البحرين: «الاستفتاء» عقدة جديدة تعترض طريق حوار التوافق

الحكومة تراه شرطا مسبقا والمعارضة تتمسك به

TT

ألقت تصريحات الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد مملكة البحرين بظلالها على حوار التوافق الوطني في جلسته الرابعة عشرة أمس التي قال فيها إنه لن يحضر الجلسات المنعقدة حاليا حيث ما زال المشاركون يضعون أطر العمل اللازمة، حيث قال أحد أعضاء فريق المعارضة المشارك في الحوار «ننتظر أن يأخذ ولي العهد مكانه في الحوار».

ويوم أمس جرى الحوار حول رفع نتائج الحوار إلى الملك ومصير النتائج بعد ذلك، حيث يرى الفريق الحكومي كما عبر عنه الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية ضرورة رفع النتائج إلى الملك من دون شرط، بينما يتمسك فريق المعارضة بضرورة ربط رفع النتائج للملك بمسألة الاستفتاء الشعبي.

وبحسب عيسى عبد الرحمن المتحدث باسم حوار التوافق الوطني فقد خرج المشاركون من دون توافقات، ولم يتوصلوا إلى نتائج حاسمة بشأن تأجيل الاستفتاء إلى بند آليات تنفيذ الحوار، أو ربط الاستفتاء بالتعديلات الدستورية وترك القانونية والإجرائية للوسائل الدستورية، أو رفعها للملك من دون تقييد، ورحل النقاش في ذات العبارة إلى جلسة الأحد المقبل.

من جانب آخر، أكدت سميرة رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة أن تصريحات الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حول حوار التوافق الوطني أول من أمس كانت واقعية تماما وترفض خلط السياسة بالعمل الرياضي وتدعم حوار التوافق الوطني، مشددة على أنه سيتم التعامل قريبا مع بعض المؤسسات الإعلامية التي بالغت كثيرا في نشر الأكاذيب بشأن الأوضاع في البحرين من دون أن تتحقق من مصدرها.

وأوضحت في مؤتمر صحافي عقدته ظهر أمس عقب جلسة مجلس الوزراء أن ولي العهد يرى في حوار التوافق الوطني حلا، لأنه كما قال «إننا لم ندع يوما أنه ليس لدينا مشكلة سياسية»، ولكنها يجب أن تحل عبر الحوار وليس عبر التدمير أو زج البلاد في قنوات تزيد من الأزمة ولا تنهيها.

وكان الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين في تصريحات لوكالات الأنباء العالمية عبر عن تفاؤله بحوار التوافق الوطني، وقال عن جلسات الحوار إن «إجراءها أمر مهم لأنها تتيح فرصة لجميع الأطراف في البحرين للتعبير عن مطالبهم وذلك شيء مهم جدا».

وأضاف أنه من منطلق الحرص على نجاح الحوار لن يحضر الجلسات المنعقدة حاليا حيث ما زال المشاركون يضعون أطر العمل اللازمة، وكي لا يمثل ذلك عامل ضغط لا يساهم في دعم الجلسات خاصة أن عدم نجاح الحوار قد يكلف الثمن الباهظ.

وأكد أن إقامة السباق يساعد البحرين على جعلها متصلة بالعالم، مضيفا أن البحرين لم تستغل السباق قط للقول إن كل شيء على ما يرام، وقال إن «البحرين تواجه تحديات لكن سيتم حلها عن طريق العملية السياسية الجارية الآن».

وأثناء عقد جلسة حوار التوافق الوطني قال أحمد جمعة رئيس ائتلاف الجمعيات إن الموضوعات التي يتم طرحها في جلسات الحوار مكررة على مدى الجلسات الـ14 الماضية، واعتبر جمعة أن الإشكالية تتمثل في محاولة الجمعيات الخمس (جمعيات المعارضة السياسية) فرض آليات على طاولة الحوار.

وأشار جمعة إلى أن الائتلاف يدرس دعوة تقدمت بها الجمعيات الخمس للالتقاء خارج قاعة الحوار لتقريب وجهات النظر، وسيرد عليها لاحقا.

وقال إن بقية الأطراف تعتبر ذلك نوعا من فرض الشروط في حوار يفترض أن يتم إقرار آلياته ونتائجه بالتوافق، واعتبر أن فرض صياغة التوافقات هو نوع من الشروط التي تفرضها الجمعيات الخمس.

من جانبه، اعتبر أحمد البنعلي عضو جمعية الوسط الإسلامي، إحدى جمعيات الائتلاف، أن فريق الجمعيات الخمس ليس لديه القدرة على اتخاذ قرار على طاولة الحوار، وقال «يتطلب الحوار شخصيات تتخذ قرارا»، وقال «بهذه الطريقة سيستمر الحوار لعدة أشهر».

كما أكد فريق المعارضة أن مسألة تمثيل الحكم لم تحسم بالنسبة لهم، مؤكدين على تمسكهم بمسألة الاستفتاء الشعبي على نتائج الحوار.