آية الله مصباح يزدي يغامر بقيادة فصيل سياسي في الانتخابات الإيرانية المقبلة

بزغ نجمه خلال فترة خاتمي بسبب معارضته الشرسة لأي إصلاحات

TT

أعلن آية الله مصباح يزدي يوم الأحد الموافق الحادي والعشرين من أبريل (نيسان) عن نيته قيادة جماعة سياسية تسمى جبهة مقاومة الثورة الإسلامية، وهي فصيل متشدد للغاية منبثق عن فصيل الأصوليين الذي كان يدعم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في حملتيه الانتخابيتين في 2005 و2009.

يذكر أن غالبية الشخصيات السياسية في الجبهة من الساسة المتشددين، حيث تضم وزراء سابقين في حكومة أحمدي نجاد، ولا سيما وزير الصحة السابق باقر لنكراني ووزير الطاقة السابق برويز فتاح، اللذين تم إقالتهما من قبل أحمدي نجاد بزعم رفضهما لمركز اسفنديار رحيم مشائي البارز في الحكومة.

ويعد سعيد جليلي، وهو كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، هو أكثر شخصية معروفة في الجبهة، وثمة تكهنات حول نيته الترشح لمنصب الرئاسة، على الرغم من أن المتحدث باسم الجبهة، أمير حسين قاضي زاده، قد أكد لوكالة أنباء «فارس» أن «جليلي قد رفض الدعوات بالترشح».

ويفتح قرار جليلي بعدم الترشح للرئاسة الباب أمام ترشح باقر لنكراني من قبل الجبهة باعتباره «المرشح الأكثر جدارة للانتخاب»، على حد وصفه في المؤتمر الذي حضره آية الله مصباح يزدي للإعلان عن ترشح لنكراني يوم الأحد.

وبزغ نجم يزدي خلال فترة الرئيس خاتمي بسبب معارضته الشرسة لأي جدول أعمال إصلاحي، وأصبح مثار خلاف، ليس فقط في ما يتعلق بالقضايا السياسية، ولكن أيضا في الحوزات الشيعية الإيرانية والمؤسسة الدينية الأوسع نطاقا.

ويدير يزدي مؤسسة تعليمية في مدينة قم تسمى معهد الإمام الخميني للتعليم والبحوث، الذي يوفر دورات تدريبية مختلفة وشهادات علمية لعدد كبير من الطلاب. وهو أيضا عضو مجلس خبراء القيادة الذي يضطلع بتعيين المرشد الأعلى ويشرف على حسن سير إجراء السياسات العامة للنظام بموجب السلطات التي أقرها دستور عام 1979، كما يقود فصيلا يعارض الدوائر الأكثر اعتدالا التي تحمل ولاء كبيرا للرئيس الإصلاحي السابق آية الله هاشمي رافسنجاني في مجلس خبراء القيادة.

فقبل عامين رفض رفسنجاني، رئيس مجلس الخبراء آنذاك، ترشيح نفسه، وبدلا من ذلك مهد الطريق لحليفه وصديقه القديم مهدوي كاني، لتولي الرئاسة في محاولة ضمنية لمنع مصباح يزدي من المنافسة معه على المنصب.

تداعت طموحات يزدي في أن يصبح شخصية مسيطرة داخل مجلس الخبراء. في الوقت ذاته أصابه محمود أحمدي، الذي كان أكبر المؤيدين له، بخيبة أمل كبيرة له عندما أعلن عن دعمه رحيم مشائي، كمرشح للرئاسة والتخلي عن المسار الثوري الرئيس.

فرص مرشح جبهة الصمود باقر لنكراني ضئيلة إلى حد بعيد بالنظر إلى استطلاعات رأي كثيرة، لكن جبهة آية الله مصباح يزدي السياسية قررت المنافسة بمرشح أقل شهرة، لكنه أكثر تدينا على ما يبدو.

ربما لا يكون هدف آية مصباح الرئاسة بحد ذاتها، فقد قلل مرارا من دور المسؤولين المنتخبين في إيران، وأنه يحاول، بدلا من ذلك، تعزيز قاعدة نفوذه الديني والسياسي التي تؤهله ليتبوأ أرفع منصب في البلاد، لا مجرد الرئاسة.