مؤتمر دولي في عمان يبحث أوضاع اللاجئين العراقيين في الأردن

يهدف لصياغة آلية تضمن استمرار الدعم لهم

TT

انطلقت في عمان أمس، أعمال مؤتمر دولي تحت شعار «استكشاف الإمكانات وتقاسم الحلول»، وذلك لمناقشة أوضاع اللاجئين العراقيين في الأردن والتعرف على احتياجاتهم واستقطاب المزيد من الدعم والتمويل للفئات الأقل حظا منهم وعدم نسيانهم في خضم اشتداد الأزمة السورية. ويهدف هذا المؤتمر، الذي تنظمه منظمة «كير» العالمية بمشاركة ممثلين عن جهات رسمية ودبلوماسية وأممية، إلى وضع آلية واستراتيجية للتنسيق الفعال بين الخبراء والهيئات والمنظمات الإنسانية العالمية، لمواجهة القضايا المستقبلية، التي تؤثر على اللاجئين العراقيين الأقل حظا في الأردن. وقال مدير المنظمة في الأردن، كيفن فيتزتشيلرز، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إن المؤتمر يتيح للمشاركين من الجهات المختلفة تبادل المعلومات والخبرات ومناقشة الظروف الاقتصادية والاجتماعية وأهم التحديات في استقطاب مزيد من الدعم من الجهات المانحة. وأضاف أن المساعدة الخارجية للعراقيين انخفضت منذ عام 2012، بسبب ارتفاع تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، موضحا أن المؤتمر يسعى، وبالتعاون مع الخبراء والمعنيين وأصحاب العلاقة، إلى صياغة آلية لضمان دعمهم.

من جهته، قال نائب مدير المنظمة، أنيس طربية، إن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على أوضاع اللاجئين العراقيين والتعرف على احتياجاتهم وتقييم أوضاعهم، بعد مضي 10 سنوات على وجودهم في الأردن. وأوضح أن المؤتمر يطرح أبرز التحديات التي تواجه الدعم المتعلق باللاجئين العراقيين، ومحاولة إيجاد آليات وحلول مناسبة لهم، وسياسة الممولين واستراتيجيتهم وخططهم لدعمهم.

من جانبه، أشار ممثل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأردن، آندرو هاربر، إلى أنه عند مناقشة أوضاع اللاجئين لا بد من مراعاة وضع الأردن، لا سيما في ظل استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أراضيه. وأكد أن أولويات المفوضية تركز على التأكد من أن هناك مساحة لحماية اللاجئين في الأردن، مطالبا بضرورة تعزيز مجال الحماية والاستثمار في البنية التحتية والخدمات الصحية والتعليمية في الأردن، ليحافظ على ثقله لتوفير مزيد من الحماية للاجئين. بدوره، قال السفير العراقي في عمان، جواد هادي عباس، إن حكومة بلاده تعمل على تشجيع مشروع العودة الطوعية للعراق، حيث تقدم السفارة تسهيلات متعددة لعودة العراقيين إلى مدنهم وقراهم. وكشف عن أن لدى الحكومة العراقية مشروعا لتقديم دعم علاجي دوري منتظم للمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، مثمنا دور الأردن في تقديم المساعدات للعراقيين منذ سنوات طويلة. وأكد المنسق الرئيس في وحدة المساعدات الإنسانية بوزارة التخطيط الأردنية عمر نصير على «أهمية تنظيم هذا المؤتمر الذي يوفر الفرصة لبحث التحديات والاحتياجات التي تواجه الأشقاء العراقيين والدور الملقى على عاتق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في مساعدة الدول المضيفة للاجئين». ولفت إلى أن «الأردن وعلى الرغم من التحديات التي تواجهه والمتمثلة بالعجز في الميزانية وشح الموارد الطبيعية وارتفاع نسب الفقر والبطالة، فإنه، وانطلاقا من الروابط التاريخية مع العراق، نفذ العديد من المشاريع للتخفيف من معاناة العراقيين»، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم بهدف تمكين الأردن والدول المضيفة من التعامل مع هذا القطاع.

يذكر أن عدد العراقيين المقيمين في الأردن يصل إلى نحو 200 ألف، مسجلا انخفاضا كبيرا بالمقارنة مع نحو مليون عراقي نزحوا إلى هذا البلد عقب الاحتلال الأميركي للعراق سنة 2003.