مجزرة «جديدة الفضل» تهز السوريين والمجلس الوطني يتهم النظام بذبح أبناء الجولان

الحر يكشف عن استخدام النظام قذائف هاون مدمرة لأول مرة

TT

حذر الجيش السوري الحر أمس، من مجزرة جديدة يرتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية، غداة أضخم مجزرة وقعت بتاريخ الثورة السورية في «جديدة الفضل» المحاذية لجديدة عرطوز في ريف دمشق، ذهب ضحيتها أكثر من 450 قتيلا، بحسب لجان التنسيق المحلية، ما دفع المجلس الوطني السوري للإعلان أن «نظام الممانعة يذبح أبناء الجولان»، في إشارة إلى قتلى المجزرة الذين نزح معظمهم من الجولان السوري المحتل عام 1967.

وأعلن المجلس الوطني، أن «مئات الجثث المقطعة بالسكاكين أو المحروقة أو المصابة بالرصاص عن قرب، تم اكتشافها في بيوت ومزارع بلدة جديدة عرطوز وجديدة الفضل، في ما يشبه أشد أفلام الرعب الخيالية جموحا وبعدا عن الواقع». وأشار المجلس في بيان إلى أن «القتلى من أبناء الجولان السوري المحتل، نزحوا إليها منذ الاحتلال الإسرائيلي، وعاشوا فيها عاما بانتظار العودة، وبانتظار أن يقوم قائد الممانعة المزعومة بواجب تحرير الأرض السورية المحتلة، فجاءهم بالموت ذبحا بالسكاكين، بالمعنى للحقيقي لا المجازي للكلمة».

ودعا المجلس الوطني «العالم الحر» والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية للتحرك «حالا لمواجهة هذه الجرائم البشعة».

وبحسب لجان التنسيق المحلية وناشطين من المدينة، فإن معظم القتلى هم نساء وأطفال أعدموا ميدانيا ذبحا بالسكاكين، بينهم مائة شخص على الأقل تم اعتقالهم منذ أيام وتم العثور عليهم صباح الاثنين بعد أن تم إعدامهم ميدانيا بالقرب من الفوج 100، حيث وجهت لجان التنسيق المحلية نداء استغاثة إلى جميع المنظمات الحقوقية للدخول إلى منطقة جديدة الفضل لإجلاء ما تبقى من المدنيين.

وأثارت هذه المجزرة موجة من ردود الأفعال المستنكرة لارتكابها، في حين أعلن النظام السوري أن قواته «قضت على عدد من الإرهابيين فيها». وأكد القائد الميداني في الجبهة الجنوبية النقيب علاء الباشا لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة «كانت خالية تماما من الجيش السوري الحر»، مشيرا إلى أن الشبيحة «دخلوا إليها ليلا، واستباحوا المنازل من دون مقاومة». وأضاف: «بدأ الفوجان 100 و153 مدفعية بالقصف المدفعي العنيف على المنطقة قبل اقتحامها، وحين دخل العناصر، نفذوا إعدامات ميدانية بحق السكان»، نافيا في الوقت نفسه أن يكون عناصر الجيش الحر يقيمون في المنطقة، مشددا على أن «وجودنا هو في المعضمية وداريا وأطراف عرطوز».

وأكد الباشا: أن «معلومات من غرفة العمليات في القصر الجمهوري وصلتنا أن القوات النظامية تتحضر لدخول داريا، لكننا لم نتمكن من إبلاغ جميع السكان بسبب كثافتهم، كما أن القصف العنيف حال دون خروج المئات منهم»، مشيرا إلى أن النظام السوري، «أراد من هذه العملية تأديب كل من حمل السلاح في دمشق». وأضاف: «بدأوا في الغوطة الغربية لتوجيه رسالة شديدة اللهجة للغوطة الشرقية.. ولو كان عناصر الحر موجودون هناك، لما استطاعوا الدخول إلى المنطقة».

وحذر الجيش السوري الحر، غداة هذه المجزرة، من مجزرة جديدة يحضر لها في منطقة الغوطة الشرقية ومن ضمنها مناطق جوبر، زملكا والمعضمية. وقال الباشا: «إننا نحذر من استباحة الغوطة الشرقية التي تعتبر عصب دمشق، وارتكاب المجازر فيها»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «المنطقة دفعت القوات النظامية إلى أطرافها بتعزيزات عسكرية، وسط قصف عنيف تتعرض له منذ أربعة أيام، بهدف اقتحامها».

وقال الباشا، إن الغوطتين الشرقية والغربية «تعرضتا أمس لحملة عسكرية كبيرة»، حيث «دفعت القوات النظامية بأرتال من مدرعاتها إلى المنطقة في محاولة لدخول العتيبة، قبل أن يتصدى لها مقاتلو الجيش السوري الحر». وأشار إلى أن القوات النظامية «حشدت عربات ثقيلة في بساتين داريا في محاولة لاقتحام المدينة»، مؤكدا أن القوات النظامية «تواصل قصف الغوطتين وداريا بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية وقذائف الهاون».

وكشف الباشا أن الجيش السوري «يستخدم قذائف هاون من عيار 240 ملم لأول مرة في تاريخه.