الشرطة الأردنية تعتقل 8 سوريين على خلفية أحداث الشغب في «الزعتري»

تحملت عددا من الإصابات خلال محاولة منع هروب لاجئين من المخيم

TT

اعتقلت قوات الأمن الأردنية أمس عددا من اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري في محافظة المفرق على خلفية أحداث الشغب التي اندلعت بالمخيم ليل الجمعة الماضي وأصيب خلالها 29 عنصرا من قوات الأمن العام والدرك الأردنية، حالة بعضهم خطرة.

وقال منسق مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود لـ«الشرق الأوسط» إن ثمانية لاجئين متورطين في أعمال الشغب اعتقلوا، مؤكدا أن حملات الاعتقال ستطال كل المتورطين. وأوضح أن مصادمات وقعت مع الأمن الأردني أثناء محاولة منع تهريب عدد من اللاجئين إلى خارج المخيم.

وأشار الحمود إلى أن ساترا ترابيا أقيم حول المخيم بوصفه إجراء وقائيا ضد عمليات التهريب كان وراء صعوبة تمكن اللاجئين من الهرب خارج «الزعتري»، مشيرا إلى أن لجوء بعض اللاجئين إلى استخدام الحجارة ضد الأمن والدرك أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بعضها حرج.

من جانبه، أكد رئيس مجلس النواب الأردني سعد السرور، قبل بدء جلسة المجلس أمس التي يواصل خلالها مناقشة البيان الوزاري للحكومة لنيل الثقة على أساسه، إدانة المجلس لأي اعتداء على رجال الأمن والدرك والأجهزة الأمنية وذلك عقب مذكرة نيابية قدمت له من عدد من النواب تستنكر ما تعرض له رجال الأمن والدرك من اعتداءات في مخيم الزعتري نهاية الأسبوع الماضي. وقال السرور إن «تعرض رجال الأمن والدرك الأردني لأي اعتداء أمر مرفوض.. فهؤلاء يقومون بدور كبير في حفظ الأمن والاستقرار، ونحن في مجلس النواب جميعا حريصون على سلامتهم ونرفض أي اعتداء عليهم».

من جانبه، أكد وزير الداخلية الأردني حسين المجالي خلال زيارته للمصابين بمدينة الحسين الطبية في عمان، على ضرورة الإسراع وتكثيف جهود التحقيق لتقديم المعتدين للقضاء لينالوا جزاءهم العادل.

وكان مئات الأردنيين القاطنين قرب مخيم الزعتري قد تجمهروا أمس ورشقوا بالحجارة عددا من المركبات التي تحمل لوحات تسجيل سورية احتجاجا على الاعتداء الذي تعرضت له عناصر قوات الأمن والدرك الأردني من جانب اللاجئين السوريين بالمخيم.

وشهد مخيم «الزعتري» الذي افتتح نهاية يوليو (تموز) الماضي ويضم حاليا أكثر من 160 ألف لاجئ سوري من بين ما يزيد على نصف مليون في المملكة، العديد من أعمال الشغب في فترات سابقة احتجاجا على سوء الأوضاع داخل المخيم.

وعلى الصعيد السياسي، قرر مجلس الوزراء الأردني في جلسته أمس، التوجه إلى مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة برسالة لشرح العبء والوضع الإنساني الصعب الذي يتحمله الأردن جراء تزايد تدفق اللاجئين السوريين وما يشكله ذلك من تهديد للأمن الوطني الأردني. ومن المنتظر أن يقوم الأمير زيد بن رعد مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة، بتقديم الرسالة التي تعرض التداعيات الجسيمة المترتبة على استضافة الأردن الأعداد المتزايدة من اللاجئين السوريين بمعدل يصل إلى 1500 إلى 2000 لاجئ يوميا حتى وصل عددهم إلى نحو نصف مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية، والتأكيد على أن استمرار هذه الأزمة دون تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ودون تقديم الدعم المالي الكافي للأردن لتحمل هذه الأعباء من شأنه تهديد الأمن الوطني الأردني ويشكل في الوقت نفسه تهديدا للاستقرار والسلم الدوليين.