الاتحاد الوطني ينفي تداوله أسماء مرشحين لانتخابات رئاسة كردستان

حزب بارزاني يرشحه لولاية ثالثة .. ويبدي قلقه من مواقف المعارضة ويؤكد أن «الشعب مرجعه»

TT

وضع قيادي كردي بارز في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني حدا للتكهنات التي راجت مؤخرا بوجود مرشحين في حزبه لمنافسة رئيس الإقليم مسعود بارزاني على منصب رئاسة الإقليم، مؤكدا أن «الاتحاد ليس له حتى الآن أي مرشح محتمل».

وقال عدنان المفتي عضو المكتب السياسي للحزب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الاتحاد الوطني لم يبحث حتى الآن في اجتماعات مكتبه السياسي موضوع الترشح لرئاسة الإقليم ومنافسة بارزاني، وإن ما يطرح من أسماء هنا وهناك ليس له أي طابع رسمي، لأن الجهة التي تقرر هذه الأمور هي المكتب السياسي، ونحن لم نتطرق إلى هذا الموضوع لأنه لم يطرح على المناقشة داخل المكتب السياسي لحد الآن». وبسؤاله عما إذا كان الاتحاد الوطني سيدعم بارزاني حسب الاتفاق الاستراتيجي في حال ترشحه لولاية ثالثة، قال المفتي «هذا موضوع سابق لأوانه، لأن الرئيس بارزاني لم يحدد بعد موقفه من الموضوع، وهل سيترشح أم لا، في حال أعلن موقفه النهائي عندها سنجتمع في قيادة الاتحاد وسنقرر موقفنا تجاه هذا الأمر».

وكان الملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للاتحاد الوطني قد أكد بدوره في تصريحات نشرتها صحيفة «جاودير» التي يمتلكها أن «الاتحاد الوطني ليس له أي مرشح لمنصب رئيس الإقليم، وأن هذا الموضوع لم يبحث مطلقا في أي اجتماعات رسمية لقيادة الاتحاد الوطني» وأشار بختيار إلى أن «من حق الاتحاد الوطني أن يكون له مرشحون لكافة المناصب، ولكن طالما هناك اتفاقية استراتيجية تربط الحزبين بعضهما ببعض، فلا الاتحاد يستطيع اتخاذ قرار بشأن منصبي رئاسة كردستان ورئاسة الجمهورية بالعراق من دون الديمقراطي الكردستاني، ولا هو يستطيع ذلك دون الاتحاد الوطني».

وبحسب الاتفاق الاستراتيجي الذي وقعه الحزبان عام 2005 هناك نص يؤكد على أن تكون رئاسة إقليم كردستان من حصة الديمقراطي الكردستاني، ومنصب رئاسة جمهورية العراق من حصة الاتحاد الوطني، وهكذا تم انتخاب مسعود بارزاني رئيسا للإقليم بدعم من حزب طالباني، وانتخب جلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق بدعم من حزب بارزاني. وهذا الاتفاق ما زال ساريا لحد الآن. وكانت مصادر قيادية متعددة سربت في الفترة الأخيرة بعض الأسماء المرشحة لمنافسة بارزاني منها أسماء من داخل الاتحاد الوطني، وأخرى في صفوف المعارضة.

بدوره، قال المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني جعفر إبراهيم إيمينكي لـ«الشرق الأوسط» إنه «رغم أن الرئيس بارزاني لم يحسم أمره بعد فيما إذا كان سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة لولاية ثالثة، أم سيمتنع عن ذلك فإن هناك ضغوطات كبيرة عليه من قيادات وقواعد الحزب للترشح لمرة ثالثة، باعتباره الشخص الأكثر تأهلا لإشغال المنصب، فقيادة الحزب ترى أن من حق الرئيس قانونا أن يترشح لولاية ثالثة، وهذا ما نبحثه حاليا مع الخبراء والجهات القانونية للخروج بحلول قانونية ودستورية لهذه المسألة، وأؤكد هنا أننا لن نتعامل مع هذه المسألة خارج السياقات والأطر التي يحددها القانون والمعايير الدستورية». وانتقد المتحدث مواقف المعارضة من هذه المسألة وقال «إن الضجة التي تفتعلها المعارضة غير مبررة، والأفعال التي تقوم بها لا وجود لها في أي دولة ديمقراطية، وليس هناك أي داع لإثارة الشارع الكردي وكذلك إثارة الإعلام ضدنا، لأن ذلك لا يخدم مصلحة الشعب، بل يجب أن تكون الحوارات حول هذا الموضوع في إطار النخبة السياسية وبعيدا عن التشنجات والمهاترات الإعلامية ووفقا للأساليب الديمقراطية التي نؤمن بها نحن في الحزب، وندعو الأطراف الأخرى إلى الالتزام بها بعيدا عن المزايدات واستغلال الشارع».

وأوضح إيمينكي أن «هذه المواقف المتشنجة من أطراف المعارضة تثير قلقا بالغا لدى قواعد حزبنا وقياداته». وأضاف «نحن هنا نتعامل مع مشكلة قانونية، والقرار الأخير يعود إلى الشعب عبر برلمانه المنتخب، وخارج نطاق المباحثات والمناقشات التي ستجري في البرلمان حول الطرق القانونية لحسم هذه المسألة، من حقنا أن نتناقش مع الآخرين حول هذا الموضوع وأعتقد أن التوافق السياسي كفيل بأن يحسم هذا الأمر بيننا». وتابع قائلا «نحن نفهم الديمقراطية، ولدينا الاطلاع على تجارب ديمقراطية كثيرة بالعالم، ولكننا نعتقد أن تجربتنا الديمقراطية والعملية السياسية الحالية ومثل هذه الظروف البالغة الحساسية بالمنطقة والعراق تتطلب أن يعاد انتخاب الرئيس بارزاني لولاية أخرى، وسنسعى مع الأطراف الأخرى لكي نضمن ذلك وفق توافقات وطنية وسياسية ترضي جميع الأطراف».