توقيت إشاعة اعتقال عزة الدوري يثير تساؤلات

مسؤول أمني يؤكد مواصلة مطاردة نائب صدام السابق

عزة الدوري
TT

لم تخل انتخابات مجالس المحافظات في العراق من مفاجآت. وإذا كانت المفاجأة الأولى هي ضرب الناس عرض الحائط بكل الدعوات الدينية والسياسية فضلا عن الحملة الدعائية لإقناعهم بالتصويت، فإن المفاجأة الأكبر هي أنه بالتزامن مع صمت الدعاية الانتخابية تم الإعلان عن اعتقال عزة الدوري، نائب الرئيس الأسبق صدام حسين والأمين العام الحالي لحزب البعث وآخر أخطر مطلوب للقوات الأميركية سابقا والحكومة العراقية حاليا في إطار قائمة الـ55 مطلوبا، لكن سرعان ما نفت السلطات ذلك.

الدوري الذي كثيرا ما يظهر بين آونة وأخرى كان آخر ظهور له بالتزامن مع بدء المظاهرات في المحافظات الغربية مما سبب إحراجا للمتظاهرين في وقت عملت فيه بعض الجهات السياسية على توظيف ظهوره آنذاك طائفيا. إلا أن عملية توظيف الدوري في الملمات لم تقف عند حد أو أحد.. فمع بدء الانتخابات المحلية في العراق تم الإعلان عن إلقاء القبض على الدوري في مسقط رأسه قضاء الدور في محافظة صلاح الدين إلى الشمال من بغداد. لكن الإعلان عن اعتقال الدوري تكرر كثيرا حيث سبق أن تم الإعلان عن إلقاء القبض عليه في منطقة حمرين بين صلاح الدين وكركوك. وطبقا لمصدر أمني مسؤول، طلب عدم الكشف عن هويته، أبلغ «الشرق الأوسط» أن «المعلومات عن وجود الدوري في هذه المناطق ليست جديدة وعلى الرغم من أن أوساط حزب البعث درجت بنفسها على تسويق مثل هذه الأنباء بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك حين تحدثت عن وجوده في بغداد مرة وفي بعض المحافظات الوسطى مرة أخرى، فإن هناك تصورا لدى القيادة السياسية كان لديها معلومات أن الدوري خارج العراق». وأضاف المصدر أن «المعلومات الأخيرة تشير إلى وجوده داخل العراق وقد تم جمع معلومات بهذا الشأن»، مشيرا إلى أن «نبأ اعتقاله ونفيه قد لا يدخل في باب الدعاية الانتخابية بقدر ما هو سوء تقدير موقف فني».

لكن السياسي المثير للجدل مشعان الجبوري الذي تم استبعاد كيانه الانتخابي في محافظة صلاح الدين في يوم الصمت الإعلامي، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه العملية مجرد فبركة إعلامية تقف وراءها بعض الميليشيات التي تريد تبرير دخولها محافظة صلاح الدين والعبث فيها»، مشيرا إلى أنه «لا توجد أي مؤشرات على وجود الدوري في هذه المناطق».

وبدأت السلطات العراقية مساء الأربعاء الماضي حملة تفتيش تستهدف القبض على الدوري المتواري عن الأنظار بعد ورود معلومات عن وجوده في الدور. وقبل ذلك بساعات كانت تقارير أفادت باعتقاله في الموصل. لكن مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الداخلية العراقية أعلن لوكالة الصحافة الفرنسية مساء أول من أمس أن «القوات والأجهزة الأمنية والعسكرية ما زالت مستمرة بمطاردة ومداهمة وتفتيش أماكن وجود» الدوري.