اشتباكات في حمص قرب الحدود اللبنانية والنظام يستهدف حافلة

مقتل أكثر من 100 في جديدة الفضل بعد انسحاب «الحر» منها

مقاتل من الجيش الحر يراقب أحد شوارع مدينة حلب (رويترز)
TT

تواصلت العمليات القتالية في عدة مناطق سورية أمس، خصوصا محافظتي ريف دمشق وحمص، وذلك بعد يوم دام وثقت فيه لجان التنسيق المحلية مقتل 138 سوريا بينهم 17 سيدة و26 طفلا، في جمعة «إيران وحزب الله ستهزمون مع الأسد». ودارت أقوى المعارك في قرى القصير، بمحافظة حمص، المحاذية للحدود اللبنانية، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 5 مقاتلين من الجيش الحر خلال اشتباكات مع اللجان الشعبية الموالية لقوات النظام يساندها حزب الله اللبناني في بلدة البرهانية. وكانت «اشتباكات عنيفة» تجددت منذ صباح أمس في قرى قادش والمنصورية والسعدية بريف مدينة القصير، بعد أن «تمكنت القوات النظامية من السيطرة على قرية الرضوانية في المنطقة»، بحسب المرصد.

من جانبها أفادت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» عن استهداف عناصر من «الجيش الحر» لـ«سيارة من نوع كيا، تابعة لحزب الله، وقتل كل من بداخلها»، مؤكدة «مقتل العقيد فائق شدود»، من دون أن تورد أي تفاصيل إضافية.

وكانت لجان التنسيق قد اتهمت حزب الله قبل أيام بإرسال قرابة 700 مقاتل من عناصره إلى محيط القصير للمشاركة في القتال إلى جانب القوات النظامية، التي تمكنت من الاستيلاء خلال الأسبوع الفائت على تلة مطلة على بلدات عدة في المنطقة، والطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بالساحل.

ميدانيا أيضا تمكنت قوات النظام، وبعد معارك استمرت 3 أيام، من السيطرة على بلدة جديدة الفضل، 8 كيلومترات غرب دمشق. وأفاد الجيش الحرّ أنه اضطر إلى الانسحاب بعد «نفاد الذخيرة» لديه، محذرا النظام من ارتكاب مجازر في البلدة التي يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة، غالبيتهم نازحون من أحياء الحجر الأسود والتضامن والقدم ونهر عيشة وبلدات داريا وجديدة عرطوز والمعضمية والذيابية.

وفور انسحاب «الحر» أفاد الناشطون بمقتل أكثر من مائة وجرح نحو 600 شخص، سقطوا في «قصف وإعدامات ميدانية وذبح بأدوات حادة وسكاكين» نفذتها القوات النظامية. وطاولت الاشتباكات أطراف جديدة عرطوز التي لا يفصلها عن بلدة جديدة الفضل سوى شارع رئيس. وتتألف جديدة عرطوز من غالبية مسيحية مع أقليتين درزية وسنية، وتتركز المعارك في المناطق السنية من البلدة.

وتقع البلدتان جنوب غربي العاصمة على مسافة قصيرة من مدينة داريا التي تستمر فيها المعارك منذ أشهر، وتحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل. وفي هذا الصدد، ذكر المجلس المحلي لداريا في بيان أمس أن المدينة «تشهد قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا بالتزامن مع تجدد الاشتباكات صباحا على الجبهتين الجنوبية، لجهة صحنايا، والغربية لجهة المعضمية وجديدة عرطوز». وأشار البيان إلى وجود «حشود عسكرية كبيرة موجودة على الجبهة الجنوبية من المدينة وتقدر بما يزيد على 30 آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى وأعداد كبيرة جدا من الجنود».

بالتوازي مع هذه الأحداث، تعرضت أحياء دمشق الجنوبية لقصف عنيف، وكذلك بلدة المعضمية القريبة بلدة جديدة الفضل، وقام مقاتلون من كتيبة الفتح ولواء الفجر بالجيش الحر باستهداف تجمعات لقوات النظام على طريق الفصول الأربعة في الغوطة الغربية بقذائف الهاون لمنع تقدم قوات النظام على هذا المحور. وأعلنت ألوية أبابيل حوران عن وقوع اشتباكات عنيفة مع قوات النظام في بلدة ببيلا بمنطقة سيدي مقداد جنوب شرقي دمشق، كما تجدد القصف العنيف على بلدة جوبر شرق، حيث تدور اشتباكات عنيفة على تخوم حي العباسيين، مع استمرار العمليات العسكرية لقوات النظام في قرى وبلدات ريف دمشق.

إلى ذلك، قالت «شبكة شام الإخبارية» إن اشتباكات اندلعت أمس في حي بستان القصر بحلب، شمال البلاد، الخاضع للجيش الحر. ومن جهته، قال مركز حلب الإعلامي إن مقاتلين من عدة ألوية قصفوا مطار حلب الدولي، شرق المدينة، ردا على قصف من داخله استهدف أحياء خاضعة للجيش الحر، كما دارت اشتباكات عنيفة كذلك، تحديدا في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء. وأفاد المرصد عن تعرض المناطق الجنوبية والغربية في بلدة السفيرة التي تقع فيها معامل الدفاع شرق حلب لقصف من القوات النظامية ما أدى إلى مقتل رجلين.

وفي مدينة دير الزور، شرق سوريا، قتل عدد من المواطنين إثر «استهداف باص لنقل الركاب بقذيفة بالقرب من جسر السياسية عند أطراف المدينة» أمس، بحسب المرصد الذي أشار أيضا إلى مقتل سيدة و3 أطفال أشقاء نتيجة قصف القوات النظامية لبلدة الخريطة في ريف دير الزور. أما في محافظة إدلب، شمال، فتعرضت مدن معرة النعمان وسراقب وسرمين وجبل الزاوية لقصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بحسب ما أفادت «شبكة شام». وفي محافظة الرقة، تعرضت مدينة الطبقة للقصف من قبل القوات النظامية. وأفادت لجان التنسيق عن إصابة أكثر من 20 شخصا، غالبيتهم من السيدات والأطفال جراء القصف المدفعي على المدينة. كما تجددت الاشتباكات أمس في محيط الفرقة 17 بريف الرقة. وأشار المرصد السوري إلى مقتل شيخ إحدى العشائر في الرقة، ويدعى عبد الرحمن محمد الفرج، إثر سقوط قذيفة على منزله في قرية الصفصافة بريف الرقة.

في موازاة ذلك، أفادت لجان التنسيق عن «استهداف قوات النظام لحافلة نقل الركاب من الحسكة إلى دمشق»، فيما أورد المرصد السوري خبرا عن «سقوط قتلى وجرحى جراء قيام قوات النظام باستهداف حافلة نقل متوجهة من مدينة القامشلي باتجاه لبنان بالقرب من مدينة دير الزور».