بين البلدين في الأسبوع المقبل، من أجل دفع تعويضات إسرائيلية لعائلات الضحايا، والعودة بالعلاقات إلى سابق عهدها.