تقرير تلفزيوني إسرائيلي يظهر سوء معاملة الأطفال القصر أثناء الاعتقال

يجبرونهم على مغادرة الفراش بعد منتصف الليل ويكبلون أيديهم ويعصبون أعينهم

TT

بث التلفزيون الإسرائيلي مشاهد عمليات مطاردة قام بها الجيش الإسرائيلي، في الضفة الغربية، لفتية وأطفال فلسطينيين، واعتقالهم بعد منتصف الليل من بيوتهم، في تقرير صادم ومثير للجدل، يدعم تقارير حقوقية سابقة اتهمت إسرائيل بالتنكيل بالأطفال الفلسطينيين القصر.

وأظهر التقرير جنودا يقتحمون، في وقت متأخر من الليل، مخيمات فلسطينية لاعتقال الأطفال، بذريعة رشق مركبات إسرائيلية بالحجارة. ويصور جنودا يجبرون أطفالا على مغادرة فراشهم في منتصف الليل، وكيف يعصبون أعينهم ويكبلون أيديهم ويتركونهم في العراء، قبل نقلهم إلى مراكز تحقيق قريبة.

ويعتقل الجنود الأطفال على الرغم من توسلاتهم ورجاء أمهاتهم بتركهم.

وقال طفل للجندي الذي طلب منه أن يرتدي ثيابه «بكرة عندي امتحان.. بيطردوني من المدرسة إذا ما رحت.. تعال في يوم ثاني بروح معك»، وبعد توسلات الأم، أصر الجنود على اعتقاله. وفي مشاهد أخرى، يودع الأطفال أمهاتهم بقبل وعناق طويل قبل الاعتقال.

ويدعم التقرير، تقارير سابقة من بينها تقرير لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الشهر الماضي، جاء فيه أن الأطفال الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل يتعرضون لإساءة معاملة بصورة منهجية واسعة النطاق تنتهك القانون الدولي.

وقدر اليونيسيف أن هناك 700 طفل فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما غالبيتهم من الذكور، يتعرضون للاعتقال والاستجواب والاحتجاز من جانب الجيش الإسرائيلي والشرطة وأجهزة الأمن في الضفة الغربية المحتلة كل عام.

وقال إنه رصد بعض «نماذج الممارسات التي تصل إلى حد العقاب، والمعاملة القاسية غير الإنسانية والمهينة بموجب معاهدة حقوق الطفل والمعاهدة المناهضة للتعذيب».

وردت إسرائيل آنذاك بأنها ستدرس النتائج وتعمل على تنفيذها من خلال التعاون المستمر مع اليونيسيف. لكن التقرير التلفزيوني يفضح إصرار إسرائيل على مواصلة معاملة الأطفال بطريقة فظة وقاسية وممنهجة.

وقال اليونيسيف إن تصرفات الجيش الإسرائيلي، «فيما يبدو واسعة النطاق وممنهجة وذات طابع مؤسسي».

وتخشى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تفجر انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، وتقول إن الهدوء المشوب بالتوتر آخذ بالتحول إلى مواجهات مستمرة وأكثر عنفا شيئا فشيئا.

وقال شاي شيمش، قائد وحدة «نحشون»، في كتيبة «كفير» التي تعمل في الضفة، إن «الوضع تغير. هناك عدة بؤر عنيفة جدا في المنطقة».

ويوميا تتفجر مواجهات على طرق سريعة في الضفة، وعلى مداخل المدن الفلسطينية.

وقال قائد كتيبة «يهودا» في الجيش الإسرائيلي، العقيد آفي بلوط: «نحن نسير نحو طريق متسارع، لا يمكن أن نفهم مدينة الخليل أو كل الضفة إلا من خلال النظر لما يحدث حولنا. درجة الوعي اليوم أفضل مما كانت عليه. يمكن رؤية ذلك في ميدان التحرير، وبشكل غير مفاجئ يمكن رؤية ذلك في الخليل ورام الله». وأضاف أنهم «أكثر وعيا وجرأة».

ولا يقتصر التوتر الأمني على الضفة الغربية فحسب، بل هددت إسرائيل برد قوي على قطاع غزة إذا ما استمر إطلاق قذائف من هناك. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إن «الصواريخ لا تزال تطلق من غزة من حين لآخر ونحن لن نسكت على ذلك». وأضاف: «إذا لم تتوقف الصواريخ فسنرد بيد من حديد».