نتنياهو يتهم مجموعة من غزة بإطلاق الصواريخ على إيلات.. ويهدد برد

حماس والجهاد: واشنطن منحت تل أبيب ضوءا أخضر لتنفيذ عدوان جديد

TT

في خطوة اعتبرتها الفصائل الفلسطينية مقدمة لتبرير عدوان جديد على القطاع، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس بالرد على إطلاق الصواريخ على إيلات بضربة انتقامية في قطاع غزة، بدعوى أن الفاعلين قدموا من قطاع غزة وأطلقوا الصواريخ من سيناء المصرية.

وعلى عكس الرواية المصرية، التي تقول إن الصواريخ أطلقت من قطاع غزة نفسه، قال نتنياهو، في مستهل جلسة مجلس وزرائه، أمس: «في الأسبوع الماضي أطلقت صواريخ من سيناء على إيلات وكما يبدو أن الطرف الذي أطلقها هو خلية إرهابية خرجت من غزة واستخدمت سيناء من أجل الاعتداء على مدينة في إسرائيل». ووعد نتنياهو بالثأر قائلا: «لن نقبل السكوت على ذلك وسنجبي الثمن منهم. هذه كانت سياستنا خلال السنوات الأربع الأخيرة وسنمارسها الآن أيضا».

وجاءت تصريحات نتنياهو، أمس، لترد على المصريين وتهدد الفلسطينيين في قطاع غزة برد عسكري، قد يحصل في أي لحظة، رغم أن هناك اتفاقا حول التهدئة بين إسرائيل بقيادة نتنياهو وقطاع غزة بقيادة حماس.

وكان تنظيم مصري - فلسطيني ينشط في سيناء وقطاع غزة، يدعى «مجلس شورى المجاهدين – أكناف بيت المقدس»، قد أعلن مسؤوليته عن إطلاق أربعة صواريخ باتجاه مدينة إيلات التي تعتبر من أهم المنتجعات السياحية لإسرائيل والواقعة على خليج العقبة، في 17 أبريل (نيسان) الجاري، معتبرا أن الهجوم ردا على وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية في السجون الإسرائيلية، فسقط أحدها في سيناء والثاني في الجهة الأردنية قرب العقبة وصاروخان في إيلات نفسها، من دون وقوع إصابات. وفشلت منظومة «القبة الحديدية» في التصدي لها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، قد هدد في تصريحات أول من أمس بشن عملية جديدة ضد غزة و«الضرب بيد من حديد» في حال استمر إطلاق الصواريخ من القطاع تجاه الأراضي المحتلة.

وقالت إسرائيل إن تحقيقاتها بينت أن الصواريخ أطلقت من سيناء وطلبت من السلطات المصرية إعطاء إجابات عن ذلك، لكن مصدرا مصريا قال لصحيفة «الوطن» في القاهرة إن تحريات أجهزة أمنية وسيادية، أكدت أن جماعة «شورى المجاهدين» الموجودة في غزة هي من أطلق الصواريخ التي استهدفت مدينة إيلات، وأن عناصر هذه الجماعة أطلقوا الصواريخ من غزة، نافيا أن تكون الصواريخ أطلقت من سيناء، وأكد أن الحدود المصرية آمنة وتحت سيطرة القوات المسلحة، وأوضح أن عناصر هذه الجماعة محترفون ومدربون ولهم علاقات بكل الحركات المسلحة في فلسطين.

كما نفى الادعاء الإسرائيلي محافظ سيناء، خالد فودة، واعتبره محاولات إسرائيلية لضرب السياحة المصرية.

من جانبها، اتهمت حركة الجهاد الإسلامي، الولايات المتحدة بمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن حرب جديدة على غزة. وقال القيادي في الحركة أحمد المدلل: «هناك نيات إسرائيلية قوية لشن حرب جديدة على غزة، بدعم ومساندة أميركية عسكرية وسياسية». وقال المدلل إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل وجيشها بالعتاد العسكري والتكنولوجي للتجهيز لحرب غزة القادمة، وإظهار مقدرة الجيش في السيطرة على المقاومة في القطاع وإنهائها. وحذر المدلل من أن الحرب على غزة لن تكون «نزهة» وسيكون القطاع مقبرة للجنود الإسرائيليين، مشددا على جاهزية المقاومة في القطاع للحرب وأنها تعكف على إعداد «المفاجآت التي من شأنها أن توجعه».

وفي ذات السياق، حذرت حركة حماس من وجود ضوء أخضر أميركي للحكومة «الإسرائيلية» لشن عدوان جديد على غزة. وقال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني إسماعيل الأشقر، نائب رئيس كتلة الحركة البرلمانية: «نحن ننظر إلى هذه التهديدات بجدية عالية، ونعتبر أن هناك ضوءا أخضر أميركيا للاحتلال بارتكاب حرب ضد أطفالنا ونسائنا وأبناء شعبنا الفلسطيني، وذلك لأن هذا الاحتلال احتلال إجرامي تعود على ارتكاب جرائم الحرب وتعود على قتل الأبرياء والأطفال». واعتبر أن «عدم محاسبة المجتمع الدولي للاحتلال على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني سواء في حرب 2008-2009 أو العدوان الأخير في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد يدفعه إلى أن يرتكب حماقة جديدة ضد الشعب الفلسطيني»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر ينظرون له نظرة جدية». وأضاف: «تهديدات الاحتلال لا تخيفنا ولا تخيف شعبنا الفلسطيني، وليعلم الاحتلال أن لكل شيء ثمنا وبالتالي المقاومة جاهزة وعلى جاهزية عالية أن تدفع الاحتلال ثمنا باهظا نتيجة حماقاته ونتيجة إخفاقاته التي يريد أن يصدرها إلى شعبنا الفلسطيني».