رئيس الحكومة الليبية المؤقتة يؤكد على أهمية المصالحة الوطنية في بلاده

مصرع شخص وإصابة آخرين في هجوم مسلح في تاجوراء

متظاهر ليبي في بنغازي يحمل يافطة كتب عليها «كفانا سفكا لدماء الليبيين» (رويترز)
TT

شدد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، علي زيدان، على أهمية المصالحة الوطنية وحاجة البلاد للتصالح والتلاقي من أجل بقاء ليبيا، قائلا في كلمة ألقاها أمام مؤتمر للصلح بين قبيلتين عقد بمدينة طرابلس أمس (السبت) إن حكومته ستواصل وتتابع عملية المصالحة بجنوب البلاد بعد أن هيأت لها كل أسباب الاستمرار والسير بها بخطى ثابتة وحثيثة، وما زالت تتابع هذه المصالحة حتى تكتمل وتطبق.

واتفقت الأطراف المعنية بالصلح على الالتزام بعدم حمل السلاح وتحريم مظاهره أو الاحتكام إليه في فض أي نزاع يحصل بين الأفراد، والعمل على نشر الأمن واستتبابه في هذه المنطقة، وكذلك الالتزام الكامل باللوائح والقوانين المعمول بها في ليبيا، والعمل على المساهمة في بناء دولة الدستور والقانون والتي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

وعلى الرغم من توقيع قبيلتي أولاد سليمان والتبو اتفاق الصلح، فإن قيادات في قبائل التبو شككت في إمكانية صمود هذا الاتفاق الذي تم تحت شعار: نتصالح في الجنوب من أجل ليبيا. وقال عيسى عبد المجيد زعيم التبو لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من ليبيا إنه تغيب عن المشاركة في حفل التوقيع على هذا الاتفاق لأنه لم يتلق أي دعوة لحضوره، مضيفا: «لم نحضر الاتفاق ولم يدعنا أحد لكننا نتمنى أن يعم السلام والأمن في عموم البلاد خاصة منطقة الجنوب التي عانت مؤخرا من اشتباكات قبلية دامية».

وتابع: «هناك أشخاص معترضون على الاتفاق لكن أتمنى أن يتفق جميع أعيان قبائل التبو على الصلح.. نرغب في أن تجتمع اللجنة المكلفة بالصلح من قبل الدولة بلقاء الجميع حتى يدوم هذا الصلح».

واعتبر عبد المجيد أن عدم حضور أولياء الدم لنحو 59 شخصا قتلوا في الاشتباكات التي وقعت في الشهور القليلة الماضية بين قبائل التبو وأولاد سليمان يمكن أن يضعف اتفاق طرابلس، مشيرا إلى أن هؤلاء لم يتلقوا أي تعويضات ولم تتم تسوية أوضاعهم بشكل نهائي. وكشف عن أن الهدنة التي تم توقيعها قبل عشرة شهور تقريبا بين القبائل المتناحرة في الجنوب لم تتعرض لأي خرق خاصة في منطقة سبها.

إلى ذلك، لقي شخص واحد على الأقل مصرعه، وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة، في هجوم شنه مسلحون على سيارة ترحيلات أول من أمس، أثناء قيامها بنقل عدد من السجناء إلى سجن مدينة «تاجوراء»، شرق العاصمة الليبية طرابلس.

وأصدرت وزارة العدل في الحكومة المؤقتة، بيانا بثته وكالة الأنباء الليبية الرسمية، استنكرت فيه قيام «مجموعة مسلحة، تستقل ثلاث سيارات، بمهاجمة سيارة تابعة للشرطة القضائية، ودورية أخرى مكلفة بالحراسة، أثناء نقل سجناء قضائيين إلى مؤسسة الإصلاح والتأهيل في تاجوراء». وقالت وكالة الأنباء الليبية إن الهجوم الذي وصفته الوزارة بـ«العمل الإجرامي»، نتج عنه وفاة أحد الأشخاص، وإصابة شخصين آخرين بجروح بالغة، فيما قام المسلحون، الذين لم تتضح هويتهم على الفور، بـ«اختطاف» أحد المساجين.

كما أكدت وزارة العدل أنها «اتخذت كل الإجراءات القانونية والجنائية اللازمة، للتعرف على الجناة، والجهة المسلحة غير الشرعية التي يتبعونها»، وشددت على أن «مثل هذه الأعمال الإجرامية، لن تثنيها عن هدفها، بدعم قيام دولة القانون والعدالة»، بحسب ما جاء في البيان.

وفي غضون ذلك، أفرجت السلطات القضائية المكسيكية عن سيدة كندية وأخرى مكسيكية موقوفتين منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، بتهمة محاولة إدخال الساعدي القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي سرا إلى المكسيك، بحسب مصدر مطلع على سير القضية.

وقال المصدر نفسه إنه تم الإفراج عن الكندية سينتيا فانييه، والمكسيكية غابرييلا دي كويتو الجمعة الماضي، بأمر من قاض «استجاب لطلب إطلاق سراحهما بسبب عيوب في الإجراءات».

وذكرت الشرطة الفيدرالية الكندية أن المجموعة الهندسية الكندية «إس إن سي لافالان» حيث كانت سينتيا فانييه تعمل مستشارة، دفعت 160 مليون دولار إلى الساعدي القذافي للحصول على عقود في ليبيا في عهد والده، وبعد ذلك شارك مسؤولون في هذه المجموعة في عملية سرية تهدف إلى إدخال الساعدي ومقربين منه سرا إلى المكسيك بهوية مزورة بعيد سقوط النظام الليبي، لافتة إلى أن العملية باءت بالفشل ولجأ الساعدي في نهاية المطاف إلى النيجر.