الائتلاف يكلف صبرا بصلاحيات الخطيب لحين انتخاب رئيس

في خطوة اعتبرت قطعا للطريق على تراجعه عن استقالته

جورج صبرا
TT

في خطوة تبدو قطعا للطريق على تراجعه عن استقالته، كلفت اللجنة الرئاسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف، رئيسا مؤقتا للائتلاف خلفا للرئيس المستقيل معاذ الخطيب إلى حين إجراء انتخابات الهيئة العامة للائتلاف. وأكد ذلك لـ«الشرق الأوسط» حيث سيمارس صبرا صلاحيات الرئيس إلى حين انتخاب بديل له دون أن يحدد فترة زمنية لذلك. وكان الخطيب قد جدد استقالته أول من أمس في ختام اجتماع لأصدقاء سوريا في مدينة إسطنبول التركية، بعد مرور نحو 5 أشهر على انتخابه رئيسا للائتلاف بعد تشكيله في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ولم تكن استقالته أول من أمس استقالة له إذ كان قد قدمها أول مرة في 24 مارس (آذار)، بسبب ما سماه بتجاوز «الخطوط الحمراء»، في صفحته الشخصية على موقع «فيس بوك». وقال عمار العطية، مساعد خالد الصالح مدير المكتب الإعلامي في الائتلاف الوطني، «الشرق الأوسط» قبل إعلان تكليف صبرا بمهام الرئيس، إن «معاذ الخطيب جدد استقالته، بتقديم طلبه إلى الهيئة السياسية للائتلاف السوري، ليصبح ممثل المجلس المحلي لمحافظة دمشق في الائتلاف، بدلا من منصب الرئاسة، برغبة شخصية منه». ونوه الائتلاف، على صفحته الرسمية، على موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي أن الخطيب «سيستمر في تمثيله للمجلس المحلي بدمشق ضمن مؤسسات الائتلاف في حال قبول استقالته». وكان يفترض أن تبحث الأمانة العامة للائتلاف الوطني استقالة الخطيب حسب العطية، في الاجتماع القادم المزمع عقده خلال عشرة أيام. وقدم الخطيب استقالته للمرة الأولى، بالتزامن مع اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة، عشية القمة العربية، الذي كان بحث شغل الائتلاف الوطني مقعد سوريا في اجتماعات الجامعة العربية. غير أن قيادات الائتلاف أعلنت رفضها لاستقالة الخطيب، ودعته إلى العودة إلى عمله رئيسا للائتلاف.

وقال جبر الشوفي مدير مكتب المجلس الوطني في القاهرة لـ«الشرق الأوسط»، إن «شعور الخطيب بخيبة الأمل من مجموعة دول أصدقاء الشعب السوري واجتماعها الأخير قبل أمس، الذي لم يقدم أي خطوة إيجابية وجديدة لدعم الثورة والشعب السوري، هي سبب إلحاح الخطيب على استقالته».

وعن التردد والتخوف الذي يمارسه المجتمع الدولي بعدم دعم المعارضة السورية بشكل واضح وصريح، قال الشوفي، إن «أصدقاء الشعب السوري لم يقدموا شيئا واضحا سوى الوعود، لأنهم يعيشون في تناقضاتهم الداخلية في ظل تضارب مصالحهم القومية والاقتصادية، لذلك هم يفتقرون إلى إجماع حول دعم ومساندة الثورة السورية».

ووصف الشوفي اجتماعات أصدقاء الشعب السوري بأنها «روتينية»، إذ تعاد فيها الأحاديث والوعود دون جدوى، قائلا: إنها «لم تقدم أي خطوة إيجابية، ولم تلب تطلعات وآمال الثورة الشعبية، لا على صعيد الدعم الحقيقي السياسي ولا العسكري والإغاثي لوقف حمام الدم في سوريا».

ومن جانبه اعتبر لؤي الصافي عضو الائتلاف الوطني السوري، نتائج اجتماع إسطنبول، أول من أمس بتركيا بأنها «أدنى من التوقعات بكثير، وكانت الطموحات أكبر بكثير، والمساعدات التي قدمت، لم تشمل أسلحة من شأنها أن تقلب الموازين العسكرية على الأرض». وأشار الصافي إلى أن ما طرح في الاجتماع هو: «حل سياسي على أساس اتفاق جنيف يونيو (حزيران) الماضي، وهي التي لا تصب بالضرورة في خانة الشعب السوري، وإنما هي تغليب للمصالح القومية للدول الكبرى، على حساب الدم السوري». وقال، إن «مطالب الثورة السورية واضحة تكمن في دعم عسكري من القطع النوعية، وتأمين غطاء جوي في شمال وجنوب البلاد، ودعم إغاثي يرقى لمستوى الاحتياجات».