مرسي: علاقات مصر مع إيران وإسرائيل وأميركا تقوم على الندية

قال إن شعبيته في تزايد ولا توجد خلافات مع الجيش

TT

قال الرئيس المصري محمد مرسي إن علاقات بلاده الخارجية تقوم على «الندية» وإن تعزيز العلاقات مع إيران ليس على حساب دول الخليج العربية، وأكد وجود تعاون أمني قوي بين مصر وإسرائيل، قائلا إن «الدول حتى وإن كانت أعداء يحدث بينها على حدودها تعاون لتحقيق مصلحة الاستقرار على الحدود، وشدد على أن شعبيته بين المصريين في تزايد وأنه لا توجد خلافات بين مؤسسة الرئاسة والجيش.

وتحدث الرئيس مرسي في حوار مع قناة «الجزيرة مباشر مصر» التلفزيونية القطرية، عن علاقة بلاده مع قطر والإمارات والولايات المتحدة وروسيا، وقال إنه يقدر دعم قطر المالي لمصر، لكن هذا لا يعني أن «تبيع مصر قناة السويس للدوحة»، مضيفا أن بلاده تتعامل «بندية ومصداقية واحترام»، مع كل دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية.

وشدد مرسي على أن مصر لا تعزز علاقاتها مع إيران على حساب دول الخليج العربية التي قال إنها هي نفسها تحتفظ بعلاقات مع طهران. ومن المعروف أن مصر قطعت علاقاتها مع إيران عام 1979 بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية وتوقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل.

وانفتحت العلاقات المصرية مع قطر بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك. وتزايدت ادعاءات في صحف محلية بشأن استعداد القاهرة لبيع أو رهن قناة السويس لقطر مقابل العون المالي، لكن الرئيس مرسي قال إن «هذا لا يمكن أن يكون معناه بيع أي شيء. أرض مصر حرام على غير المصريين، معربا عن أمله في تحقيق التكامل التجاري والاقتصادي مع جميع الدول العربية.

لكن وكالة «رويترز» قالت في تقرير أمس إنه يبدو أن قطر ستتمتع بوضع مميز في مشروع استثماري في منطقة قناة السويس تعتزم مصر تنفيذه في السنوات المقبلة بعد أن قدمت الدوحة مليارات الدولارات ودائع لدى البنك المركزي المصري ومساعدات منذ وصول مرسي إلى الحكم في يونيو (حزيران) الماضي.

وتحدث الرئيس مرسي عن العلاقات المصرية مع دولة الإمارات. وكانت هذه العلاقة متميزة في العهد السابق، وتوترت بعد انتخاب الرئيس مرسي. كما تعرضت جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي لانتقادات لاذعة من قائد شرطة دبي، ضاحي خلفان، الذي هوجم من جانب أعضاء قياديين في جماعة الإخوان المسلمين. وألقت الإمارات القبض على مصريين أعضاء في جماعة الإخوان قالت إنهم ارتكبوا تجاوزات في حق أمنها الوطني. لكن الرئيس المصري قال: «ليس عندي أي نوع من التحفظ على العلاقات مع الإمارات.. أرى أن هناك غيوما مصطنعة» في سماء العلاقات مع الإمارات.

وعلى صعيد العلاقات مع إسرائيل، أكد الرئيس المصري وجود تعاون أمني قوي مع إسرائيل. وقال: «موضوع التعاون الأمني هذا نشأ منذ 30 سنة. لم ينشأ حديثا. الدول حتى وإن كانت أعداء يحدث بينها على حدودها تعاون لتحقيق مصلحة الاستقرار على الحدود»، مستبعدا أن يزور إسرائيل في وقت لم يقم فيه السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وفي وقت لا تزال فيه إسرائيل تنتقص من حقوق الفلسطينيين في أراضيهم على حد قوله.

وتابع مرسي قائلا إن «الحديث عن التعاون الأمني ليس جديدا. لكن لماذا يقولون إنه استقر أكثر من ذي قبل؟ لأنه أصبح هناك ندية في القرار وفي إعمال الإرادة. فلا يملي أحد علينا إرادته لا من خلاله مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة من خلال الآخرين، مؤكدا أن مصر تتحدث دائما عن سلام شامل وعادل بين الأطراف بحسب معاهدة السلام، وبتحقيق السلام مع الفلسطينيين. وقال إن المصريين «لا يريدون حربا ولا يسمحون لأحد أن يعتدي عليهم فعلا أو قولا».

وحول العلاقة بين مصر وأميركا، أكد الرئيس مرسي أن العلاقة قائمة على المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشأن المصري، وأن الإدارة الأميركية تتعاون حاليا مع مصر على أساس المصالح المتبادلة بين الشعوب وبين الطرفين. وأضاف أن هذا ليس مع أميركا فقط وإنما مع كل البلدان، فالتعاون بين مصر وأميركا تعاون مؤسسي دون التدخل في القرارات.

وعن عدم عقد لقاء بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما حتى الآن، قال الرئيس مرسي إن هذا أمر طبيعي وإنه التقى بعدد كبير من الزعماء والقادة و«إن كان لقاء الرئيس الأميركي يأتي في إطار الجدول وبحسب المواعيد لكلا الطرفين»، مشيرا إلى أنه سيقوم بزيارة العديد من الدول ومنها أميركا. وقال إن «الرئيس الأميركي يتعاون معه في هذه المرحلة الدقيقة».

وحول سر زيارته إلى روسيا يوم الجمعة الماضي، قال الرئيس مرسي إن زيارته لروسيا تأتي في الإطار الطبيعي لأن روسيا دولة كبيرة ولديها إمكانيات تفيد مصر وشعبها في كافة المجالات العسكرية والعملية والعلمية وغيرها وهو أمر طبيعي تحقق العلاقات معها مصلحة لمصر.

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي تحدث الرئيس مرسي عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، وقال إنه يعتز بانتمائه للجماعة التي نشأ وتربى فيها، مشيرا إلى أن الجماعة أسست حزب الحرية والعدالة والذي كان رئيسه ورشحه للانتخابات الرئاسية ليكون رئيسا لكل المصريين.

وقال حول شعبيته إن علاقته بالشعب المصري تزداد قوة يوما بعد يوم، وأضاف موضحا أن «أغلبية المصريين لا تزال تؤيدني وأنا ألحظ ذلك من خلال العديد من المواقف».

وتابع قائلا عن علاقة الرئيس بالمؤسسة العسكرية وما يتردد عن توتر في العلاقات بينهما، إن هناك علاقة قوية بمؤسسات الدولة منها المؤسسة العسكرية، مشيرا إلى أن اجتماعه بالمجلس العسكري مؤخرا طبيعي ويأتي في إطار العمل الطبيعي «حيث إنني جزء من المؤسسة العسكرية وجزء من الشعب المصري».