صواريخ سورية على القصر والهرمل.. وحزب الله يحذر من التمادي تحسبا لردود فعل

سليمان طالب الجيش باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الاعتداء على اللبنانيين

TT

تواصل استهداف المنطقة الحدودية اللبنانية شرق لبنان بصواريخ من الجانب السوري، لليوم الثاني على التوالي، حيث سقطت أمس، 6 صواريخ في قرية القصر الحدودية، بالتزامن مع سقوط صاروخين في ضواحي مدينة الهرمل، في حين جدد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي تأكيده أن مسلحين معارضين يحاولون التسلل إلى سوريا انطلاقا من لبنان، رغم أن سكان القرى الحدودية في الشمال ينفون تلك المزاعم.

ورفعت تلك التطورات الميدانية من حجم التواصل السياسي والأمني الرسمي اللبناني لمحاولة تطويقها. وتابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع قائد الجيش العماد جان قهوجي أمس، تطورات الأوضاع في المناطق الشمالية والبقاعية المحاذية للحدود السورية، معتبرا أن «استهداف لبنان بالقذائف والصواريخ لا يحقق المطالب المتعلقة بالديمقراطية، خصوصا وأنه يكفي لبنان ما لا طاقة على تحمله في موضوع استقبال النازحين وإيوائهم، علما بأن لبنان ملتزم العمل على ضبط حدوده تنفيذا لإعلان بعبدا». وطلب سليمان من الجيش والمعنيين «اتخاذ التدابير اللازمة لمنع الاعتداء على اللبنانيين والحفاظ على سلامتهم».

وأكدت مصادر ميدانية من قرية القصر، شمال شرق لبنان، أمس، سقوط 6 صواريخ على القرية، أحدها على منزل لبناني، لكنه لم ينفجر. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن صاروخا سقط في منطقة سهلات الماء على تخوم البلدة، في ما سقط آخر في حي السياد، وثلاثة صواريخ سقطت في حي قبش في البلدة. وأشارت المصادر إلى أن الصواريخ «أطلقتها المعارضة السورية باتجاه البلدة»، غداة استهداف القصر بثلاثة صواريخ من الجانب السوري، وسقوط قذيفتين في مدينة الهرمل.

وتتهم المعارضة السورية قرية القصر، التي يسكنها لبنانيون شيعة، بأنها تضم قواعد عسكرية لحزب الله، تقصف مواقع المعارضة السورية في ريف القصير، حيث تحتدم المعارك بين الجيش الحر من جهة، والجيش السوري النظامي إلى جانب مقاتلين من الحزب من جهة أخرى، للسيطرة على قرى ريف القصير.

وتشكلت لجان شعبية من أهالي القصر، الأسبوع الماضي، «للدفاع عنها»، عقب سقوط صاروخين مصدرهما الأراضي السورية. ولفتت مصادر ميدانية من القصر إلى حالة من الغضب تسود في البلدة، مشيرة إلى أن اللجان الشعبية «حذرت من ذلك لأنه إذا بقيت الدولة اللبنانية غائبة عن الدفاع عن البلدة بوجه اعتداءات المعارضة السورية، فإنها ستتكفل بالدفاع عنها عسكريا ويرد مقاتلوها على مصادر النيران».

وتزامن سقوط الصواريخ على البلدة، مع سقوط صاروخين في ضواحي مدينة الهرمل. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن صاروخين جديدين سقطا في ضواحي الهرمل مصدرهما الأراضي السورية، مشيرة إلى أجواء من التوتر «سادت في المنطقة».

وحذرت المعارضة السورية من أنها ستستهدف مقاتلي حزب الله المنخرطين في القتال داخل سوريا، الذين يتواصل الجدل حول أعدادهم. وأشارت معلومات لإذاعة «لبنان الحر» أن «المجموعات القتالية لحزب الله التي تشارك في الحرب في سوريا يبلغ عددها كحد أدنى 1000 - 1500 عنصر كحد أقصى، وهي تعمل على تدريب عناصر شيعية عسكرية على عمليات تفجير عبوات وما شابه».

في هذا الوقت، انتقد حزب الله تعاطي الدولة اللبنانية مع استهداف المنطقة بصواريخ المعارضة السورية. وأشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب نوار الساحلي إلى «أننا لم نر أي قرار سياسي يسمح للجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران من الجانب السوري التي يقف وراءها مسلحون سوريون»، مشددا على أنه «على الدولة أن تحمي أرض الهرمل».

ولفت في حديث تلفزيوني إلى أن «الصواريخ تسقط على مدينة مأهولة لبنانية بعيدة عن الحدود»، معتبرا أن «المسلحين يريدون إرسال رسائل واستدراجنا للدخول في حرب معهم»، مؤكدا أن ذلك «مسؤولية الدولة والحكومة، لو كانت مستقيلة»، مشيرا إلى أنه «على الجيش اتخاذ كل الوسائل لحماية المواطنين». وطالب الساحلي رئيس الجمهورية والسلطات التنفيذية والجيش اللبناني بـ«اتخاذ ما يلزم لحفظ أمن الهرمل وسلامة أهله»، محذرا من «التمادي تحسبا لردود فعل».

إلى ذلك، جدد السفير السوري علي عبد الكريم علي تأكيده «أن الاعتداءات التي تحصل على الجيش السوري من الذين يتسللون من لبنان باتت معروفة من الجميع، وهذا الأمر أصبح يوميا».

وفي حديث تلفزيوني، رفض علي تشبيه استهداف لبنان من قبل المعارضة، باستهدافه من قبل القوات النظامية، مشددا على أنه «لا تجوز المقارنة».

لكن مصادر ميدانية من شمال لبنان، نفت لـ«الشرق الأوسط» تسلل مقاتلين إلى سوريا. وأكدت أن «مزاعم السفير علي، لا تترجم على أرض الواقع إذ أغلق الجيش السوري النظامي الحدود بإحكام، بحيث يستحيل دخول أي شيء إلى الداخل السوري». وقالت، إن «الجيش النظامي لا يكف عن مراقبة الحدود، ولطالما قصف مجرى النهر الكبير لعرقلة مرور جرحى». وأشارت المصادر إلى أن المنطقة المقابلة للحدود اللبنانية الشمالية «باتت معسكرا للقوات النظامية والشبيحة وخصوصا في تلكلخ حيث يستحيل مرور المقاتلين المعارضين إليها أو إقامتهم فيها».

وفي سياق متصل، كانت الوكالة الوطنية للإعلام ذكرت أن مسلحين سوريين دخلوا إلى محلة خربة الرمان - شيخلار في عكار، وخطفوا راعيي غنم سوريين هما أدهم العبيد وخالد درويش، أول من أمس، واقتادوهما إلى سوريا، من غير أن تحدد ما إذا كان الداخلون معارضة أو قوات أمن نظامية.