«المجلس الوطني السوري» يتهم حزب الله باحتلال قرى بريف حمص.. وقتل مدنيين

استمرار الاشتباكات الميدانية في القصير وجوارها وأنباء عن وصول عناصر من «النصرة»

مقاتلون من الجيش الحر قبل انتشارهم في حي صلاح الدين بمدينة حلب أمس (رويترز)
TT

اتهم «المجلس الوطني السوري» حزب الله اللبناني، أمس، باحتلال قرى سورية في ريف حمص، وبقتل المدنيين وبمنعهم بالإرهاب من التعبير عن توقهم للحرية والكرامة الإنسانية. ودعا «الحكومة اللبنانية إلى أن تتعامل بالجدية اللازمة مع هذا الموضوع»، وأعرب «المجلس الوطني» في بيان له، أمس، عن أمله في أن «يرفع الشعب اللبناني الشقيق صوته عاليا لرفض قتل وإرهاب أحرار سوريا على يد لبنانيين مرتبطين بأجندات دول وأنظمة شمولية لا تولي مصالح الشعب اللبناني أي اعتبار».

وشدد المجلس، الذي يأتي بيانه غداة إصدار «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» بيانا مماثلا، أول من أمس، على أن «ما يجري في ريف دمشق جرائم ضد الإنسانية، وتحديدا جرائم إبادة بكل ما لهذه الكلمة من معنى». ووصف ما يجري على أنه «إعلان حرب على الشعب السوري، ويجب على الجامعة العربية أن تتعامل معه على هذا الأساس، وعلى الرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية أن تعي مدى خطورته على حياة السوريين وعلى حاضر ومستقبل لبنان».

وكان الائتلاف قد طالب حزب الله بأن «يسحب قواته من الأراضي السورية على الفور»، محذرا من أن تدخلاته «ستجرّ المنطقة إلى صراع مفتوح على احتمالات كلها مدمرة»، ودعا الحكومة اللبنانية إلى أن «تنظر بمنتهى الجدية إلى الوضع، وأن تتخذ قبل فوات الأوان كل ما يلزم من إجراءات لوقف الاعتداءات التي يمارسها حزب الله، عبر انخراطه السافر ووقوفه إلى جانب نظام الأسد في حربه على الشعب السوري».

وفي موازاة دعوة الائتلاف المعارض كتائب «الجيش الحر» في ريف حمص الغربي «نظرا لحساسية الوضع القائم على الحدود بين لبنان وسوريا إلى ضبط النفس واحترام الحدود السيادية للبنان»، شن نائب الرئيس السوري الأسبق عبد الحليم خدام هجوما عنيفا على الرئيس اللبناني ميشال سليمان. وتوجه إليه بالقول: «إن تصريحكم حول سيادة لبنان والتهديد باللجوء إلى مجلس الأمن إذا تكررت عمليات من قبل الجيش الحر ضد بعض القرى اللبنانية يثير التساؤل والاستغراب»، منتقدا إياه لـ«تجاهلكم مشاركة حزب الله، السفاح بشار الأسد بالجرائم التي يرتكبها النظام القاتل فوق الأراضي السورية». وتمنى خدام على سليمان أن «يلجأ إلى مجلس الأمن الذي سيؤكد معظم أعضائه أن الحكومة اللبنانية فاقدة قدرتها على إدارة لبنان، بسبب تحكم حزب الله المدعوم من إيران ومن نظام القتل في سوريا».

وميدانيا، أكدت شبكات المعارضة السورية، أمس، استمرار الاشتباكات في ريف حمص، وتحديدا في مدينة القصير والقرى المجاورة لها مع عناصر من حزب الله. وذكرت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة أن «عناصر من حزب الله هاجموا أمس قرى في ريف القصير»، بينما أوردت «لجان التنسيق المحلية» في سوريا أسماء عدد من القتلى قالت إنهم سقطوا «جراء اشتباكهم مع قوات حزب الله في القصير». كما أفادت بأن «الجيش الحر» تمكن من «استعادة السيطرة على قريتي الموج وأبو جوري، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة مع قوات حزب الله».

وقالت مصادر ميدانية في «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط» إن عناصره «تقاتل ببسالة من أجل صد هجوم حزب الله في ريف حمص»، وأشارت إلى وصول قرابة 350 عنصرا من جبهة النصرة في اليومين الأخيرين إلى القصير، حيث يتحصنون في أنحائها، ويستعدون لصد أي هجوم محتمل على المدينة».

في المقلب اللبناني، تتواصل الأنباء عن تشييع حزب الله لعدد من عناصره الذين سقطوا في ريف حمص، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر لبنانية في جنوب لبنان أن الحزب شيع، عند الواحدة من ظهر أمس، من أمام مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت، أحد عناصره، وقال إنه «قضى أثناء قيامه بواجبه الجهادي». وتلقى الأنباء عن مشاركة حزب الله في القتال الدائر في القصير ردود فعل سياسية منتقدة في لبنان؛ إذ قال النائب في كتلة المستقبل زياد القادري إن «وقوف حزب الله إلى جانب النظام السوري وانخراطه العسكري مع هذا الأخير في مواجهة الشعب السوري، أدخلا لبنان في الحرب السورية، مما يناقض حرص الحزب المستجد على تنفيس الاحتقان السياسي والطائفي في لبنان، وهذا يدل على ازدواجية في التعاطي لم تعد مقبولة».