«النهضة» التونسية تنفي انشقاق الجبالي عنها

بعد أنباء حول انسحابه من الحركة وتوجهه نحو تشكيل حزب

حمادي الجبالي
TT

نفى زبير الشهودي عضو مجلس الشورى ومدير مكتب رئيس حركة النهضة الأنباء التي تواردت حول انسحاب الأمين العام للحركة حمادي الجبالي وتوجهه لتكوين حزب جديد قبل الانتخابات القادمة، وأكد أنه سيكون حاضرا في الاجتماع القادم للحركة.

وحول ما تداولته وسائل الإعلام عن انشقاق الجبالي عن الحزب قال الشهودي في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، إن «هذا يأتي في إطار محاولة لشق صفوف النهضة والتي باءت بالفشل سابقا لأن مسألة الحركة مرتبة بالمؤسسات وليس بالأشخاص».

كما نفى الشهودي وجود أي نوع من الخلافات بين الحزب الإسلامي ذي الأغلبية الحاكمة في تونس والجبالي الذي يقوم بعمله بشكل عام بشكل طبيعي وعادي.

وقد أثار غياب حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة عن جلسات الحوار الأسبوع الماضي جدلا جديدا قديما حول الدور السياسي الذي سيلعبه مستقبلا على الساحة السياسية التونسية. وكانت أنباء قد راجت بعد تشكيل حكومة علي العريض على أنقاض حكومة الجبالي المستقيلة عن قرب إجراء تغيير داخل التركيبة السياسية لحركة النهضة بعد الخروج المفاجئ للجبالي عن الحركة وإقرار مبادرة سياسية يوم 6 فبراير (شباط) الماضي بتكوين حكومة «تكنوقراط» بعيدا عن منطق المحاصصة الحزبية، ولم تكن تلك المبادرة ترضي قيادات حركة النهضة وبقية الائتلاف الثلاثي الحاكم الذي تمسك بشرعيته الانتخابية وضرورة قيادة تركيبة الحكومة.

وراجت أنباء حينها عن إمكانية تأسيس حمادي الجبالي لحزب سياسي جديد بعيدا عن سيطرة حركة النهضة وتداولت تحاليل سياسية إمكانية الفصل داخل الحركة بين الجانب السياسي الذي سيتزعمه الجبالي والجانب الدعوي الذي سيكون تحت قيادة رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي. وعادت الأسئلة من جديد حول غياب الجبالي بعد انعقاد جلسات الحوار الوطني يوم 15 أبريل (نيسان) الحالي تحت إشراف المرزوقي والتي قادها الغنوشي رئيس الحركة والصحبي عتيق رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة داخل المجلس التأسيسي. ونفى فتحي العيادي رئيس مجلس الشورى في حركة النهضة خبر مغادرة الجبالي للأمانة العامة وقال في تصريح لوسائل إعلام محلية، إن «لا علم له بهذا الخبر الوارد في الكثير من وسائل الإعلام».

ولا تخفي مثل هذه التصريحات الشرخ السياسي الكبير الذي انتهت إليه نتائج المؤتمر التاسع لحركة النهضة والحديث عن انشقاقات بين قيادات الحركة وتقسيمهم إلى قيادات المهجر (راشد الغنوشي من بينهم) والقيادات المحلية التي رابضت وناضلت ودخلت السجون ولم تستسلم وحمادي الجبالي من بين هذه الفئة الأخيرة، والقيادات التي انغلقت على نفسها وآثرت الهدنة السياسية على غرار عبد الفتاح مورو. وعلى الرغم من حالة التكتم المسيطرة على العلاقة الرابطة بين الأمين العام للحركة وبقية قيادات النهضة، فإن مصادر سياسية متنوعة تؤكد على التوتر الحاصل بين الجانبين بعد طرح الجبالي لمبادرته دون الرجوع إلى قيادات الحركة. وتواترت أنباء عن قرب تشكيل الجبالي لحزب سياسي بعيدا عن حركة النهضة وهذا الأمر لم يقع حسمه بشكل واضح وبقي من بين الإمكانيات المطروحة. وترى بعض الأطراف السياسية أن حمادي الجبالي سيبقى الرصيد الذي لا ينضب لحركة النهضة بعد طرح إمكانية تقديمه لمنصب رئاسة الجمهورية في ظل الصورة المهزوزة للرئيس التونسي الحالي المنصف المرزوقي.

وكانت عودة الجبالي من حين إلى آخر إلى الأضواء مدروسة فقد سلم يوم 16 أبريل الحالي كأس «السوبر الأفريقية» في كرة اليد لفريق النجم الساحلي في مدينة سوسة مسقط رأسه ومعقل القادة السياسيين أصيلي منطقة الساحل التونسي، وأثارت دعوته دون صفة سياسية رسمية الكثير من التساؤلات واعتبرها بعض المحللين السياسيين بمثابة «الحقن» الجديد في الدورة السياسية وذلك ببرمجة عودته للأضواء من عاصمة الساحل سوسة التي لا تزال تتمتع بوزن سياسي وتأثير قوي على التوازنات السياسية. بل إن بعض التقارير الصحافية أشارت إلى أن حمادي الجبالي قد انطلق في حملته الانتخابية بصفة مبكرة ومن مدينة سوسة.